التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:17:03 غرينتش


الواقف السلف والواقف الخلف!. ما هو الفرق؟؟

بقلم:عبد الله أحمد منيا
كاتب في المهجر[email protected]
في خضم الأحداث والتجاذبات السياسة في الأيام الماضية ، وما لفها من الغموض كانت الساحة السياسية الموريتانية تحج بالتحليلات التي تحاول فهم أزمة (المغاضبة) وأسبابها ودوافعها الحقيقية، وتستشف المستقبل وما سوف يحدث بعد انفراجها وانجلائها.وقد تباينت هذه التحليلات والتنبؤات تباينا ملحوظا.
عملية تمثيلية:
فمن محلل يرى أن الأمر لا يعدوا كونه عملية تمثيلية أعدها العسكر وأخرجها ونفذها مغاضبو (عادل)على (شاشة الحق الدستوري) وأن القصد الأساسي من ورائها هو تفتيت المعارضة حتى لا يكون هنالك أي منافس للمرشح القادم للرئاسيات،وهذا التحليل تشهد له ممارسات سابقة للعسكر في انتخابات الرئاسة الماضية، حينما أنشأ ورعى ظاهرة (المستقلين) وما صاحبها من تمثيليات محكمة الدراما ، فتفرقت المعارضة في الشوط الأول كل يتغني بليلاه، ودعمت منها طائفة مرشح العسكر في الشوط الثاني لتندمج اندماجا كليا بعد ذلك في الموالاة وتشارك في حكومة ولد زيدان، ثم جاءت المرحلة الثانية من التفتيت والتي تمثلت في تنازع المعارضة في ما يتعلق بمؤسسة المعارضة الديمقراطية ومن يمثِّل فيها ومن لا يمثل!. أما المرحلة الثالثة فكانت في مشاركة فريق من المعارضة في تشكيلة الحكومة الثانية (حكومة والد الواقف)تلك المشاركة ا لتي أنكرها بعض أطراف ا لمعارضة.
أما في هذه الفقرة (التمثيلية) ـ كما يرى أصحاب هذا التوجه ـ فيرمي العسكر ومن (عدّله) إلى سوق البقية الباقية من العارضة إلى الانقسام في ا لمرة الرابعة بسبب أمر لا ناقة لها فيه ولا جملا (حجب الأغلبية الثقة عن نفسها)حيث تضطر ـ لا محالة ـ إلى أن تكون مع حجب الثقة عن الحكومة أو ضده.
صراع بين قطبين:
ومن المحللين من يرى أن الأزمة إنما هي مجرد صراع بين قطبين داخل القصر: قطب يحاول الاستفراد بالرئيس دون العسكر،و تأهيل مؤسسة الرئاسة من جديد لإعادة الانتشار والدخول من النافذة بعد الخروج من ا لبوابة،وقد استطاع أن يجد مساحة مناسبة في حكومة ولد الواقف لعناصر منه من أصحاب الوزن الثقيل، وما قام به من إشراك الإسلاميين والكادحين إنما هو للتعمية فقط.
وقطب آخر يريد الإبقاء على رئاسة شكلية يتحكم فيها العسكر ويديرها من وراء حجاب، وحكومة يفصلها على مقاسه، وقد أغاظته تشكيلة حكومة ولد الواقف التي لم يكن له فيها نصيب الأسد ، بل أُعطي بعض حقائبها للمعارضة. بل لمعارضة واعية (الإسلاميين والكادحين) يخاف أن تؤثر ـ في المدى المتوسط والبعيدـ على (توجهات وبرنامج) السيد الرئيس، ومن هنا كان لا بد من المبادرة والسعي الجاد لإنقاذ الموقف بحل هذه الحكومة أو حجب الثقة عنها.
وعلى أية حال فإن الساعات القادمة كفيلة بكشف شيء من اللبس والغموض عن أزمة (المغاضبة) وذلك عندما يشكل الواقف (الخلف) حكومته المنتظرة.وهل الأزمة أزمة حقيقية أم مفتعلة؟ وهل سوف تشكل حكومة صالحة خالية من عناصر (الفساد)؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه استبدال فاسدين من الوزن الثقيل مغضوب عليهم بفاسدين من وزن الريشة مرضي عنهم ، يتسمون بخفة الأيدي والأحلام؟ وهل سوف تنظف الحكومة القادمة من المعارضة (المشاركة) التي لم توال كليا؟ على هذه الأسئلة ـ التي حاول المحللون التنبؤ بالإجابة عليها ـ سوف يجيب تشكيل الحكومة القادمة (حكومة الواقف السلف والخلف).


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!