التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:08:44 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25-11-2007 12:50:12

خلاف حاد داخل الأيام التشاورية

شهدت جلسات الأيام الوطنية للتشاور حول ملف المبعدين والإرث الإنسانى اليوم الأربعاء 21-11-2007 خلافا حادا بين المشاركين حول الملف وما طرحه البعض من ضرورة الغاء العفو الصادر سنة 1993 عن البرلمان الموريتانى وفتح ملفات الأزمة أمام القضاء وخصوصا المتعلق منها بمسؤولية قادة المؤسسة العسكرية عن الأحداث وسط تنابز بين المشاركين وتحذير من مغبة الصدام مع الجيش.

قيادات بارزة فى المعارضة الزنجية طالبت وبشكل صريح بفتح ملف الجرائم التى ارتكبت فى الثمانيات ومعاقبة قادة المؤسسة العسكرية الضالعين فى أحداث التهجير القسرى للسكان الزنوج، مع محاسبة الجهات الأمنية التى واكبت وشجعت المتظاهرين "البيض" على نهب ممتلكات الزنوج حسب تعبيره.

"صو موسى يورو" النشاط الزنجى البارز ترحم على ضحايا التسعينيات متحدثا عن الجرائم التى ارتكبها أشخاص فى المؤسسة العسكرية لازلوا يمارسون مهامهم داخل التشكيلات الاساسية بفعل التهرب من تحمل المسؤولية وغياب القانون الذى يردع المجرمين وفق تعبيره.

"صو" لايرى فى قيام مجموعة من الضباط "البيض" باعدام 27 ضابطا من الجيش الموريتانى يوم الإستقلال إلا محاولة جادة لضرب الوحدة الوطنية وامعانا فى اهانة الزنوج داخل الوطن ويتسائل لماذا لانفتح تلك الملفات ؟ لماذا يقف البعض اليوم للتنكر لدماء الزنوج التى سالت فى "انال" و"أجريده" خاتما قوله :" نحن ببساطة نريد أن نعرف الحقيقة كما يريد الآخرون أن يعرفوها".

وختم "يورو" على وقع التصفيق الحار داخل القاعة كلامه بالقول :" ولد الطايع لم يقتل إلا الزنوج، والجيش كغيره من المؤسسات الوطنية يضم أشخاصا غير نزيهين، مطالبا بالغاء قانون العفو وفتح تحقيق مستقل فى الأحداث.

كلمات المناضل الزنجى "صو" أثارت غضب آخرين داخل القاعة التى ضمت نخبة المجتمع السياسي الموريتانى فانبرى له الناشط العروبى "بيت الله" أحد مساندى الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وأحد المنزعجين من قتح ملف الأحداث وخصوصا تلويح البعض بمحاكمة ضباط الجيش الوطني لموريتانيا.

"بيت الله" اتهم رئيس اللجنة المديرة للأيام التشاورية بمحاباة المتدخلين الزنوج من حيث السماح لهم بالوقت الكافى بينما يصادر آراء المتدخلين "العرب" متهما فى الوقت ذاته من اسماهم المتاجرين بقضايا الوطن باللعب بالنار والدفع بالبلاد نحو مزيد من المشاكل المعقدة والأزمات خدمة لأجندة خارجية.

وقال "بيت الله " بأن الجيش الموريتانى جيش وطني يمارس مهمة مقدسة و يحق له التصرف لحماية أمن الوطن والمواطن محذرا من المساس بتلك المكانة القدسية أو الإنتقام منه لصالح إرضاء بعض الأطراف المعروفة بعدم ولائها للدولة أصلا واسترزاقها من الأزمات والمشاكل وفق تعبيره.

وطالب "بيت الله" المثقفين الزنوج بالكف عن بعث الحقد الدفين وثقافة الكراهية والدعاية الرخيصة قائلا بأن من يسعى للمس بالمؤسسة العسكرية أو الهوية الثقافية للبلاد لن يفلح بحال من الأحوال.

القيادى الزنجى ورجل الأعمال البارز "بلاس" دعا الحاضرين الى قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الحقد الذين سقطوا ضحية غياب العدالة قائلا بأنه يتحدث من منطق العدالة والحكمة والعقل محذرا المشاركين فى اللقاء من انتاج مهزلة تتجاوز حقوق الناس وآلامهم معتبرا ذلك أخطر من الأحداث الماضية التى جرت على البلاد الكثير قائلا :" الزمن محدد والضحايا محددون والرئيس أعطى الأوامر".

وخلص "بلاس" الى مأساة التجار الزنوج قائلا :" لقد تعرضنا يوم 24-04-1989 لهجمة شرسة من المتظاهرين "البيظان" داخل العاصمة نهبت فيها متاجرنا بمساندة من رجال الشرطة وغياب واضح لدور الدولة في توفير الحماية لمواطنيها".

ووصف الخسائر التى تعرض لها الزنوج بأنها كانت كبيرة قائلا من توفيق الله وبركة الضحايا أن الله قيض لنا رئيسا "تجانيا" من اصحاب الشيخ والحمد لله أقولها بشكل واضح "نعم تجانى من أصحاب الشيخ" وهذا مايساعد على انصاف المظلومين.

تصريحات "بالاس" اثارت بعض المشاركين ورد عليه فورا مشارك يدعى "الشيخ ولد اباه" حيث وصف كلامه بغير المسؤول قائلا :" لايمكن فرض حل جائر أو تعريض أمن البلاد وهويتها للخطر لأن الرئيس "تجانى" أو غير ذلك لايمكن للتجانيين أن يفرضوا رأيهم على الآخرين على الإطلاق".

ووصف ولد اباه سكان الضفة الجنوبية بأنهم يعملون منذ فترة على فرض الأمر الواقع من خلال تجنيد السينغاليين وتجنيسهم داخل موريتانيا وابتزاز حكام المناطق الجنوبية.

واضاف لقد كنت فى الضفة وسمعت ورأيت الكثير ..طلاب المناطق الحدودية من السينغال يتابعون تعليم الثانوى فى القرى الموريتانية المجاورة ثم يدفع بهم للتجنيس من جديد وهذا أمر خطير يمس الأمن الوطني.

أحد الشيوخ الزنوج (لم يعرف نفسه) وصف كلامه بالمخرج والموفق بين المداخلات المتناقضة والحادة قائلا ينبغى تحرير ثلاث أمور:
1- موضوع الوحدة الوطنية
2- من المسؤول؟
3-شنفونية الدولة وتسيس الجيش


وخلص الى القول بأن "البيظان" لم يحسنوا صون التراث ولا الحفاظ على الإرث الذى تركه الأجداد لهم من خلال تعاليم الدين والتسامح والتعايش بين مكونات الشعب الموريتانى.

وتحدث عن بعض المشاييخ من الجنوب كالشيخ سليمان بال الذى وصفه بأنه كان مرجعية لسكان الضفة وكان تلميذا لبنت العاقب التى علمته الكثير من العلم وأهلته لقيادة 40 محظرة فى الجنوب الموريتاني.

وتحدث عن الأحداث التى هزت الشارع الموريتانى قائلا :" لقد قامت عصابة من "البيظان" الصغار ومجموعة الزنوج الحاقدين باشعال الفتنة بين السكان من خلال استغلال فاضح للتفرقة الحاصلة" مؤكدا أن المعركة معركة "اديولوجية" وأن القوميون من كل الفئات يقفون ورائها واصفا القومية بأنها شر فى الدنيا والآخرة.

وقد شهدت القاعة شدا وجذبا بين المشاركين وتلاسنا حادا بين مختلف الفرقاء وخاصة بسبب الموقف المتباين للمشاركين من مسألة اللجنة الوطنية المكلفة بالإرث الإنسانى والتى ستختار من بين قيادة الجيش والدرك لمعرفة ماجرى داخل ثكنات المؤسسة العسكرية.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!