التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:12 غرينتش


تاريخ الإضافة : 26.07.2008 15:43:08

الصانع: في حديث للأخبار عن برلمانيون ضد الفساد

قال البرلماني الكويتي ناصر الصانع رئيس مبادرة برلمانيون ضد الفساد في العالم العربي إن المنظمة بدأت في العمل على وضع مؤشر لقياس الفساد في الأقطار العربية معتبرا أن وجود هذا المؤشر يبقى من أهم الأهداف التي تسعى منظمته لإيجادها لأنه لا توجد لحد الساعة مؤشرات تقيس الفساد وإنما يوجد فقط مؤشر مدركات الفساد الذي لا يتجه للقياس بقدر ما يكشف فقط وجود الفساد كما هو في العالم العربي.

واعتبر الصانع الذي كان يتحدث للأخبار في مقابلة تنشر هذا المساء أن المنظمة التي يقودها افتتحت العديد من الفروع وتجاوزت مرحلة التأسيس وهي الآن في مرحلة الإنجاز كاشفا بعض العوائق التي تعاني منها المنظمة وداعيا إلى تجاوزها.
وحول ما إذا كانت المنظمة سترفع قضايا لمحاكمة الضالعين في الفساد اعتبر أن منظمته تهتم فقط بالقيادة والتدريب وتبادل الخبرات والتغلب على العوائق وهي تترك للفروع في الأقطار العربية حرية الاجتهاد في تعاطي النواب مع واقعهم دون تدخل.

وهذا النص الكامل للمقابلة:

الأخبار: برلمانيون ضد الفساد منظمة برلمانية عربية كيف تأسست وما هي أهدافها

الدكتور ناصر الصانع: منظمة برلمانيون ضد الفساد تأسست شهر11- 2004 ببيروت بعدما تداعى أربعين من البرلمانيين العرب من إحدى عشر قطرا عربيا للاجتماع التأسيسي الأول وكان هذا التحرك بناء على تكليف مجلس إدارة المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد التي بدأت تنشئي فروعا في القارات المختلفة فنحن اخترنا أن يكون فرعنا هو الفرع العربي.
أما الأهداف التي تسعى إليها المنظمة فهي تعمل على نشر الوعي لدى البرلمانيين وتعريفهم بكيفية التعامل مع ملفات الفساد ومكافحته بطريقة مهنية متخصصة.
وتقوم آليات عملها على ثلاث محاور:
1- تدريب البرلمانيين على القيادة ومكافحة الفساد وإكسابهم خبرات العمل البرلماني.
2- التآزر بين البرلمانيين في العالم وتقوية التعاضد من حيث تبادل الخبرات.
3- القيادة لأن البرلماني يجب أن يقود في مكافحة الفساد فيكون نموذج وقدوة قادرة على مكافحة الفساد وهذه القيادة تقتضي منه أن يبادر ولا ينتظر تحركات غيره لأنه يمارس النفوذ الذي يمارسه أي برلماني وهو نفوذ كبير.

الأخبار: الفساد ما هو مفهومه وما هي مجالاته و(هل هو مقتصر على المال والاقتصاد)؟
الدكتور ناصر الصانع: مفهوم الفساد بلا شك هو استغلال المنصب من أجل تحقيق كسب مادي وهذا هو أبسط تعريف للفساد وبالتالي المسئولين الذين يقومون بالتدخل في المناقصات لطرف على حساب طرف آخر متجاوزين المعايير الفنية والقانونية التي تضبط عدالة وشفافية المناقصة أو المسئول الذي يقتطع أراضي أو يتدخلون في مشاريع متجاوزين الشفافية مقابل الحصول على الاستفادة المادية فهذا هو عين الفساد وهذا هو الفساد في الأموال العامة.
لكن هذا الجانب يسمونه جانب الطلب لكن العرض يأتي من مجال القطاع الخاص فهو الذي يدفع الرشا للموظفين العموميين لكي يقوموا بتمرير القرارات والصفقات غير السليمة وغير القانونية.
وهناك مجال آخر وهو القطاع الخاص والفساد فيه وهذا مع الأسف من الجوانب المهملة من قبل المنظمات العالمية كلما يتم التركيز عليه هو الفساد في القطاع العام ولكن من المؤكد أن النصف الآخر من الفساد هو في القطاع الخاص حيث لا يوجد مرتشي في الوظيفة العمومية إلا ويكون الراشي من القطاع الخاص وهذا الطرف الآخر في معادلة الفساد.
الأخبار: ما هي أولويات عمل المنظمة "برلمانيون ضد الفساد" خلال المرحلة المقبلة ؟
الدكتور ناصر الصانع: المنظمة منذ إنشائها أطلقت سبعة أهداف وكلها بحمد الله تحققت:
*أن تسجل قانونيا في إحدى الدول العربية وسجلت في بيروت وفقا للقانون اللبناني وصدر مرسوم تسجيلها.
*إنشاء فروع لها: وحتى الآن وصلت إلى تسعة فروع واليوم بدأنا بالفرع الموريتاني حيث عقدنا اجتماع مع عدد من الإخوة والأخوات البرلمانيين الموريتانيين.
* والهدف الثالث إقامة الندوات والمؤتمرات وحتى الآن عقدنا ما لا يقل عن ثماني مؤتمرات وندوات في مختلف العواصم العربية ونجم عن هذا العمل بناء شبكة برلمانية بدأت تلتقي وتتعارف وتتآلف على مكافحة الفساد.
* والهدف الرابع بناء موقع إلكتروني للتفاعل وقد أنشئ فعلا بحمد الله.
* والهدف الخامس : إنشاء تحالفات وطنية لمكافحة الفساد في كل بلد عربي وهذا من الأهداف التي لم تتحق باعتباره يحتاج جهد كبير بعد تأسيسي الفروع.
* والهدف السادس: طلب من كل دولة تبني إستراتجية وطنية لمكافحة الفساد وهذا أيضا من الأمور التي قطعنا فيها شوطا على مستوى بعض الفروع وما يزال يعاني من نقص ويحتاج أن يستكمل على الجميع.
*والهدف السابع: هو حث الدول العربية للتصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وهذا الحمد الله قطعنا فيه شوط كبير والعديد من الدول وقعت صادقت وهي في مرحلة متابعة التنفيذ.
وهذه هي السبعة أهداف التي أطلقها المنظمة منذ إنشائها والمنظمة الآن أنهت مرحلة التأسيس في نوفمبر الماضي عندما عقدت مؤتمرها الثاني الذي انتهت فيه ولاية مجلس الإدارة وانتخب مجلس إدارة جديد تنتهي ولايته في أواخر 2009 وبالتالي انتهت مرحلة التأسيس وبدأت مرحلة الإنتاج وهذه سنوات الإنتاج عندنا عدد من المشروعات مشروع يتعلق بالشفافية في لإرادات ومشروع يتعلق بأخلاقيات العمل البرلماني وتعارض المصالح.
ومشروع يتعلق باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والمشروع الرابع هو إصدار التقرير العربي لواقع الفساد وهذا التقرير يعمل على دراسة توثيق حالات الفساد في عدد من الدول العربية.
والمشروع الخامس هو إصدار مؤشر عربي لقياس الفساد كما نعلم الفساد لا يوجد له مؤشر لقياسه الآن المؤشر الوحيد الموجود هو لقياس "مدركات الفساد" ومدركات الفساد هو مصطلح يعني الفساد كما ينظر إليه وليس قياس الفساد نفسه والعملية التقنية صعبة لكن نحن أخذنا على عاتقنا إنشاء هذا المؤشر وبدأنا بتكوين فريق وكلفنا رئيس الفريق بهذا العمل.

الأخبار: هل ستتجه المنظمة لرفع قضايا على حالات فساد من أجل كسب مصداقية أم أن مجال عملها توعوي وفكري فقط؟
الدكتور ناصر الصانع:ليس من مهمة المنظمة رفع القضايا نحن لا نكافح الفساد نيابة عن النواب كل النواب يكافحون الفساد في أقطارهم والمنظمة لا تقوم بعمل مباشر في مكافحة الفساد نيابة عن النواب والمنظمة تقوم فقط بالمساعدة في التدريب والقيادة وهي لا تقوم برفع قضايا.

الأخبار: ماهي أهم العوائق والمشكلات التي واجهتكم حتى الساعة؟
الدكتور ناصر الصانع: أكبر مشكلة واجهتنا هي مشكلة فاعلية الفروع فتأتينا مجموعة متحمسين في البداية وينشأ الفرع ثم ينشغلون في قضاياهم البرلمانية والمحلية وإذا أرادت المنظمة تفعيل الفرع فإذا بالتفاعل يكون ضعيفا وهذا بلا شك أمر مؤلم والآن مجلس الإدارة الأخير قبل أسبوعين اتخذ قرارا بوضع نظام تصنيف الفروع وتقيمها دوريا والفرع الذي لا يستجيب للمعايير المطلوبة قد يحرم من التمثيل في المنظمة وهكذا.

الأخبار: كيف تنظرون إلى مستقبل الشفافية في العالم العربي وما هي نسبتها بالمقارنة مع الفساد؟
الدكتور ناصر الصانع: الشفافية والفساد اسمين لوجهي عملة واحدة يعني كلما زادت الشفافية قل الفساد وكلما كثر الفساد قلت الشفافية لأن الفساد يختبئ دائما وراء الظلمات و السرية والوثائق غير المعلنة وهكذا ولذلك نعتقد أن العالم العربي في عام 2007 هو أسوأ عام مر على العالم العربي في موضوع الفساد حيث كانت النتائج في الدول العربية قاطبة –ماعدا حالات استثنائية قليلة- تسجل ارتفاع واستشراء للفساد غير مسبوقة وهذا يلقي علينا كبرلمانيين وكمجتمعات مسئولية كبيرة.
الأخبار: هل تسعون لخلق آليات محددة لمكافحة الفساد في كل قطر عربي؟
الدكتور ناصر الصانع: هذا كما قلت سابقا هو من ضمن نشاط الفروع ونحن لا نتدخل في خصوصيات كل فرع لكن نطالبه بأن تكون لديه خطة وأن يحطنا علما بنتائج أعماله ويفدنا بتجاربه وخبراته حتى تتكامل الجهود في محاربة هذه الظاهرة.
9- هذه أول مرة تزورون نواكشوط كيف تقيمون التحولات السياسية في موريتانيا؟
الدكتور ناصر الصانع: بلا شك التحولات السياسية في موريتانيا هي جيدة ولكن يجب أن نكون صريحين موريتانيا بلاد لا تنقصها الموارد ولكن يبدوا هناك خلل كبير جدا في توظيف الموارد وأكيد توجد مشاكل فساد كبير يجب أن نكون صريحين ولكن الأكثر صراحة هو أهل موريتانيا الأدرى بتفاصيلها وأنا متفائل أن هناك نخبة من البرلمانيين من كل التيارات متحمسين لمواجهة هذا الملف وأنا متأكد أن ملف الفساد إذا تم التعامل معه بجدية سيوفر أموال كثيرة تذهب في جيوب كثير من المتنفذين وستساهم في بناء المرافق الضرورية للبلد وعلى مستوى الخدمات المختلفة وبالتالي على رفاه المواطن وأنا متأكد أن موريتانيا فيها خير كثير وموارد كبيرة ولكن تحتاج لإدارة أفضل تعتمد الشفافية في التسيير وتحاصر أساليب الفساد.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!