التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:12:51 غرينتش


تاريخ الإضافة : 30.11.2011 12:29:17

الربيع العربي أم الربيع الإسلامي ؟

حمادي

حمادي

قامت الثورة أول ما قامت في تونس نتيجة تضحية الشاب التونسي محمد البو عزيزي وقد تكللت تلك الثورة بالنجاح وأفضت إلى إسقاط النظام الذي حكم تونس لمدة ليست بالقصيرة وجاءت الانتخابات وكانت على قدر لا يستهان به من الشفافية والحرية والعدالة وهما أسس الديمقراطية الحديثة وحصد حزب النهضة الإسلامي أغلب المقاعد في ذالك البلد الذي عانى أصحاب هذا التيار فيه شتى أنواع الاضطهاد والحرمان والتشرد خارج بلادهم وبعيدا عن ذويهم ولم يكن باستطاعة أحد الجهر بتدينه في فترة الحكم البائد ولو عدنا قليلا إلى الوراء في نفس المنطقة فقد نجحت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر سابقا لكنها بعد أن حصدت مقاعد البلدية والتشريعية في الجزائر غير أنها أجهضت في المهد و لم تعطي الحكم الذي استحقته عن جدارة وربما تعود من جديد بعد أن تغيرت الأوضاع والظروف داخليا وخارجيا ثم بعد تونس جاء الدور على مصر أم العرب ومهد الحضارات والأديان ورمز التعايش السلمي وقامت الثورة وحل الربيع العربي فيها وقد نجحت في إسقاط اعتى الأنظمة الحاكمة على مر العصور وأتت على أقوى الدكتاتوريات التي شهدها العالم المعاصر .

ومن يدري فقد تجري الانتخابات ويعبر الشعب المصري عن رأيه وقد تأتي تلك الانتخابات بالجماعة الإسلامية في مصر والتي تعتبر أقوى التيارات وأكثرها شعبية فلو سارت الأمور كما سارت في تونس وجرت الانتخابات شفافة ونزيهة لحكم هؤلاء مصر في العهد الحديث وننتقل هذه المرة و مع الثورة إلى ليبيا التي كانت الشرارة فيها من مدينة بنغازي التي عرف أهلها التهميش والإذلال والإقصاء في العهد السابق في ظل حكم العقيد الذي حكم البلاد والعباد لنصف قرن من الزمان وبدأت الثورة تنمو وتتطور وتزداد ولم يعطى لذالك بالا ولم يرد على المقترحات التي أعطاها له الثوار بداية بل جابههم بكل أنواع التعذيب والقتل والتشرد والحرمان من أبسط أنواع الحقوق فزاد عليهم الخناق من كل حدب وصوب واستعان الثوار بالغرب (حلف الناتو) من أجل إزاحة الدكتاتور وتحقيق الأهداف والمطالب فتحالف الجميع سواء أصحاب التيار الإسلامي أم غيرهم من أجل تحقيق الهدف الأوحد وهو إسقاط النظام . ( وتكللت أعمالهم بالنجاح) وذالك بعد أن ضحوا بالعديد من الأرواح في سبيل ذلك وكان لهم ما أرادوا . وهم الآن يسيطرون على كل ليبيا ويرتبون للاستحقاقات القادمة من أجل أن ينال الشعب الحرية والعدالة ويكون له صوت مسموع في جميع الميادين ويلعب أصحاب التيار الإسلامي الدور الأكبر ولهم جانب كبير من التواجد في النظام الذي حكم ليبيا حاليا وكانت لهم الكلمة الأولى والدور البارز في تحرير ليبيا وهذا ما يجعل دورهم في المستقبل ليس بالدور الهين .

وتمضي بنا قاطرة الثورة إلى اليمن ويستمر صوت الشعب ، صوت الملايين الذين لايثنيهم عن التظاهر شدة البرد أو لهيب الشمس أو صوت الرصاص - عن مطالبهم – في إسقاط النظام هناك وهم على عهدهم صامدون وبمطالبهم متشبثون و أعتقد بأنهم لن يكلوا أو يعودوا أدراجهم بعد أن ضحوا بالعديد ، حيث أستشهد المئات بالآلاف منهم في سبيل تحقيق أهدافهم .

وتمضي قاطرة الثورة لتصل إلى بلاد الشام ومن سوريا تحديدا حيث أنفجرت من جديد متحدة في مطلبها كمثيلاتها في المغرب و الخليج فاستخدم النظام كافة وسائل الترهيب والتعتيم وتكميم الأفواه المنادية بالمزيد من الحرية والمشاركة في صنع القرار فشرد العشرات وقتل المئات وسجن الآلاف ، لكن الثورة لم تتوقف بل كان ذالك بمثابة وقود لها وتسع نطاقها لتشمل كافة الأقاليم والمحافظاة كما أصحابها ماضون كما مضى غيرهم في سبيل تحقيق مطالبهم وتجسيد أهدافهم على أرض الواقع فكان للتيار الإسلامي المعروف (جماعة الإخوان ) – المتضرر الأول من سياسة النظام الحاكم في سوريا سواء في عهد الأب أو إبنه فهذه فرصتهم في نجاح الثورة وتوجيه البلاد إلى انتخابات حرة ونزيه وقد يكون لهم النصيب الأوفر للفوز بأغلب المقاعد فيها ........

وهكذا تمضي عجلة التغيير وتمضي الثورة وتلتهم نيرانها كل من يقف في وجهها معلنة أن إراد الشعوب لاتقهر وعزيمة أفراده لا تلين .
وأنا أعتقد حسب المعطيات الموجودة أننا أمام ميلاد حركة سياسية جديدة قد يختلف نمط الحكم فيها عن ما سبقه في الماضي .
فهل يكون الربيع العربي قد أفضى إلى ميلاد ربيع بثوب إسلامي؟


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!