التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:49 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.09.2011 18:05:23

البيان الختامي لاجتماع الأمانة العامة للاتحاد العام للصحفيين العرب

القاهرة 14-15 سبتمبر 2011

اجتمعت الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب في مقر أمانة الاتحاد في القاهرة في الفترة من 14و15سبتمبر عام 2011 برئاسة الأستاذ إبراهيم نافع رئيس الاتحاد وبحضور نواب الرئيس : عاشور التليسي وعبد الله البقالي، والأمين العام للاتحاد الأستاذ مكرم محمد أحمد، والأمناء المساعدين الأساتذة: حاتم زكريا، نعيم الطوباسي، محيي الدين تيتاوي، الهاشمي نويره، أم كلثوم مصطفى، سالم الجهوري، عبد الوهاب الزغيلات، وعبد الله الجحلان.

واعتذر عن عدم الحضور كل من الأستاذ / الياس مراد والأستاذ أحمد بهبهاني نائبي الرئيس.

وفي البداية وقف أعضاء الأمانة العامة دقيقة حداد على روح شهداء الصحافة في بعض الأقطار العربية.

وافتتح أشغال الاجتماع رئيس الاتحاد الأستاذ إبراهيم نافع بخطاب توجيهي عام عبر عن اهتمامات الصحفيين العرب وقضايا المهنة وحرية الصحافة والتعبير وحقيقة أوضاع الحريات العامة في الأقطار العربية في ضوء ما تشهده بعض الدول العربية من تغييرات جذرية لأنظمة الحكم انعكس على الوضع الإعلامي الذي شهد انفلاتا غير مسبوق، وطالب بضرورة إدخال إصلاحات قانونية تضمن حرية ممارسة المهنة الصحفية بكل حرية وبما ينسجم مع مواثيق أخلاقيات المهنة.

وبعد التثبت من الحضور وتوفر النصاب القانوني، أقرت الأمانة العامة جدول أعمالها، ثم ناقشت باستفاضة التقرير الموسع الهام الذي قدمه الأمين العام للاتحاد، واعتمدت الأمانة العامة هذا التقرير، كما ناقش الاجتماع التقرير المالي الذي عرضه الأمين المساعد للشئون المالية وأقرته، واعتمدت الحسابات الختامية والميزانية.

وفي ضوء ذلك.. أصدرت الأمانة العامة في ختام أعمالها البيان العام التالي:

إن الأمانة العامة وفى إطار متابعتها المتواصلة لأوضاع الصحافة والصحفيين العرب في غضون فترة شديدة الأهمية في تاريخ عالمنا العربي، سوف يكون لها تأثيراتها القوية البعيدة المدى على صحافتنا العربية، بدأت في مستهل هذا العام بأحداث الانتفاضات العربية التي وقعت في عدد من بلدان عالمنا العربي وغيرت نظم الحكم في تونس ومصر وليبيا، على حين تتواصل أحداث صدام دامية في عدد آخر من البلدان أبرزها اليمن وسوريا أملا في تغيير ديمقراطي ينظم تداول السلطة في عالمنا العربي من خلال انتخابات نزيهة ودساتير عصرية تحترم الحريات العامة والخاصة وتعيد للإنسان العربي كرامته وحقوقه، كما تعيد للأمة العربية حقها المشروع في أن تكون مصدر كل السلطات.

ولأن هذه الأحداث تحمل آمالا عريضة في صحافة عربية أكثر حرية وتنوعاً، تكسر قيود الرقابة وتعزز حرية الرأي والكلمة، وتحمى حق النقد والاختلاف، كما تحمل مخاطر عديدة تدعو إلى قسمة الصحفيين العرب إلى معارضين وموالين وتطالب بتطهير جداول النقابات في بعض البلدان العربية، وتستخدم أساليب متعددة في قهر الرأي الآخر تدخل في باب الإكراه من شأنها أن تلحق الأذى البالغ بحرية الرأي والتعبير التي ينبغي أن تكون من حق الجميع حرصا على ثراء الآراء وتنوعها واحتراما لحق الاختلاف اللذان يشكلان معا أهم محركات التقدم.

وإذ يدرك اتحاد الصحفيين العرب خطورة المرحلة الراهنة في ضوء أحداث العنف التي تجرى في بعض بلدان عالمنا العربي و استمرار آلة القتل تحصد أرواح آلاف الشهداء لمجرد أنهم يطالبون بحق التظاهر السلمي وحرية التعبير، وإذ يحذر الاتحاد من مغبة الاستمرار في هذا التوجه الذي يزيد المأساة عمقا واتساعا ويقضى على كل فرص الحوار والمصالحة الوطنية أو ينشر خطر الحرب الأهلية في بعض البقاع العربية، ويخلق ظروفا مواتية لتدخلات أجنبية لا يهمها صالح الأوطان العربية بقدر ما تنشد إعادة السيطرة على مقادير العرب وثرواتهم وبسط مناطق النفوذ في العالم العربي، وإعادة ترسيم خرائطه لتمزيق وحدته الوطنية وإضعاف قدرته على مواجهة تحديات التقدم.

قد استعرض المجتمعون العديد من القضايا التي تهم الصحافة والصحفيين في الوطن العربي وأبرزها مساحات الحرية الممنوحة للصحفيين لممارسة أعمالهم وضرورة قيام النقابات الصحفية في الوطن العربي إصدار تقارير مهنية صادقة عن الحريات تعكس واقع الممارسة المهنية وحقيقتها.

أولاً : يطالب اتحاد الصحفيين العرب جميع أنظمة الحكم العربية بممارسة مسئولياتها لوقف أعمال القتل والعنف التي تجرى في بعض البلدان، وسحب قوات الجيش والأمن خارج المدن والقرى العربية ، والانخراط الجاد في عملية إصلاح سياسي واسع، تعيد صياغة علاقات الحكم في عالمنا العربي بما يوسع حق المشاركة وينظم تداول السلطة على أسس ديمقراطية صحيحة، ومن خلال انتخابات حرة ونزيهة تقع تحت إشراف القضاء ومراقبة المنظمات الإقليمية العربية، وتعديل البنية القانونية المنظمة للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، بما يكفل مراقبة أداء السلطة التنفيذية من خلال السلطات الشعبية المنتخبة، ويحقق الاستقلال الكامل للسلطة القضائية ويضمن أن تكون سلطة التشريع ممثلة لقوى شعبية منتخبة انتخابا صحيحاً ونزيها يضمن تكافؤ فرص كل القوى السياسية.

ثانيا: يحث الاتحاد الحكومات العربية على احترام حقوق الإنسان العربي، والالتزام بالمواثيق العالمية والدولية التي تحفظ للإنسان كرامته وحقوقه، ويدعو اتحاد الصحفيين العرب كل منظمات المجتمع المدني في العالم العربي وفى مقدمتها نقابات واتحادات وجمعيات الصحفيين في العالم العربي إلى مراقبة تنفيذ التزام الحكومات بحقوق الإنسان، ونشر حالات خروق هذه الحقوق وإقناع الحكومات بأهمية احترام حقوق الإنسان والالتزام بضرورة تطبيق المواثيق نصاً وروحاً لترسيخ علاقات جديدة من الثقة المتبادلة مع مواطنيها.

ثالثاً: يطالب الاتحاد جميع الحكومات العربية بإعادة النظر في القوانين التي تحكم الصحافة وكل صور الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، وأعمال المدونين والصحف الالكترونية لرفع كل صور الرقابة وتهيئة مناخ ملائم لممارسة حرية الرأي والتعبير باعتبارها حقوق مشروعة، وسرعة إصدار قوانين جديدة للمعلومات تسمح للصحفيين بالحصول على المعلومات الصحيحة من مصادرها وإنهاء عقوبات حبس الصحفيين واعتقالهم، ومنع تفتيش مكاتبهم ومنازلهم بغير إذن من النيابة العامة وحضور ممثلين عن نقاباتهم وجمعياتهم، كما يدعو الاتحاد نقابات الصحفيين العرب ومنظماتهم إلى تصعيد إجراءات الاحتجاج لوقف كل صور التهديدات التي تمس أمن الصحفيين وأوضاعهم الاقتصادية من خلال إجراءات الإقصاء والعزل الإداري دون مسوغات قانونية والفصل دون إفساح فرص التدخل والوساطة من جانب النقابات والاتحادات، وتوفير الضمانات الكافية لممارسة الصحفيين والمراسلين المحليين العرب والأجانب مهامهم وتمكينهم من القيام بواجباتهم المهنية بلا معوقات.

رابعاً: يدين اتحاد الصحفيين العرب عمليات الاعتداء على الصحفيين العرب خلال قيامهم بمهامهم التي وصلت إلى حد القتل والاختطاف ومنعهم من ممارسة أعمالهم وإهانة كرامتهم وإتلاف معداتهم ومصادرة المواد الإعلامية في حوزتهم، كما يدين الاتحاد قطع خدمات الاتصال والإنترنت، وتعويق مهام القنوات التي تنقل الأحداث، ويطالب كافة الحكومات العربية بالإلغاء الفوري لكل مظاهر التضييق على حرية الصحافة والتعبير.

خامساً: يحتسب اتحاد الصحفيين العرب كافة الزملاء الذين سقطوا قتلى وهم يؤدون مهامهم خلال تغطية الانتفاضات العربية أو خلال القيام بمهامهم شهداء عند الله "23 شهيداً.. 1 من مصر 4 من ليبيا 13 من العراق 1 من اليمن و1 من قطر و3 من الصومال" ويدعو الاتحاد كافة النقابات والاتحادات إلى ضرورة المطالبة بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين وتعويض أسرهم.

سادساً: ولأننا نعيش مرحلة خطيرة تتسم بسيولة الأحداث، يكتنفها مخاط صعب يأزم ببدء مرحلة جديدة في عالمنا العربي لم تتحد بعد ملامحها الكاملة ويمكن أن تتضمن مفاجآت عديدة في ظل دعاوى تطالب بالإقصاء الجمعي للصحفيين من الجداول المهنية بحجة التطهير، وإغلاق الصحف دون مبررات قضائية وقانونية، وتمنع أقلاما من الكتابة دون أي مسوغ مقبول، وارتكاب أخطار مهنية بالغة الخطر في ظل انفلات إعلامي حدث في بعض البلدان العربية أدى إلى بلبلة الرأي العام، فضلاً عن عدم تدقيق صحة الأخبار، والإسراف في إطلاق أحكام عامة بالإدانة أو البراءة، وتوجيه اتهامات معممة دون دليل، يصبح إلزاما على اتحاد الصحفيين العرب أن يطالب نقابات الصحفيين واتحاداتهم وجمعياتهم بضرورة الالتزام بمواثيق شرف المهنة والحفاظ على أخلاقياتنا، والالتزام بالمعايير المهنية الصحيحة، والتشديد على دقة الأخبار وحيادها.

سابعاً: كما يدعو الاتحاد كافة المنظمات والمؤسسات الصحفية إلى إعادة تنظيم أوضاعها الداخلية على أسس موضوعية، تحمى الكفاءات وتحقق تكافؤ الفرص بين الجميع، وتطلق مبادرات الشباب، وتضبط توازن الدخول بما يحقق الانسجام الداخل لكل مؤسسات النشر وفى هذه المنطلقات.

ثامناً: قرر اتحاد الصحفيين العرب عقد مؤتمر للصحفيين العرب الشبان، للتعرف على مطالبهم وتمكينهم من تحقيق ذواتهم بما يسد الفجوة بين شباب المهنة وشيوخها، ويضمن استمرار تواصل الأجيال، ويضخ في عروق الصحافة العربية دماء شابة جديدة تحسن التعبير عن مشاكل عصرها، وتقيم جسرا من الحوار والثقة المتبادلة بين الأجيال الجديدة التي ربما لا تجد في الصحافة العربية الراهنة تجسيدا صحيحاً لأمالها.

تاسعا: يساند اتحاد الصحفيين العرب السلطة الوطنية الفلسطينية في الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل كسب الاعتراف بفلسطين في إطار حدود 67 عضوا في الأمم المتحدة، ويطالب كافة نقابات الصحفيين في العالم العربي ووسائل العلام ومؤسسات المجتمع المدني بمساندة وحشد التأييد اللازم لإنجاح هذا السعي المشروع.

عاشراً: يشدد الاتحاد على المبدأ الذي التزم به دائما وهو نقابة صحفية واحدة لكل بلد عربي، حرصا على وحدة نضال الصحفيين في هذه المرحلة الخطيرة، وتعزيزاً لقدراتهم على مجابهة التحديات المهنية والسياسية والأمنية التي يتعرضون لها ويؤكد ما ورد في تقرير بعثة الاتحاد إلى موريتانيا من أجل توحيد صفوف الصحفيين في كل من الرابطة والنقابة بحيث يضم الجميع تنظيم واحد، ويوافق على توصية اللجنة التي دعت إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه فيما يخص العضوية داخل الاتحاد لحين البدء الفعلي في تنفيذ مبادرة الاتحاد .

حادي عشر: قرر الاتحاد عقد اجتماع المكتب الدائم والأمانة العامة القادم في بغداد في النصف الثاني من شهر ديسمبر القادم تلبية لدعوة نقابة الصحفيين العراقيين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!