التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:57 غرينتش


تاريخ الإضافة : 08.11.2011 16:43:15

ولد اسماعيل: أنا أول مصور في كيفه وأول من أدخل مطبعة إليها

عبدي ولد اسماعيل أحد وجهاء كيفه وسياسييها (الأخبار)

عبدي ولد اسماعيل أحد وجهاء كيفه وسياسييها (الأخبار)

عبدي ولد اسماعيل ولد يعقوب أحد السياسيين والوجهاء بمدينة كيفه و أول من فتح مكتبة تجارية، وأول من أدخل مطبعة عربية إليها، وأول من فتح فندقا بها، وأول مصور فوتوغرافي بها، وأول مصور تلفزيوني بها.

"الأخبار" التقت عبدي ولد اسماعيل وحاورته حول مسيرته السياسية والمهنية والجهود التي بذلها في مدينة كيفه.


الأخبار: ماذا عن عبدي ولد اسماعيل؟

عبدي: أنا عبدي ولد إسماعيل ولد يعقوب، ولدت عام 1957 م في ضواحي احسي اطين بمقاطعة بومديد، تعلمت القرآن الكريم على شقيقي البشير ولد إسماعيل ولد يعقوب، ودرست علوم القرآن على الشيخ محمد المصطفى ولد سيدي يحي، كما تعلمت النحو على العلامة محمود ولد متار، قبل أن أنتقل إلى ولاته لدراسة مبادئ التوحيد والفقه.

وكانت أيام المحظرة بالنسبة لي هي أسعد أيام عمري لما رشفت فيها من معين العلم في وسط يتسم بالبراءة والفطرة النقية وصفاء الجو والطبيعة، وألذ طعام أكلته طوال حياتي طعام المحظرة، لأننا لا نأكله إلا بعد أن يضنينا الجوع، فالمحظرة تستطيع أن تدخلها بيسر لكنك لا تستطيع أن تخرج منها إلا بعسر، لأنك ستذوق طعم العلم وترتبط بالأصدقاء كما أنها ستأسرك بجوها العذب.

الأخبار: ماذا عن مسيرتكم الأدبية والمهنية؟

عبدي: لقد بدأ شيطان الشعر يستيقظ في ذهني مبكرا؛ حيث كنت مولعا به دراية ورواية وقد قلت قصائد عدة في مناسبات مختلفة، منها مرثيتي لشيخي حمود ولد متار في بحر الطويل وهي قصيدة يضيق المقام عن ذكرها.

وبعد أن قرأت من العلوم ما تيسر بدأت أمارس مهنة التجارة في كيفه عام 1973 م مدة من الزمن، ثم شددت رحالي إلى عدل بكرو في الحوض الشرقي، الذي سافرت منه أيضا إلى "كوبني" الذي سرت منه كذلك إلى "نيور" سيرا على الأقدام وذلك لقلة وسائل النقل وضعف الإمكانات، وقد تلقيت في هذه الرحلة مشقات عديدة ومضايقات كثيرة من الماليين الذين لم أكن أعرف لغتهم، ومن "نيور" وصلت إلى باماكو "العاصمة المالية" حيث أمضيت فيها سنتين، لأنتقل منها إلى آبدجاه "العاصمة العاجية" فمكثت فيها سنتين، قبل أن أعقد العزم على السفر برا إلى ليبيا عن طريق فولتا العليا مرورا بالنيجر.

ولما وصلت إلى ليبيا في أغسطس عام 1978 م تعاقدت مع أمانة التعليم فيها لتدريس القرآن الكريم واللغة العربية حتى نهاية العام الدراسي 1984/1985، وخلال هذه الفترة تعرف على أساتذة مصريين وسودانيين وصوماليين استفدت منهم كثيرا، وإبان تدريسي للقرآن الكريم وعلومه في ليبيا كنت أشرف على عقد الزواج وحضور الولائم وحفل الختان وغير ذلك من المناسبات الاجتماعية، لأن المجتمع الليبي يتوسم الخير في معلم القرآن، لذلك يحرص الليبيون على أن يحضروه اجتماعاتهم ويفتتح لهم حفلاتهم.

الأخبار: كيف كانت بداية عملكم السياسي؟

عبدي: لقد كانت بداية حياتي السياسية حين تم انتخابي مستشارا في أول مجلس بلدي بكيفه عام 1986 ثم انتخبت لاحقا رئيسا للقسم الفرعي الرابع للحزب الجمهوري في كيفه، بعد منافسات مضنية، وفي السنوات الأخيرة اختارني المرشح للرئاسيات السابقة الزين ولد زيدان ممثلا له في مقاطعة النعمة، في حملته الرئاسية الماضية، كما اختارني حزب حاتم ممثلا له في مقاطعة كيفه إبان الحملة الرئاسية الأخيرة وكان لي دور فاعل وبارز في هذا المجال.


الأخبار: هل لديكم ميول فكري معين؟

عبدي: أنا إسلامي بروحي قومي بجسمي ولساني.


الأخبار: هل تذكرون بعض المواقف الطريفة التي مرت بكم؟

عبدي: نعم لما عقدت العزم على العودة إلى أرض الوطن وغادرت ليبيا إلى تونس في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ووصلت إلى تونس وحطت بنا الطائرة الرحال في مطارها في توقف قصير، أعلنت إذاعة تونس أن هذا اليوم هو عيد الفطر السعيد، فاستبشر الناس خيرا وتبادلوا تهاني، وكان هناك شيخ تونسي كبير فما كان منه إلا أن اشترى 20 كأسا من الخمر وقدمها إلى المسافرين في قاعة الانتظار! مما أثار استغرابي واستغراب بعض المرافقين، أن يكون شيخ ضارب في السن وكان صائما يفطر على الخمر ليختم به شهرا مباركا عظيما، فمن الناس من رفض الشرب ومنهم من شرب حتى ارتوى!

ولما أقلعت بنا الطائرة من مطار تونس وحطت بنا رحالها في مطار الدار البيضاء لتتوقف فيه ساعات شعرت حينها بالجوع فاشتريت "صاندويش" من أحد المطاعم في المطار، وصرت آكله وأشرب معه العصير، حتى إذا لم يبق منه إلا القليل رأيت فيه ألوانا من الطعام لفتت انتباهي وهي خيط من اللحم المبروم بجانبه آخر من الشحم أبيض، ثم آخر من اللحم! فقلت لصاحب المطعم ما هذا؟ فقال لحم الخنزير! فتعجبت من هذه الرحلة التي يفطر فيها الصائمون على شراب الخمر ولحم الخنزير.

الأخبار: هل سبق أن قمتم بمشاريع أو مبادرات لخدمة المدينة؟

عبدي: لما قدمت إلى كيفه عام 1987 فتحت أول مكتبة تجارية فيها سميتها مكتبة العلم والإيمان، وأجريت عليها تحسينات عديدة كتعليم السكرتارية وأجهزة الحاسوب والتصوير الفوتوغرافي، ومن خلال هذه المكتبة أصبحت موردا للعديد من المصالح الحكومية المحلية والجهوية والوطنية ومقاولا للبلدية ومشروع التهذيب وغيرهم.

وفي سنة 1988 أصدرت جريدة العلم والإيمان الأسبوعية وفتحت مركزا لمحو الأمية، وأنشأت نادي نسور الجو الرياضي.

وفي سنة 1990 فتحت فندق الصداقة بقلب مدينة كيفه وزودته بمولدين كهربائيين استفاد من إنارتهما العديد من المنازل الشعبية والإدارية من بينها منزل الوالي والحاكم.

وقد زاوجت بين الثقافة والسياسة والتجارة، حيث تم اختياري أمينا للدعوة في فرع الجمعية الثقافية الإسلامية بكيفه، وعضوا في اللجان الثقافية، ولجان التحكيم في أغلبية المناسبات الثقافية الرسمية والشعبية.

وفي أواخر الثمانينات وبداية التسعينات قبل أن يكون العالم قرية واحدة، قمت بالتصوير التلفزيوني للأيام التربوية المدرسية في العديد من المدارس بالولاية وبعرضها مع العديد من أشرطة الفيديو الدينية والثقافية.


الأخبار: ما هو أصعب شيء رأيته في حياتك؟

الأستاذ عبدي: إن أصعب ما رأيته ويراه كل مثقف هو تغيير العقول والقناعات والتقاليد والعادات الفاسدة، أو التغلب على انتقادات أصحابها الذين لا يفهمون فكرك أو يشاطرونك الرأي لضعف مستواهم الثقافي والعلمي.

الأخبار: شكرا

عبدي: شكرا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!