التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.07.2008 11:13:37

ولد الشيخ عبد الله في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية: "ما يجري لعبة سياسية على مستوى البرلمان (نص المقابلة) (*)

أجرت إذاعة فرنسا الدولية مقابلة مع رئيس الجمهورية الموريتاني، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، على هامش مشاركته في القمة التأسيسية للاتحاد من أجل المتوسط، التي التأمت في باريس يوم، الأحد الماضي..
وتحدث ولد الشيخ عبد الله في هذه المقابلة عن الأزمة السياسية الراهنة في موريتانيا؛ معتبرا أنها تدخل في إطار الممارسة الديمقراطية العادية.. وأوضح أن حديثه الأخير عن احتمال إقدامه على حل الجمعية الوطنية ثم تأويله –أحيانا- بشكل غير سليم؛ مشيرا إلى أن ما ذهب إليه هو أنه قد يلجأ لخيار حل الجمعية الوطنية -الذي لا يحبذه- في حالة ما إذا فقد الأغلبية داخل البرلمان.. وجدد ثقته بالقادة العسكريين الذين قال إنه لا يوجد ما يدفعه للاعتقاد بأنهم لا يثقون به.. وهذه ترجمة لنص المقابلة:

إذاعة فرنسا: صباح الخير السيد الرئيس..
رئيس الجمهورية: صباح الخير..

إذاعة فرنسا: منذ الثالث من يوليو الجاري، لم تعد لدى موريتانيا حكومة، فمتى سيتم تشكيل الحكومة القادمة؟
الرئيس: خلال الأيام المقبلة..

إذاعة فرنسا: ما طبيعة الحكومة التي تتمنون تشكيلها؟
الرئيس: أتمنى حكومة مكونة من موريتانيين قادرين على القيام بالعمل الذي أعتزم أن أوكله إليهم؛ أي العمل على تنمية البلد..

إذاعة فرنسا: نواب أغلبيتكم الذين تقدموا بملتمس لحجب الثقة عن الحكومة، يأخذون عليكم كونكم نسيتم وعودكم في الحملة، وكونكم أعدتم من يعرفون برموز الفساد في فترة الرئيس ولد الطايع، هذه اتهامات خطيرة وجهت إليكم..
الرئيس: ما حدث هو ردة فعل ضد حكومة تم تشكيلها ولم ترق لعدد من النواب لأسباب مختلفة.. حيث يتهمها البعض بأنها ضمت في تشكلتها ممثلين عن أحزاب جديدة التحقت بالأغلبية، وآخرون يأخذون عليها كونها ضمت رجالا سبق لهم أن عملوا في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع.. وآخرون -ربما- كانوا ينتظرون أن يجدوا فيها مزيدا من المصالح.. لا أعتقد أن هذا في حد ذاته يمكن أن يفهم –على العموم- على أنه أزمة ثقة بين رئيس الجمهورية والأغلبية..

إذاعة فرنسا: إذن كيف تنظرون إلى هذه الانتقادات؟
الرئيس: كما تعلمون فنحن في نظام ديمقراطي، وكل أحد يرى الأمور بطريقته..

إذاعة فرنسا: لكن هذه انتقادات تأتي من معسكركم نفسه..
الرئيس: نعم، نعم.. لكن حين يتم التمعن في ذلك عن قرب، يتضح أن الأمر لا يتعلق بخصوصيته..

إذاعة فرنسا: المستاؤون -على كل حال- هم من أوائل الداعمين لكم؛ إنها أزمة ثقة حقيقية بينكم وبين محيطكم..
الرئيس: عدد من المسؤولين عبروا عن هذه الانتقادات، وقد سمعتهم ولهم الحق تماما في ذلك..

إذاعة فرنسا: إلى ذلك، في مرحلة أولى، هددتم بحل الجمعية الوطنية.. لماذا لم تفعلوا ذلك في النهاية؟
الرئيس: أولا هذه المشكلة كما تتحدثون عنها، لم تطرح بهذا الشكل.. كان هناك مشروع لإيداع ملتمس حجب للثقة.. وكما قلتم آنفا، هذا الإيداع جاء من نواب ينتمون للأغلبية التي تساندني.. إذن، ما أردت أن أقوله هو أنني إذا أحسست بأني لم أعد أحظى بأغلبية تدعمني في الجمعية الوطنية الحالية، فسيبقى أمامي اللجوء إلى إمكانية حل الجمعية، لأطلب من الشعب الموريتاني انتخاب جمعية جديدة يمكن أجد فيها أغلبية أولا أجدها..
لم يكن ذلك تهديدا.. وقد قلت في ذلك الخطاب إنني لا أتمنى فعل ذلك.. فأنا أعرف كم يحمل هذا الإجراء من تبعات تتعلق بضياع الوقت والتكاليف المادية على البلد..

إذاعة فرنسا: لكن في المقابل لماذا أكدتم إبقاء الوزير الأول في منصبه، مع أن الأزمة السياسية جاءت من خلاله؟
الرئيس: اخترت الوزير الأول لأنه يبدو لي جيدا أنه يمكن أن يكون كذلك..
ليس هناك ما يناقض هذا الاعتقاد، وعليه قمت بتعيينه من جديد..

إذاعة فرنسا: في هذه الظرفية المتسمة بالأزمة السياسية، هل انقطع حبل الثقة بينكم وبين العسكر؟
الرئيس: كلا على الإطلاق.. لماذا تريدون لهذه الثقة أن تنقطع؟ المسألة هي لعبة سياسية على مستوى البرلمان، فما علاقة العسكر بذلك؟

إذاعة فرنسا: يقال إنهم هم من يقفون وراء إثارة هذه الأزمة من أجل إرغامكم على تغيير توجهكم بالذات، والعودة إلى تعهداتكم..
الرئيس: من يقول ذلك؟

إذاعة فرنسا: الكثير من الناس في انواكشوط..
الرئيس: أنا أقول إنني أثق بهم.. والعسكريون لم يقولوا أبدا إنهم لا يثقون بي..

إذاعة فرنسا: بعض أعضاء مجلس الشيوخ قدموا مشروعا هذه الأيام لطلب إنشاء لجنة للتحقيق في حسابات هيئة ختو بنت البخاري التي تملكها عقيلتكم.. ومع أن هذه الخطوة لا تعنيكم بشكل مباشر، إلا أنها قد تستهدف زعزعتكم..
الرئيس: كما يعلم الجميع، هذه الهيئة لم تتلق أبدا أوقية واحدة -وهي الوحدة النقدية في موريتانيا- من الأموال العمومية.. هذا أؤكد لكم الآن.. لذا أعتقد أن الموضوع يتعلق في أذهان الناس بعلاقة ما بالسلطة.. يمكن أن يحمل وجود هيئة لحرم الرئيس نوعا من الدعاية.. لكن أعتقد أن كل ذلك غير جدي..

إذاعة فرنسا: هل يمكن القول إنكم لستم ضد وجود رقابة، أو لجنة للتحقيق حول هذه المسألة بالذات؟
الرئيس: لست ضد ذلك.. ليس هذا فحسب؛ بل سأكون سعيدا جدا به..

إذاعة فرنسا: هل تعتبرون مذكرة التوقيف الدولية بحق الرئيس السوداني خبرا سارا؟
الرئيس: ليس خبرا سارا؛ لأن السودان بلد عربي عظيم، لا يمكن -في نظري- أن تأتي زعزعته في الوضع الراهن بأي شيء إيجابي.. وبخصوص هذه المسألة، سندرس مع كافة البلدان العربية وتناقش هذا الموضوع لاتخاذ الموقف المناسب.

إذاعة فرنسا: بخصوص الاتحاد من أجل المتوسط، هل تعتقدون أن الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ستكون مساوية للاتحاد الأوروبي في مجال اتخاذ القرارات كما قال مساء أمس الرئيس سركوزي؟
الرئيس: في البداية أود القول إنني تأثرت كثيرا بقوة الالتزام والجدية والصدق والإصرار التي عبر عنها جميع رؤساء الدول الذين تحدثوا عن الاتحاد من أجل المتوسط.. وكان من الواضح جدا أن هناك إرادة حقيقية لإقامة اتخاذ للشراكة الحقيقية وتقاسم القرارات؛ حتى أنه في البداية تم إنشاء رئاسة مشتركة يقودها رئيسان أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب..

إذاعة فرنسا: هل من الإيجابي لموريتانيا أن تكون جزءا من الاتحاد من أجل المتوسط؟
الرئيس: تماما.. تعلمون أن موريتانيا –أولا- ليست مطلة على البحر الأبيض المتوسط مباشرة، وقد تمت دعوتنا إلى هذا المؤتمر ونحن الآن عضو في هذا الاتحاد؛ وأنا واثق من أنه فيما يخصنا -أي بخصوص التنمية ومحاربة الجريمة، وكافة المشكلات المتصلة بالمجالات الأمنية- سيكون ذلك أمرا جيدا لموريتانيا..

إذاعة فرنسا: يلاحظ أن موريتانيا أصبحت دركيا لأوروبا في مجال الهجرة؛ ألا تخشون أن يحتفظ الاتحاد من أجل المتوسط لبلدان مثل موريتانيا بدور سلبي؟
الرئيس: أولا نحن -حتى الآن- لسنا دركيا لأوروبا؛ بعض المهاجرين يمرون فعلا عبر بلدنا في طريقهم إلى أوروبا، ولدينا اتفاقيات تعاون -مع إسبانيا بشكل خاص- في هذا المجال؛ لكن موريتانيا ستفعل ما تعتبره إيجابيا لها، ولن يفرض عليها دور لا ترغب في القيام به..

إذاعة فرنسا: هل يعني ذلك أنه يمكنكم رفض قرارات ما بشأن الهجرة السرية؟
الرئيس: موريتانيا بلدة ذو سيادة، يعرف مصالحه ويفاوض بكل حرية.. وما يتم القيام به هنا يبدو ولنا أنه يضمن الحفاظ على هذه المصالح.

إذاعة فرنسا: في السنغال -جاركم الجنوبي- صدرت انتقادات واسعة للاتحاد من أجل المتوسط، حتى أن الرئيس واد اعتبر أنه سيشكل فصلا بين إفريقيا السوداء وبلدان المغرب العربي.. هل جرت اتصالات بينكما في الفترة الأخيرة؟
الرئيس: لا لم أتحدث مع الرئيس واد حول هذه المسألة.. أعتقد أن المشكلة لا تطرح على هذا النحو؛ هذا شأن يعني البلدان المتوسطية، وفي الواقع ليس هناك جديد في الأمر.. كان هناك مسار برشلونه، وما يجري اليوم تعزيز هذا المسار؛ وبالتالي ليس هناك أي جديد في الأمر..

إذاعة فرنسا: ليس على حساب إفريقيا؟
الرئيس: لا.. فما طرح هو مسألة إعادة الاعتبارات؛ ولم تطرح مشكلة التعاون مع إفريقيا، لأن التعاون مع إفريقيا مستمر وسيتواصل..

إذاعة فرنسا: السيد الرئيس، هل تمكن إقامة شراكة متوسطية حقيقية عندما يكون بلدان جاران مثل المغرب والجزائر منقسمان حول قضية شائكة كقضية الصحراء الغربية؟.
الرئيس: لا أعتقد أن المشكلة مطروحة هكذا؛ بل أعتقد أن الاتحاد من أجل المتوسط يضم مجموعة من البلدان التي ستحقق شيئا جماعيا؛ وهو سيضم الجزائر والمغرب اللذين حضرا كليهما إلى باريس..

إذاعة فرنسا: لكن الجميع لاحظوا غياب العاهل المغربي؟
الرئيس: ولاحظ الجميع حضور شقيقه الأصغر..

إذاعة فرنسا: هل يمكن أن يتم فتح الحدود بين البلدين بفضل الاتحاد من أجل المتوسط؟
الرئيس: هناك مشكلات مطروحة لمجموع البلدان.. والبلدان التي قررت تأسيس هذا الاتحاد لم تنتظر حتى تزول كل تلك المشكلات الموجودة هنا وهناك.. ويمكن للاتحاد من أجل المتوسط أن يشكل عاملا يساعد في تسوية تلك المشكلات..



(*) ترجمة يومية السفير العدد 750 الصادر بتاريخ 15-7-2008


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!