التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:17:19 غرينتش


عبد الله أحمد منيا
إعلامي في المهجر
[email protected]

ألقى وزير العدل في حكومة المجلس العسكري السابقة الأستاذ/محفوظ ولد بتاح خطابا بتاريخ:3/9/2005م دعا فيه المواطنين المقيمين في الخارج إلى(عدم حرمان بلدهم من الاستفادة من أفكارهم الايجابية والتجارب التي حصلوا عليها في الخارج، إذ أنه لم تعد هناك دوافع ولا موانع من رجوع كافة النخب التي أرغمها الاستبداد علي الهجرة والبقاء في المهجر، فالباب مفتوح أمام كافة أبناء هذا البلد للمشاركة في بنائه).
لقد أحيى خطاب الوزير آن ذك في مشاعري الأمل والتفاؤل؛مما دعاني إلى كتابة مقال بعنوان:(الجاليات تحزم أمتعتها)نشر في موقع منبر الإصلاح الموريتاني بتاريخ:4/9/2005 كتبت فيه: (إن الجاليات بحق تنتظر اليوم الميمون الذي يعين فيه وزير للجاليات، ذلك اليوم الذي سوف تتأكد فيه الجاليات ـ فعلاـ أنها كائن حي، وحينئذ تتنسم نسيم الحرية وتنبعث فيها الثقة بالنفس وروح الإبداع وكوامن الأفكار الإيجابية التي تحدث عنها وزير العدل، وحينئذ ربما تحزم الجاليات أمتعتها وتعود إلى الوطن!).

وقد وجه الرئيس الحالي سيد محمد ولد الشيخ عبد الله نداء لعموم الموريتانيين المقيمين بالخارج ـأثناء زيارته الأخيرة لفرنساـ دعاهم فيه إلى العودة إلى بلدهم موريتانيا من أجل الإسهام في عملية البناء الوطني.
كما عين الرئيس في حكومته الثانية ـ التي يرأسها الأستاذ/ يحيى ولد أحمد الواقف ـ كاتب دولة مكلفا بالموريتانيين في الخارج هو الأستاذ/ محمد ولد محمدو ، وبعد حوالي شهر ونصف من تاريخ هذا التعيين يتطلع الموريتانيون المقيمون في الخارج إلى تباشير العهد الجديد الذي يمكنهم من الوصول إلى أمنياتهم وتطلعاتهم المشروعة، تلك الأمنيات والتطلعات التي يمكن للمتتبع لأخبار الجاليات الموريتانية في الخارج أن يلخصها في الأمور التالية:

1. تحسين سمعة موريتانيا وتمثيلها تمثيلا مشرفا في الخارج،وتعريف المجتمعات والأمم بها وبقيمها وثقافتها وتراثها، ووصل حاضرها بماضيها المشرف الذي بناه الأجداد بنشرهم العلم والخير في البلاد التي سافروا إليها.
2. تطوير البلد من خلال بناء الأطر المهاجرة، ودعم مسيرتها العلمية،وتحسين خبراتها العملية، وتحفيز توجهات الاقتصادية،واحتضانها وتقدير قدراتها وخبراتها ،وفتح الأبواب واسعة أمامها للمشاركة في بناء البلد بناء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
3. دعم الدولة المادي والمعنوي وسعيها وتشجعها إيجاد روابط اجتماعية ثقافية تنمي روح المواطنة وتحافظ على الهوية وتعوض المقيمين في المهجر ما تفوته الغربة عليهم من ثقافة وطنية وتربية اجتماعية هي أساس اندماجهم الاجتماعي، روابط نقية صالحة نابعة من عمق الجاليات بعيدة عن الحساسيات القبلية والحزبية،والأهواء (المخزنية)وهنالك بواكير لمثل هذه التجمعات في بعض الدول مثل: الإمارات العربية المتحدة ، والكويت ،والصين ومحاولات ولدت مشوهة في السعودية! كما توجد روابط طلابية في عدد من البلدان التي يوجد فيها طلاب، هي بحاجة إلى مثل هذا الدعم والتشجيع.
4. اختيار الدبلوماسيين على أساس الخبرة والقدرة على القيام بالمسئولية والأمانة في أدائها.
5. فتح فروع من الكليات المتوفرة لتمكين المغتربون من متابعة تحصيلهم العلمي عن طريق الدراسة بالمراسلة.
6. السعي الحثيث والدءوب لمنح أبناء الجاليات المتخرجين من الثانويات لتمكينهم من الدراسة في الجامعات المناسبة
7. الجدية في المحافظة على الأعراض والسمعة من خلال القبض بيد من حديد على ضعفاء النفوس الذين يشوهون سمعة البلد أو يسيئون إليه بما يقترفونه من مخالفات وجرائم ساقهم إليها الجشع وغياب الرادع الذاتي أو السلطوي.
8. عقد اتفاقات مع الدول التي يقيم فيها المواطنون تحفظ لهم حقوقهم وتصون لهم أعراضهم وأموالهم.
9. الاهتمام بأصحاب المشكلات الإنسانية كالسجناء والمرضى والعجزة.
10. إيجاد جهة إرشادية في كل تجمع للجاليات تقوم بإرشاد القادمين الجدد وتثقيفهم بقوانين الدولة المضيفة وعاداتها وما يتعلق بالحياة والعيش فيها ، كما تقوم كذلك بإرشاد الذين يريدون العودة إلى الوطن أو الاستثمار فيه ضمن آلية سهلة وواضحة ومدعومة من الدولة.

وخلاصة القول أن الجاليات في الخارج بحاجة إلى رعاية وعناية واحتضان وتطوير، ومحاولاتها ومشاركاتها ـ وإن كانت من بعيد ـ فإنها تدل دلالة واضحة على استعدادها للبذل والعطاء ، وهي تتطلع وتتوق إلى أن يتجسد هذا الاهتمام الرئاسي المشكور بالجاليات في أمور عملية ، وأن يخرج من بوتقة التنظير التي سئمها المواطنون في الداخل والخارج، وأعتقد أن ذلك يكمن في برنامج عملي ، وخطة مرسومة تنظر بصدق وأمانة ودقة إلى الجوانب المتعددة لحاجيات المقيمين في الخارج ورغباتهم وطموحاتهم سواء كانت علمية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.ووضع آليات علمية، وعملية جادة لتلبيتها، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بإشراك هذه الجاليات في هذه العملية لضمان ملامستها للواقع، وحلها للمشكلات الحقيقية بعيدا عن الأساليب التي يتبعها بعض المعينين في بعثاتنا الدبلوماسية، والذين مازالوا يتبعون أسلوب الاحتكار والتعيين في تشكيل لجان وروابط الجاليات واحتفاظهم لأنفسهم بقيادتها.
ولقد ضربت الجالية الموريتانية في الصين مثلا رائدا،وسنت سنة حسنة في انتخابها للقنصل في مدينة"يوو" ونتمنى أن تعمم هذه التجربة على كل القنصليات في الخارج. ذلك ـ على كل حال ـ ما يحلم به المقيمون في الخارج، فهل يتحول الحلم إلى حقيقة؟؟ وهل سوف نقول يوما ما: نحن من انتخب القنصل؟!


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!