ننشر في هذه الوثيقة تلخيصا لبعض الكلمات التي ألقيت في أثناء الحفل الختامي للندوة الإسلامية العالمية الرابعة والعشرون والمنعقدة في نواكشوط في أيام 1، 2، 3 من الشهر الجاري.

رحب الشيخ محمد الحافظ ولد أنحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي بضيوف الندوة الإسلامية العلمية في كلمة له بمناسبة اختتامها ، داعيا الشباب المسلم إلي محبة النبي صلي الله لأنها السبيل الوحيد إلي صلاح الدنيا والآخرة ، معتبرا أن محبته صلي الله عليه وسلم لا يمكن أن تتم إلا بعد معرفة شمائله العطرة وتمني الشيخ أن تكون توصيات الندوة نافعة لشباب الأئمة.

وروي الشيخ محمد الحافظ في سنده له عن العلامة يحظيه ولد عبد الودود أمر أحد أبناءه أن ينشده قصيدة في مدح النبي صلي الله عليه وسلم فسأله ابنه بعد انتهاء القصيدة هل يبلغ هذا الثناء النبي صلي الله عليه وسلم فأقسم أن النبي صلي ما فارقهم منذ بداية إنشاد القصيدة حتى انتهاء إنشاد القصيدة.

وأضاف الشيخ محمد الحافظ أن محبة النبي صلي الله عليه وسلم من أعلي المراتب الإيمانية وبسببها وصل الإسلام إلي الصين شرقا والأمريكيتين غربا وأكد الشيخ أن الإيمان والمحبة متلازمين لا يمكن الفصل بينهما وبهما تكون الاستقامة التي هي أعلي المراتب ، وفي الختام الشيخ شكر الوفود علي تجشم عناء السفر من بلدانهم من أجل الحضور .

وقد تحدث الشيخ محمد الحسن ولد الددو في كلمة ألقاها باسم منبر علماء موريتانيا في ختام الندوة الإسلامية العلمية عن محبة النبي صلي وعليه وسلم ، مستشهد علي عظمته بحديث الإسراء والمعراج الطويل ليبين أن مقام النبي صلي الله عليه أعظم مقاما من مقام سيد الملائكة جبريل عليه السلام حيث أنه تجاوز ليلة المعراج سدرة المنتهى التي ينتهي مقاما جبريل عندها.

ثم تحدث الشيخ بعد عن درجات النطق بالشهادة للنبي صلي الله عليه وسلم بالنبوة مقسما إياها إلي أربع درجات:
الدرجة الأولي : وهي العلمي القلبي ومعناها أننا نعلم بقلوبنا أنه رسول الله مرسل إلي الثقلين كافة مع الخلاف بين أهل العلم هل هو مرسل إلي الملائكة أم لا و هذا المقام يعلمه أهل الإيمان جميعا.
الدرجة الثانية : وهي النطق بهذه الشهادة فكل من علم الحق وكتمه فإنه لا يستحق منزلة هذه الشهادة ما لم ينطق بها.
الدرجة الثالثة :الالتزام بهاو العمل بمقتضاها في حياة الفرد.

الدرجة الرابعة : السعي لالتزام الآخرين بهذا الرسالة وقد بذل النبي صلي الله عليه وسلم كل ما وسعه في سبيل توصيل رسالته حتى شهد له ربه بالتبليغ.

كما تحدث الشيخ في نفس الوقت عن مقتضيات الإيمان بالنبي صلي الله وصنفها إلي ثلاثة مقتضيات :
المقتضي الأول تصديقه بكل ما أخبر عنه فيجب الإيمان سواء فهم أم لم يفهم فمما أخبر المحكم الذي هو واضح الدلالة ومما أخبر كذلك المتشابه الذي يتضح مع مرور الوقت .
المقتضي الثاني: طاعته في كل ما أمر به سواء شق ذلك علي النفوس فمن شهد أنه رسول الله لا بد أن يطيعه في كل ما أمر به سواء كان مألوفا لدي الآباء والأجداد أو لم يكن مألوفا لديهم.
المقتضي الثالث: أن لا يعبد الله جل علاه إلا بما جاء به النبي صل الله عليه وسلم فلا يمكن أن يأتي قانون أو مصلحة بمخالفة ما جاء به رسول الله صلي الله عليه وسلم و من هنا نقول جميعا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا.
ثم أورد الشيخ بعد ذلك حديثا بسند متصل بالنبي صلي الله عليه وسلم وهو حديث عائشة رضي الله عنها : أول ما ابتدأ رسول الله صلي الله عليه وسلم بالرؤيا الصالحة إلخ..

ليختم بعد الشيخ حديثه بالقول إن شهر المولد هو شهر شهد مختلف أطوار حياة النبي صلي الله عليه وسلم من ولادة وبعث وإنشاء للدولة الإسلامية ثم وفاة ذلك كله مذكرا بأن أسلاف أهل هذا البلد كانوا يدرسون في هذا الشهر كتاب الشفا في أخلاق المصطفي للقاضي عياض عليه رحمة الله .

أطل ربيع الكون يرفل في الذكــري
تطرزه حسنا يعانقها فجـــــــرا

بدائع أنوار الجمال جلالـــــــها
يمد المدى زهوا ويغمره عطــــــرا
ألا يا رسول الله يا منبع الهـــــدي
ويا شمسه الزهراء والخالد البـدرا

عليك سلام الله ينهل دائمـــــــــــا
عليك صلاة الله دائمة تتــــــــــرى
لك المجد والفرقان أعظم شاهــــد
من الله والتفضيل و القرب والإســـرا
لشانئك الإظلام والتيه والعمـــــا
وحقد علي الأكباد يسحقها جمـــــرا
وللمؤمنين العز والحب للـــــــذي
أضاء رؤى الأيام والكون والدهـــرا
عليك سلام الله ينهل دائـــــــــــما
عليك صلاة الله دائمة تتـــــــــرى