التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:11:46 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.11.2011 19:26:52

نص خطاب الوزير الأول بمناسبة تنصيب اللجنة العليا لمنتديات التعليم

الوزير الأولمولاي ولد محمد الاغظف (الأخبار_أرشيف)

الوزير الأولمولاي ولد محمد الاغظف (الأخبار_أرشيف)

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس
السادة الأعضاء

شكل إصلاح النظام التربوي الموريتاني أهم المعضلات والتحديات التي واجهت الأنظمة السياسية المتتالية التي حكمت البلد، دون أن تجد سبيلا إلي بلورة أية خطة تحمل معها حلولا وسياسات متماشية مع متطلبات الظرفية الزمنية المعاصرة.

ويعتبرإصلاح منظومتنا التربوية اليوم أولوية الأولويات، نظرا لأن تقدم الأمم يقاس بثرواتها البشرية ومكانة العلم والمعرفة لديها، لا بالثروات المعدنية والنفطية أو غيرها من الموارد الطبيعية...

وأكبر مثال على ذلك هو أننا لم نكن في الماضي نصدر ثروات، بل علماء أجلاء ذاع صيتهم في العالم الإسلامي والعربي، مغربه ومشرقه، وفي إفريقيا ما وراء النهرين (نهر السنغال ونهر النيجر)، ذلك لأن منظومتنا التربوية، المتمثلة آنذاك في المدرسة المحظرية، كانت نموذجا فريدا في تلقين علوم الدين والتربية وبناء الشخصية.

واليوم وقد تغيرت المعطيات في عهد عولمة جارفة، نريد لموريتانيا أن تبقي راسخة الجذور في ماضيها الثقافي المجيد، لكن منفتحة أيضا على العالم بثورته التكنولوجية وثقافاته المتعددة.

وعلى هذا السبيل نريد لمدرستنا أن تكون عاملا لحفظ الأخلاق والقيم، وأداة لكسب العلم والمعرفة نظرية وتطبيقا، مستجيبة لرفع جميع التحديات وعلي رأسها توفير متطلبات السوق من اليد العاملة المؤهلة.

أيها السادة والسيدات

لقد مر النظام التربوي الوطني بعدة إصلاحات، وأنجز فيه الكثير من الاستراتيجيات بهدف تطويره والرفع من مستواه. وبرغم كل المحاولات، لا يزال تعليمنا عاجزا عن القيام برسالته، فاقدا لمصداقيته، يتميز بتدني المستويات وعدم الملاءمة مع حاجيات السوق المهنية، إلي غير ذلك من الصفات التي توصل إلى درجة الشك وفقدان الأمل في العملية التربوية برمتها.

إدراكا منه لهذه الحقائق ووعيا بأهمية التعليم في العملية التنموية، أعطى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيزعناية خاصة لإصلاح النظام التربوي في برنامجه الانتخابي، وأكد في هذا المجال على ضرورة التأني وإتباع المقاربة التشاورية من أجل استخلاص العبر من التجارب الماضية.

وفي هذا النطاق، تشجع الحكومة تبادل الآراء والبحث عن الحلول الملائمة بعيدا عن النعرة الضيقة والأطماع الشخصية، وهذا ما جعلها تصرح، في إعلانها عن خطة عملها لسنة 2011 أمام البرلمان، بقرار تنظيم وإعداد هذه المنتديات العامة حول التعليم والتكوين التي أتشرف اليوم بتنصيبكم رئيسا وأعضاء للجنة المكلفة بالإشراف عليها.

السيد الرئيس
السادة الأعضاء
علينا أن نستخلص الدروس من نجاح تجربة الحوار الوطني المنعقد في الشهر الماضي، تحت رعاية خاصة وإشراف مباشر من رئيس الجمهورية.

فقد برهنت بالفعل تلك التجربة على أن الشعب الموريتاني غيور على وحدته وتماسكه وقادر بما فيه الكفاية على حل جميع مشاكله.

أيها السادة والسيدات
لقد تم اختيار أعضاء هذه اللجنة بكل موضوعية وشفافية، لتضم شخصيات مرجعية في التعليم الأساسي والثانوي والعالي؛ رجال ونساء عرفوا بتجربتهم الطويلة في ميدان التعليم وبالعناية التي يولونها للمصلحة العامة للبلد ولمصيره ومستقبل أبنائه.

وحتى يكون التشاور شاملا، ستشرك اللجنة كل القوى الحية المهتمة بالموضوع، من أحزاب سياسية ومنتخبين ومنظمات اجتماعية ومدنية، إلى غير ذلك ممن له دور جدير بالمساهمة.

ونلتمس منكم تحمل هذه المسؤولية الصعبة والنبيلة وبذل أقصي الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة. فأنتم إذن مطالبون بالتشخيص الدقيق والتحليل الموضوعي للوقوف على مكامن الخلل في منظومتنا التربوية، سبيلا إلى اقتراح أنجع الحلول للنهوض بهذا القطاع والرقي ببلدنا إلى مستوى النمو اللائق، لكي يستعيد مكانته الثقافية ودوره الحضاري. وبودي أن أؤكد هنا أن هذه مناسبة لجميع الموريتانيين وتتطلب مشاركة الجميع دون تمييز أو تفريق.

وكما قال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، فهذه فرصة نادرة لعلاج أهم مشكلة وطنية، وينبغي لنا أن نترفع خلالها عن النوايا الشخصية الضيقة وعن الأغراض الطائفية والسياسية.

أيها السادة والسيدات
إن هذه المنتديات تهدف إلى فتح تشاور واسع النطاق بين كافة الفاعلين في الحقل التربوي والمهتمين به، بهدف تشخيص أهم المشاكل التي يعرفها ميدان التعليم بمفهومه الواسع، سعيا للوصول إلى حلول ملائمة وواقعية من شأنها أن تمكننا من وضع الأسس اللازمة لنظام تربوي منسجم مع الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية للبلد.

يجب علينا أن نخلق مدرسة جمهورية تكفل حق جميع المواطنين في التعلم، مفتوحة أمام الكل بحظوظ متساوية، وبإمكانها أن تشكل عامل انسجام ووحدة وتلاحم وطني؛ مدرسة يكون الاستحقاق فيها هو العامل الوحيد للنجاح؛ تحوي كل الموريتانيين باختلاف انتماءاتهم، وقادرة على أن تشكل مصعدا للرقي الاجتماعي سعيا إلى تكوين جيل جديد غيور على الوطن، صادق الانتماء والمواطنة، وبإمكانه الحفاظ على مستقبله.

السيد الرئيس
السادة الأعضاء
لا شك أنكم تدركون الأمل الكبير الذي ينتظره الشعب الموريتاني من هذه الأيام. وإني إذ أتمنى لكم التوفيق لأجدد لكم تأكيد العناية الكبيرة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية لنتائج أعمالكم، والتزام الحكومة بتطبيق قراراتكم و توصياتكم.


والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!