قال لمرابط ولد أيده (رئيس الجالية الموريتانية في المدينة المنورة) إن الحجاج الموريتانيين في الموسم المنصرم تعرضوا لمغالطة، "وهي أن الوفد الرسمي المشرف على الحجاج لم يحترم لهم أوقات الذهاب المحددة أصلا، فكل وفد من الحجاج أتي أصلا ـ بناء على توضيح من الوزارة ـ بأنه سيمضي قدرا من الوقت في المدينة لتأدية الصلوات في الحرم، لكنهم فوجئوا بعد الوصول إلى المدينة بأن الإشعارات تأتيهم بشكل مفاجئ بأن عليهم التهيؤ للانطلاق الآن مثلا ويأتي الخبر للجميع في وقت واحد، "يقال لهم أنتم جميعا ستذهبون اليوم"، فهذه إشكالية كبيرة، لأن البعض منهم لم يصلي – لا أقول الأربعين – وإنما أي أوقات في الحرم"
وأضاف ـ في تصريح للأخبار ـ أن البعض أيضا كان لهم أهل في جانب من المدينة ولم يستطيعوا توديعهم بسبب هذا الارتجال، كما أن من هؤلاء من كان في جهات من المدينة وفاته النقل ليروح ضحية لهذا الاضطراب وعدم احترام المواعيد التي جاء الحجاج على أساسها. على حد تصريحه. معتبرا أن هذه مغالطة كبيرة خضع لها الحجاج.

وفي مجال النقل، وجه الاتهام إلى منسقية بعثة الحجاج بأنها "لم تكن على المستوى المطلوب"
"فلو كان التنسيق على المستوى لكان تم الحصول على بعض الباصات، ونقل بعض الحجاج، والكل يعلم أن الحجاج الموريتانيين ذهبوا إلى منى مترجلين، وإلى عرفة كذلك، ورجعوا كذلك... وهذا لا ينبغي! فهم دفعوا المبالغ المطلوبة، والشركات موجودة، وباصاتها متوفرة، ولكن لا بد من تنسيق لتوفير هذه الوسائل، فالتنسيق وتهيئة الحجاج كانا غائبين" كما يقول.

وتحدث ولد أيده (رئيس الجالية في المدينة ) عن مخيم الموريتانيين في الحج قائلا إن المخيم الموريتاني يمتاز دائما بالاكتظاظ والضيق، "ولا أعرف ما هو السبب!. ووصف حالة الحجاج في المخيمات بالمزرية خلال الموسم الأخير، وأنهم عانوا من وضعية صعبة بد انتهاء الحج، "فكل واحد منهم كان لديه مبلغ بسيط يشتري به بعض الحاجيات البسيطة، ولم يكن يتصور أنه سيبقى بعد الحج فترة طويلة، فقد كان يتوقع أنه سيبقى يومين أو ثلاثة أو أسبوع ثم يسافر، و لهذا نفدت نقود عدد منهم، بسبب الزيادة على الوقت المتوقع أصلا، حيث إن برمجة الرحلات حسب ما سمعنا اتسمت بالتأخر،
راجيا خلال حديثه من الوزارة المعنية أن تتقي الله أولا، "وأن تحاسب نفسها، وإذا كان لا بد لها من أن تظلم أحدا، فأقترح عليها أن تبحث عن من تظلمه من غير الحجاج"
وإجابة على سؤال "هل هذه أول مرة تقع فيها هذه الأخطاء؟ أم أنها كانت تقع في السنوات الماضية؟
أجاب رئيس الجالية الموريتانية في المدينة لا.. لا "هذه ليست هي المرة الأولى وأنا قلت هذا، هذه المرة العشرون أو أكثر، فمنذ أن جئت إلى هذا البلد والحجاج يتعرضون كل سنة لمشكلة ما، وهذا معروف عند الجالية وعند الحجاج وعند أهل هذا البلد، فالسلطات السعودية على علم بالمشاكل السنوية التي تحصل للحجاج، والسبب هو البعثة الموريتانية أو المسئولون عن الحجاج الموريتانيين"

ولفت رئيس الجالية المذكور إلى مسألة أخرى تتمثل في "احتلال الموريتانيين المقيمين في السعودية ن للمخيم الموريتاني عادة" كما يحتلون العمائر المأخوذة لسكن الحجاج وهي عادة فيهم، قائلا إن "هذا من الأساس مرفوض، ونحن لا نقر مضايقة الحجاج" لكنه نلفت إلى أن الأكثرية من الحجاج بحاجة إلى الأكثرية من المقيمين لمساعدتهم والذهاب معهم ، حيث هناك مشائخ متقدمون في السن، رجالا ونساء، يأتون من موريتانيا، وليس معهم إلا الله، فهم بحاجة إلى من يرافقهم لتأدية مناسك الحج. وأضاف أن الواحد من هؤالاء الحجاج الكبار في السن أو المرضى إذا ذهب لوحده غالبا يهلك، وخصوصا أن البعثة الرسمية ـ المسئولة عنهم ـ مسئوليتها غالبا – إن لم تكن معدومة – فهي ناقصة.

وخلص إلى أن هذه السنة كانت حقيقة من أكثر السنوات مشاكل على الحجاج، لأنهم ـ حسب علمه ـ كانوا في السنوات الماضية يتعرضون لمشاكل في النقل، ولا يتعرضون لمشكلة في السكن، أو يتعرضون لمشكلة في منى ولا يتعرضون لمشكلة في النقل.. وهكذا، أما في هذه السنة فقال إن المشاكل بدأت باكرا من السكن في المدينة، ليتعرضوا بعد ذلك للمغالطة، وشمول في المعاناة.