التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:46 غرينتش


تاريخ الإضافة : 01.12.2011 08:41:17

عمدة لكصيبه 2: التعليم والصحة والماء أبرز مشاكل المنطقة

لكصيبه 2 ـ بعثة الأخبار (4)

 يعقوب ولد موسى ولد الشيخ سيديا ـ عمدة لكصيبه 2 (الأخبار)

يعقوب ولد موسى ولد الشيخ سيديا ـ عمدة لكصيبه 2 (الأخبار)

الأخبار (لكصيبه 2) ـ قال عمدة بلدية لكصيبه2 يعقوب ولد موسى ولد الشيخ سيديا إن بلديته تعاني من مشاكل متعددة أبرزها مشكل الصحة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى ضرورة تعميم التعليم وتوفير ثانوية لأبناء المنطقة.

وأكد ولد الشيخ سيديا في مقابلة مع "الأخبار" أن مدينة لكصيبه 2 عانت من التهميش في الزمن الماضي، مضيفا أن بوادر عهد جديد باتت تلوح في سماء المدينة العتيقة بعد الشروع في أشغال الطريق الذي من المقرر أن يربطها بالمدن الأخرى.


نص المقابلة:


الأخبار: السيد يعقوب ولد موسى ولد الشيخ سيديا عمدة بلدية لكصيبه 2 نود منكم في البداية أن تقدموا للقارئ الكريم ورقة تعريفية عن بلدية لكصيبه 2؟


العمدة: بسم الله الرحمن الرحيم، لكصيبه 2 بلدية ريفية تتكون من ثلاث مناطق .. منطقة زراعية على الحدود مع ضفة النهر السنغالي، ومنطقة محاذية لنهر كوندي ، ومنطقة رعوية وزراعية في شمال البلدية وأغلب أهلها مزارعون وفيها جانب تنموي في أقصى الشمال، وعدد سكان البلدية يبلغ 20 ألف نسمة، وأساس اقتصادها زراعة فيضية وبها عدة مشاريع مروية وبعض التعاونيات النسوية وعدد كثير من رجال الأعمال.

أما بخصوص حدود البلدية فتحدها من الغرب بلدية "انتيكان" ومن الشرق بلدية دار البركة ومن الشمال بلدية آجوير ومن الشمال الغربي "بوطلحاية" ومن الغرب اركيز ومن الجنوب دولة السنغال (مدينة ابودور).


الأخبار: ما هي أهم المشاكل التي تعاني منها بلدية لكصيبه 2؟


العمدة: من أكبر المشاكل التي تعاني منها البلدية عدم توفر الآليات الضرورية للزراعة، حيث إن أغلب هذه الآليات يتمركز في الولاية، ونظرا لكثرة الطلب والتزاحم على هذه الآليات أصبح من الصعب الحصول عليها في الوقت المناسب بالنسبة لسكان البلدية الذين لا يحصلون إلا على القليل منها وفي وقت متأخر.


وعلى سبيل المثال عندما يبدأ المزارع تخطيط أرضه يعيقه كثيرا انتظار الحصول على الآليات التي غالبا ما تكون مشغولة بعمل ما في ناحية أخرى، ثم بعد أن يتجاوز المزارع مرحلة التخطيط ويشرف على الحصاد يصعب عليه الحصول في الوقت المناسب على الحاصدات التي يتكاثر عليها الطلب حينئذ، ولذلك دائما نطالب بإنشاء وحدة خاصة بالبلدية لأنها تضم عددا من المزارعين والتعاونيات يمكنهم تشغيل كل الآليات الموجودة في الوحدة، وفي السنوات الأخيرة بدأ عدد المزارعين يتناقص نتيجة لشح الآليات الضرورية للزراعة.

أما الزراعة الفيضية فنسبتها هذه السنة قليلة مقارنة مع السنة الماضية، وتعاني من مشكلة التسييج لوقايتها من الحيوانات السائبة، وقد حصلنا قبل فترة على تمويل سياج بلغ طوله 15كلم وبقي حوالي 4 كلم حتى يتم إغلاق المنطقة عن الحيوان.

هذا بالإضافة إلى مشكلة الطيور الكثيرة التي تفسد المحاصيل الزراعية والتي لا تواجه حتى الساعة بمكافحة حقيقية رادعة مما يتسبب في نقص المنتوج الزراعي للمزارعين.

ومن ناحية أخرى سكان المنطقة بحاجة ماسة إلى تعميق بعض مجاري نهر كوندي المار في المنطقة حتى يمسك الماء الكثير ويتوفر فيه بشكل دائم من أجل أن تعم فائدته ويستفيد منه الصيادون التقليديون والمزارعون المجاورون.

والبلدية تعاني ـ كذلك ـ من مشكلة المياه، حيث إن كثيرا من سكان المنطقة يعتمدون في جلب المياه على وسائل وطرق بدائية، لذا نحن نطالب بحفر آبار ارتوازية تمكن السكان والمنمين في المنطقة من الحصول على المياه الضرورية لشربهم وسقي مواشيهم.

وبالنسبة للتعليم فهنالك على مستوى البلدية إعداديتان فقط، إحداهما في مدينة لكصيبه 2 والأخرى في قرية مقام إبراهيم، والسكان هنا بحاجة إلى ثانوية تستقبل المتجاوزين لمرحلة الإعدادية، لأن كثيرا منهم عاجزون عن الانتقال إلى المدن الكبيرة لإكمال دراسة أبنائهم، كما أن أغلب المتمدرسين بنات لا يمكن أن يبتعثن إلى المدن دون صحبة ذويهم العاجزين في أغلب الأحيان عن الانتقال إلى المدينة، فهذه مشكلة تؤدي إلى زيادة التسرب المدرسي وتمنع الطالبات من حق مواصلة الدراسة، فنرجوا من الجهات المعنية أن تأخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار.


الأخبار: يقول سكان مدينة لكصيبه 2 إن مدينتهم تعاني من إهمال متعمد، وأنها باتت في وضعية موت سريري، كيف تعلقون؟


العمدة: ليس صحيحا أنها تعاني من الإهمال اليوم، فالظرفية هي التي تسببت في إهمال المدينة، لأنها في السابق كانت معزولة بسبب انعدام طريق يربطها بالمحيط من حولها، وكانت تحاصرها المياه لفترات تصل 6 أشهر، لكنها منذ 3 سنوات بدأت تنشط وترتبط بالمناطق المجاورة بعد شروع العمل في إنشاء طريق يربطها بطريق روصو ـ بوكي، ومن المقرر أن يتم تزويدها بالكهرباء في المستقبل القريب.


والحقيقة أن مدينة لكصيبه 2 مدينة حدودية مهمة تربط بين دولتين، وكانت تشهد في السنوات الماضية تبادلا تجاريا نشطا، ونرجوا أن تستعيد نشاطها وأكثر بعد اكتمال الطريق الذي سيربطها بالمنطقة من حولها.


الأخبار: تضم منطقة لكصيبه 2 فئات عديدة موريتانية وسنغالية، فما ذا عن تعايش السكان في هذه المنطقة الحدودية؟


العمدة: لا توجد أي مشكلة على الإطلاق في تعايش السكان في منطقة لكصيبه 2، وهذه البلدية تمثل صورة مصغرة لموريتانيا، حيث توجد بها جميع الفئات الممثلة لمختلف شرائح المجتمع الموريتاني، وجميعهم يتعايشون بسلام وتفاهم واحترام جنبا إلى جنب، والدليل على ذلك أن هذه المنطقة لم تشهد أي مشكلة مطلقا، وكل فئة تعرف ثقافة ولغة الفئة الأخرى، الشيء الذي رسخ من قيم الوحدة والتماسك بين المواطنين.


الأخبار: ما ذا عن مشكلة الصحة؟


العمدة: يوجد بالمنطقة مركزان صحيان في مدينة لكصيبه 2 وقرية مقام إبراهيم، لكنهما لا يلبيان احتياجات السكان، لأن البلدية شاسعة يبلغ طولها 40 كلم وعرضها 20 كلم ولا تمكن تغطيتها بمركزين صحيين فقط، ولذلك كثيرا ما يضطر السكان إلى اللجوء إلى مستشفى مدينة روصو البعيدة.

الأخبار: كيف تقيمون حضور الدولة في مركز لكصيبه 2 الإداري؟

العمدة: يوجد بالمدينة رئيس مركز إداري ومفوضية للشرطة، وفرقة للدرك الوطني، مع أننا نسجل بعض النواقص لكننا نرجوا أن يتم التغلب عليها مع مرور الزمن.


الأخبار: تعرف المنطقة بأنها منطقة عقارات تتداخل فيها الحدود بين أصحاب الأراضي الزراعية، فما هو حجم المشاكل العقارية في البلدية؟


العمدة: منطقتنا من أقل المناطق العقارية مشاكل نتيجة لكون الأفراد والقبائل فيها يعرفون حدودهم العقارية ويلتزمون بها، ولا أرى أن في المنطقة مشاكل من هذا القبيل تذكر.


الأخبار: ما هي أهم المطالب المطروحة في بلديتكم حتى الآن؟


العمدة: لقد عانت هذه البلدية من التهميش في الزمن الماضي كثيرا، وخير ما تقاوم آثار هذا التهميش هو بث العلم وتعميم التعلم بين أفراد المجتمع، لأن الجاهل لا يمكنه أن يصلح، وأبرز المطالب هنا هي التعلم أولا ثم الصحة والماء.

والدولة تبنت خيار التجميع بين المدارس الابتدائية حتى توفر العدد الكافي من المعلمين، ونحن التزمنا بهذا الخيار ولدينا تجمعان (البزول ـ خالد) وهما من أول ما ظهر من التجمعات لكنهما لا يزالان يعانيان من نقص في المعلمين، وأدعو السلطات إلى ضرورة حل هذه المشاكلة.


الأخبار: ما هي أهم المجالات التي تدخلت فيها بلديتكم؟


العمدة: قامت البلدية ـ رغم شح الموارد ـ بالتدخل في جوانب عدة، من بينها حفر الآبار وبناء وترميم المدارس وإعانة المحتاجين، وجل القرى التابعة للبلدية نالت حظها من تنفيذ مشاريع ملموسة.

الأخبار: يقول العارفون بالمنطقة إن لكم نفوذا قويا فيها بحيث أصبحت السلطات المحلية تلجأ إليكم في بعض الحالات لحل مشاكل عجزت عن السيطرة عليها فبم نلتم هذا النفوذ؟


العمدة: هذه العلاقات وجدتها متمكنة قبل أن أدخل في خوض غمار السياسة وحرصت على زيادتها وتمكينها بشكل أقوى، وسكان المنطقة يعلمون أني أسعى في مصالحهم ويثقون فيما أقوله لهم ويمتثلون توجيهاتي جازاهم الله خيرا.


الأخبار: هل من كلمة أخيرة؟


العمدة: أولا أشكر وكالة الأخبار المستقلة للأنباء على إتاحة هذه الفرصة، وما أود الختام به هو مطالبة السلطات بتلبية طلبات سكان البلدية وحل المشاكل التي سبق أن ذكرتها، ونحن نلتزم للسلطات بالسيطرة على كل مشاكل المنطقة وعليها هي بالمقابل أن تأخذ مطالبنا بعين الاعتبار.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!