السياسي الشاب أحمد ولد صمبه المدير الإداري والمالي بكتابة الدولة المكلفة باتحاد المغرب العربي، شاب في مقتبل العمر أجلسته السياسية مبكرا في مقاعد الإدارة بعد أن قاد نضال أقرانه من حركة الحر وهو لا يزال طالبا في جامعة نواكشوط، انخرط في العمل الحقوقي بعد تخرجه من الجامعة، ثم امتطى سفينة النضال الحزبي أمينا وطنيا للشباب في الحزب ثم رئيسا لمنظمته الشبابية التي خرجت من مؤتمرها الوطني الأول قبل أيام.
أحمد ولد صمبه شاب يتحدث لغة الكبار، ويلامس الأمور بدبلوماسية دون أن يخلع قبعة المناضل وهو في "مكتب مدير". الأخبار زارته في مكتبه بالوزارة الأولى وكان لها معه الحوار التالي:
خرجتم في شبيبة التحالف من مؤتمر شباب الحزب الأول ما الذي أنجزتموه خلال المؤتمر؟
أحمد ولد صمبه: هذا المؤتمر هو الأول للشبيبة منذ إنشائها قبل سنتين من الآن وقد خرجنا منه بهيكلة للشبيبة تمثلت في مكتب تنفيذي للهيئة ومجلس وطني للشباب كما قمنا بانتخاب مناديب الشباب للمؤتمر العام للحزب الذي سينعقد في غضون الشهرين القادمين
وقد جاء إنشاء هذه المنظمة في ضوء النهضة التي يشهدها الحزب والتيس من اللازم مواكبتها باستعداد طلائعي شبابي قادر على رفع التحدي السياسي والتنظيمي الترتب على المكانة التي بات الحزب يحتلها، كما جاء انطلاقا من قناعتنا بأن الشباب هو القوة الديناميكية القادرة على النهوض بأي مشروع سياسي أو مجتمعي، وأن لا مستقبل إلا للشباب وأي تنظيم حزبي لا يرتكز على الشباب، وما يملكه من جدية وثورية، محكوم عليه بالاضمحلال.أعود وأقول إنه وعيا من الحزب بهذه القضية ومركزيتها أنشأ هذه المنظمة وأعطاها الوسائل الكفيلة بإنجاح عملها ولعب الدور الريادي المنوط بالشباب.
الأخبار: لكن ما ذا عن أولويات المنظمة في المرحلة الحالية؟
أحمد ولد صمبه: خرجنا لتونا من المؤتمر ونحن نركز على أولويات البناء الداخلي للمنظمة فقد قررنا تنصيب هياكلنا القاعدية في جميع القرى والمقاطعات إضافة إلى الأولويات الآتية:
- قررنا الدخول في حملات توعية تركز على الشباب أولا وعلى تعريفه بدوره المجتمعي، وأهمية استعداده لتحمل المسؤولية تجاه هذا الدور الخطر والهام.
- السعي إلى الرقي بهذا المجتمع - عن طريق التوعية- إلى مصاف المجتمعات التقدمية الحرة والديمقراطية.
- تحقيق نجاحات انتخابية في الاستحقاقات القادمة توازي المكانة إلي يحتلها الحزب اليوم داخل الساحة، ونعول على دور الشباب في هذه الاستحقاقات ناخبا ومنتخبا ومحسسا. كما نود أن نغرس لحمة حقيقية بين الأجيال في الحزب.
- خلق طاقم تنظيري إعلامي قادر على تمرير خطاب الحزب والدفاع عن مواقفه وإبراز آرائه داخل الساحة السياسية من كل القضايا المطروحة لتكون الأقوى والأقرب إلى التأثير في صناعة القرار في البلد.
الأخبار: أنتم حزب وطني، بمعنى أنكم تهتمون بكل قضايا الوطن، ما في ذلك شك، لكنكم معنيون بحكم الخطاب وبحكم الإرث النضالي بشريحة معينة أكثر من غيرها، ما الذي تبذلونه لهذه الشريحة باستثناء الاستفادة من أصواتها؟
أحمد ولد صمبه: (يضحك) نحن لم نستفد من أصواتهم الرئيس مسعود حصل على سبعين ألف صوت وهي لا تقارب عدد أصوات لحراطين..المهم نحن حزب لكل الموريتانيين وكل الموريتانيين ممثلون فيه بمختلف شرائحهم واتجاهاتهم، ونعتقد أن كل مشاكل موريتانيا تنبع من مصدر واحد هو الوحدة الوطنية بالمعنى الشامل ونعني بالوحدة الوطنية قضايا الميز بمختلف أشكاله، والرق والإرث الإنساني معاناة الحركات السياسية من الدكتاتورية عندما يقضى على هذه الآثار فستكون مشاكل الوطن بصدد الحل. وهذه
المشاكل، نعتقد أن كل الموريتانيين يعانون منها أعني المستفيدين من الوضع الحالي وضحاياه.
وعندما لا نعالج الوضع القائم فصدقني نحن مهددون بالانهيار وأعني بالانهيار الحروب الأهلية والهزات الاجتماعية الخطرة وغير محسوبة العواقب، وانفجار الدولة والكل حينها سيكتوي بنارها.
أما بخصوص الشق الثاني من السؤال فنحن نقدم لمن تستهدفهم بخطاب الحزب تجسيد المبادئ التي نحدثهم بها على أرض الواقع، كما جسدناها دفاعا عن المظلومين في الحقب الاستثنائية نجسدها على أرض الواقع في ظروف الرخاء والحرية اليوم.
- (أقاطعه )أنا أسأل عن الناحية العملية؟
أحمد ولد صمبه: نحن نعكس أمامهم صورة موريتانيا التقدمية نسعى إليهم حيث هم نسمعهم أن لهم حقوقا وعليهم واجبات تجاه هذا الوطن.. أهم ما يمكن تقديمه لهم هو إعلامهم بأن هناك شيء اسمه السعادة وأنهم يستحقونه وأن ندلهم على طريق الوصول إليه. نحن نقوم بحملات توعية في الداخل في موريتانيا العميقة.. نقوم بها لربطهم بالحزب كما نقوم بها لتوعيتهم في نواحي الحياة المختلفة.
الأخبار: لنعد إلى الحزب، يقال إن حزب التكتل سيحل محل حزب التحالف في الأغلبية في المستقبل المنظور، وما هو موقفكم من دخول أحزاب المعارضة إلى الحكومة؟
بداية أقول إننا كنا وما نزال من دعاة الانفتاح، وكنا ولا نزال نعتقد أن من مصلحة موريتانيا توسيع دائرة المشاركة.
أما موضوع التكتل فهو حزب عريق نحترمه ونحترم نضاله رغم اختلافنا معه وكونه يمكن أن يلعب دور التحالف في حلف جديد فنعتقد أنه لا الحالف يمكن أن يلعب دور التكتل ولا التكتل يمكنه أن يلعب دور التحالف لأن كليهما شيئا مختلفا عن الآخر.
وأعقد أن للتحالف مشروعه الذي ظل يدافع عنه، وهو موريتانيا تقدمية، دافع عنه في العهود الاستثنائية، وفي عهود الدكتاتورية وفي ع عسكر العدالة والديمقراطية.. تذكرون أيام طلب ولد محمد فال من الشعب الموريتاني التصويت بالحياد عندما صرح الرئيس مسعود ولد بلخير بأننا الآن رفنا أن ما كان يقدم عليه ولد الطايع إنما هو بتدبير من اعل ولد محمد فال والموقف القوي الذي اتخذه الحزب يوم كان يرأس ائتلاف قوى التغيير الديمقراطي.
هذا المشروع الديمقراطي التقدمي ظهر أكثر عندما رأس الرئيس مسعود الجمعية الوطنية والحيوية التي طبعها بها خير دليل على ذلك بعد أن كانت مجرد غرفة تسجيل.
(أقاطعه) هذا يعود إلى طبيعة تكوينها الحالي؟
ولد صمبه: طبعا هناك ما يوعد إلى تكوينها لكن شخصية الرئيس لعبت دورا محوريا وهو ما يعكسه الاهتمام الشعبي بالرئيس عندما يغيب لأي سبب تقاطر الأسئلة عن حاله وصحته...
الأخبار: أكثر من مرة وردت على لسانك كلمة "تقدمية" هل ينم هذا عن خلفية يسارية ؟
ولد صمبه أقول لك إن اليسار واليمين في موريتانيا كشف الزمن أنها غير دقيقة بالمرة و حزب التحالف كرس هذه الحقيقة عندما قبل من كانوا يسمون يمينا رئاسة وترشيح وقيادة من كان يعتبر تقدميا، وأنا عندما أقول التقدمية فإني أعني الديمقراطية والوحدة وحرية الإنسان والتنمية. هذا ما أعنيه بكلمة تقدمية دون عناية بمصدرها الأصلي وما إن كانت من اليمين أم من اليسار.
الأخبار: قبل أن نختم نسألك ما هي العلاقة الآن بين حزب التحالف وحركة الحر؟
ولد صمبه: (يضحك) عجيب كلكم تسألون هذا السؤال حركة الحر بمعنى التنظيم السري لم تعد موجودة لقد انتهى عهد الحركات السرية بمجيء الانفتاح ونحن كنا في العمل من أجل التغيير وعند حله دخلنا إلى حزب التحالف الشعبي التقدمي.
الأخبار: (أقاطعه) تريد أن تقنعني بأن القرار السياسي لحزب التحالف لا يصنع في أي هيئة موازية؟
ولد صمبه: أريد أن أأكد لك فقط أن القرار في حزب التحالف يصنعه مكتبه التنفيذي وهو ليس هيئة سرية وقد انتهى عهد الهيئات السرية لقد انصهرت حركة الحر بشكل نهائي في حزب العمل من أجل التغيير إلى جانب مجموعة من الحركات القومية الزنجية، وبعد حظر العمل من أجل التغيير دخلنا في تحالف مع بعض القوميين العرب والآن التحالف من أكثر الأحزاب تنوعا من الناحية العرقية والثقافية وحتى الفكرية والإثنية.