التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 22.01.2012 11:26:32

الأمين العام لحركة تحرير أزواد: حوارنا مع مالي لا بد أن يكون رسميا ومباشرا وشفافا

بلال أغ شريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد أثناء إحدى خطاباته (خاص - الأخبار)

بلال أغ شريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد أثناء إحدى خطاباته (خاص - الأخبار)

الأخبار (نواكشوط) - قال الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد إن حركته تتخذ من الحوار منهجا، مؤكدا أن شروطهم للحوار مع الحكومة المالية هي أن "تعلن الحكومة المالية رسميا عن استعدادها للحوار مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، مضيفا أنه لا بد "أن يكون هذا الحوار مباشرا وليس عبر وسطاء، كما يشترط فيه أن يكون شفافا، وفي جو يضمن له الوصول إلى النتائج المأمولة منه".

وكشف بلال أغ شريف في مقابلة مع الأخبار –هي الأولى له مع وسيلة إعلام- عن "اتصالات غير مباشرة"، تقوم بها الحكومة المالية، مؤكدا أنها "لجأت إلى وجهاء في المنطقة وبعض الأقارب لقيادات الحركة"، من أجل إجراء اتصالات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، مشددا على أن "كل هذه الاتصالات لا ترقى إلى مستوى يمكن أن نطلق عليه حوار".

وتحدث أغ شريف في حديثه للأخبار عن علاقات حركتهم مع تنظيم أنصار الدين الذي يقوده الدبلوماسي السابق إياد أغ غالي، قائلا: "حركة "أنصار الدين" هي حركة وطنية أزوادية، ترى ضرورة إظهار الحالة الدينية الإسلامية للشعب الأزوادي، وقد حصلت مساع لإقامة علاقات بيننا، فعدونا واحد، ونرى ضرورة الاجتماع والتشاور لأن نهدف إلى توحيد جهود الشعب الأزوادي من أجل قضيته العادلة"، مشيرا إلى أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد والتي يتولى أمانتها العامة "تضم كل أبناء الشعب الأزوادي وتسعى لتحقيق أهدافهم في التحرر والاستقلال، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية".

خريطة منطقة أزواد التي تسعى الحركة -كما تقول- لتحريرها من الحكومة المالية

خريطة منطقة أزواد التي تسعى الحركة -كما تقول- لتحريرها من الحكومة المالية

واتهم أغ شريف الحكومة المالية بإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومع شبكات التهريب الناشطة في المنطقة، مستدلا على ذلك بما وصفه "بوساطاتها الناجحة في الإفراج عن المختطفين لدى هذه التنظيمات، وبدليل تغاضيها عنهم وعن أنشطتهم في المنطقة"، مضيفا أن الحكومة المالية تعمد إلى التسويق لعلاقات لا وجود لها لحركته مع التنظيمات المسلحة لدى الحكومات الغربية "لأن تسويق ملف تنمية شمال مالي لن يكون مقنعا إلا إذا كان الهدف منه مواجهة الإرهاب والتطرف"، مشددا على أنهم في الحركة الوطنية لتحرير أزواد ليست لديهم "علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مشيرا إلى أنه "بخصوص شبكات التهريب فهي منتشرة في كل العالم، ووجودها في منطقة ما لا يعني علاقة السكان بها، ولسنا المسؤولين عن تأمين المنطقة، ولا علاقة لنا إطلاقا بهذه الشبكات، إنها أكاذيب تطلقها الحكومة المالية وتسوقها لدى الحكومات الغربية".

وهذا نص المقابلة الأولى من نوعها:



الأخبار: ما أسباب هذا التحول المفاجأ في إستراتجيتكم في المنطقة؟

بلال أغ شريف: بداية، الحركة الوطنية لتحرير أزواد حركة سلمية، تؤمن بالحوار منهجا لتحقيق أهدافها، وقد حددت مطالبها في مؤتمرها التأسيسي في الأول من نوفمبر 2010.

ونظرا للاحتقان الذي تعيشه المنطقة، نتيجة الظلم الممنهج والإقصاء والتهميش، أصدرت الحركة نداءها الأخير قبل فترة، وأعطت من خلاله مهلة كافية لانطلاق حوار جاد وصريح يجنب المنطقة مزالق العنف.

وقبل شهر من الآن كان الرد المالي عسكريا متعجرفا، حيث عمدت إلى عسكرة المنطقة، وتجييشها، وبدأت بالفعل الحركة ردة فعلها، على هذه العمليات التي قامت بها مالي، خصوصا العسكرة، وعمليات الاستفزاز، وكانت عملية تحرير مدينة منكا في السابع عشر من الشهر الجاري انطلاقة ردة الفعل ضد تصرفات الجيش المالي.




الأخبار: كيف تصفون الأوضاع الآن في المنطقة الآن؟

بلال أغ شريف: في السابع عشر من الشهر الجاري تمت عملية استعادة مدينة منكا من طرف عناصر من جيش التحرير الأزوادي وعناصر المقاومة، وبعد إتمام السيطرة عليها انسحبوا خارجها وسحبوا منها مظاهر التسلح لتستعيد المدينة حياتها الطبيعية.

وقد وصلت في وقت لاحق تعزيزات من الجيش المالي، لكن حدثت فيه انشقاقات أعاقت أداء جيش التحرير في مواجهة هذه التعزيزات، حيث يحاصر جيش التحرير هذه التعزيزات في انتظار تأمين ممر للمنشقين عن الجيش المالي، من أبناء منطقة أزواد.

ويمكن حصر الخسائر حتى الآن في مقتل أربعة مدنيين على يد الجيش المالي خارج المدينة، أما جيش التحرير فأصيب أحد أفراده بجراح.

وبالنسبة لمدينة أغلهوك (أجريت المقابلة مساء الجمعة) فقد انتهت مواجهتها قبل قليل وتم السيطرة عليها بشكل كامل، والمعطيات المتوفرة لدي أن عشرات الآليات العسكرية التابعة للجيش المالي وقعت في كمين محكم نصبته المقاومة، وتم تدميرها باستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة فر من الميدان.

الأخبار: وما هي حصيلة المعارك التي خضتموها حتى الآن؟

بلال أغ شريف: بالنسبة لمدينة أغلهوك انتهت معركتها قبل قليل، وبالتالي حصيلتها النهائية لم تصلنا بعد، وما هو متوفر لدينا حتى الآن هي معطيات أولية.

أما معركة تحرير مدينة منكا فقد جرح فيها أحد أفراد جيش التحرير، وقتل الجيش المالي أربعة مدنيين عزل خارج المدينة.

ولدينا الآن عشرة عسكريين ماليين من بينهم ضابط برتبة عقيد، كما أسقطنا طائرتين، الأولى سقطت بشكل مباشر، والثانية أصيبت في ميدان منكا، وسقطت أثناء عودتها إلى غاوا.

الأخبار: السلطات المالية عن قتلى في صفوفكم وصل عددهم إلى 25 مقاتلا، هذه المعطيات صحيحة؟

بلال أغ شريف: هذا كذب، وهو يمثل محاولة يائسة لرفع معنويات الجيش المالي المنهارة، وهي معطيات منافية للحقيقة، نحن لا نخفي شهداءنا، بل نعتز بهم ونفتخر باستشهادهم في سبيل الدفاع عن كرامتنا وقضيتنا، وأريد أن أقول لكم وبشكل صريح لم يسقط أي شهيد منا في معركة تحرير مدينة منكا، هذه أكاذيب لرفع معنويات الجيش المالي.

وأؤكد لكم أن الجيش المالي في منطقة أزواد اليوم تعرض لخسائر فادحة، وهو ما بين قتيل وجريح وأسير وهارب، وهذا ما جعل معنوياتهم تنهار، وتواصل نزولها إلى الحضيض.

الأخبار: هل بدأت حوارا مع مالي، وما هي شروطكم لهذا الحوار؟

بلال أغ شريف: هناك اتصالات غير مباشرة، حيث لجأت الحكومة المالية إلى وجهاء في المنطقة وبعض الأقارب لقيادات الحركة، لكن كل الاتصالات لا ترقى إلى مستوى يمكن أن نطلق عليه حوارا.

وبخصوص شرطنا للحوار، فنحن نشترط أن تعلن الحكومة المالية رسميا عن استعداداها للحوار في حوار مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وأن يكون الحوار مباشرا وليس عبر وسطاء، وأن يتم في ظروف شفافة، وفي جو يضمن له الوصول إلى النتائج المأمولة منه.

الأخبار: ما هي علاقتكم بتنظيم "أنصار الدين" والذي يقوده الدبلوماسي السابق إياد أغ غالي؟

بلال أغ شريف: حركة "أنصار الدين" هي حركة وطنية أزوادية، ترى ضرورة إظهار الحالة الدينية الإسلامية للشعب الأزوادي، وقد حصلت مساع لإقامة علاقات بيننا، فعدونا واحد، ونرى ضرورة الاجتماع والتشاور لأننا نهدف إلى توحيد جهود الشعب الأزوادي من أجل قضيته العادلة.

وأنبه هنا إلى أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد والتي أتحدث باسمها تضم كل أبناء الشعب الأزوادي وتسعى لتحقيق أهدافهم في التحرر والاستقلال، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية.


الأخبار: هناك حديث عن علاقات تربطكم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إضافة لشبكات التهريب الناشطة في المنطقة، كيف تنظرون إلى هذا الموضوع؟

بلال أغ شريف: تعمد السلطات المالية إلى تسويق هذه الملفات إلى الدول الغربية، لأن تسويق ملف تنمية شمال مالي لن يكون مقنعا إلا إذا كان الهدف منه مواجهة الإرهاب والتطرف، لكن الصحيح أن الحكومة المالية هي المرتبطة وبشكل كبير مع شبكات التهريب وتنظيم القاعدة بدليل وساطاتها الناجحة في الإفراج عن المختطفين لدى هذه التنظيمات، وبدليل تغاضيها عنهم وعن أنشطتهم في المنطقة.

نحن ليست لدينا علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبخصوص شبكات التهريب فهي منتشرة في كل العالم، ووجودها في منطقة ما لا يعني علاقة السكان بها، ولسنا المسؤولين عن تأمين المنطقة، ولا علاقة لنا إطلاقا بهذه الشبكات، إنها أكاذيب تطلقها الحكومة المالية وتسوقها لدى الحكومات الغربية.

الأخبار: هل أجريتم اتصالات بأطراف دولية؟ وكيف تتصورون العلاقة بها؟

بلال أغ شريف: أوجه نداء إلى إخواننا وأشقائنا، وإلى المجتمع الدولي من أجل مساعدة الشعب الأزوادي وحمايته، وأدعو المجتمع الدولي إلى احترام مواثيقه، والتي تنص على احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، واحترام إرادتها في التحرر والاستقلال، وأطالب بمساعدة الشعب الأزوادي في نضاله من أجل قضيته المشروعة والعادلة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!