التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:18:48 غرينتش


تاريخ الإضافة : 26.07.2008 15:45:41

صناعة الخزف في بوكي .. التراث أولا

في يمين الصورة بداية عملية إعداد جرار الخزف وفي يسارها الجرار وقد أخذت شكلها النهائي

في يمين الصورة بداية عملية إعداد جرار الخزف وفي يسارها الجرار وقد أخذت شكلها النهائي

"لم تعد تدر على المنشغلات بها ربحا ماديا يذكر" هكذا تفتتح فاطمة سيري حديثها عن مهنة مارستها منذ قرابة الخمسين عاما، وورثتها بناتها اللواتي أصبحن يتولين "إدارة المعمل المتواضع" حين تقدم بها العمر، وأصبحت تتولى زركشة المنتوج بالأصباغ التي تكسوه الحلة النهائية قبل رصه في انتظار الزيون الذي قد لا يأتي قريبا.
تمر صناعة البخائر، وجرار الماء من مادة الخزف بطريق طويل تبدأ من جلب مادتها الأولية من موقع "دنتو" وهو سهل ممتد بجانب الطريق الرئيسي في مدينة بوكي، تحمل منه العاملات مادة طينية تضرب إلى السواد، تخلط بدقيق من جرار الخزف القديمة، ثم يتم تصميمها يدويا على شكل جرة صغيرة أو كبيرة، للبخور أو الماء، وبعد تبليطها بالطين يتم حرقها في نار "العشب، و"زبل البقر" (فضلات البقر) حتى تخرج محمرة من النار، بعد ذلك تطرز بألوان مختلفة من الصباغة العادية، لتصبح صالحة لاستقبال الزبون.
تتراوح أسعار البخائر الصغيرة بين مائتين إلى ثلاثمائة أوقية، لكن صواحباتها يشتكين الكساد وغياب دعم من أي نوع.
".

حوى كيسي وهي تبدأ عملية الطلاء المرحلة ما قبل الأخيرة في صناعة الجرار الخزفية

حوى كيسي وهي تبدأ عملية الطلاء المرحلة ما قبل الأخيرة في صناعة الجرار الخزفية

حوى مختار كيسي" إحدى بنات فاطمة اللواتي ورثتهن المهنة الخالصة للنساء، تقول إن ممارستهن للمهنة لم تتلق أي دعم من قطاعات الدولة، "كانت هناك إحدى السيدات تؤجر لنا محلا نعرض فيه البضاعة إضافة إلى عربة يجرها فرس لنقل البضاعة لكننا بعد أن غادرت بوكي بتنا نواجه مصيرنا بأنفسنا ومن دون أية معونة، لا من وزارة السياحة ولا من طرف السلطات المحلية.. نطالب بأن تدرج صناعتنا التراثية على قائمة الصناعات التقليدية التي تستجلب السياح، وبالتالي تستحق الدعم من قبل الدولة".
مرافقة حوى، أو آمنتا، أو رامتا، في رحلة حرق البخائر بعد تصميمها كافية لإقناعك بحجم الصعوبة الذي تواجهه هذه الصناعة، فالخنشة الواحدة من العشب الجاف (لحشيش) تكفي فقط لعملية حرق واحدة ويقدر ثمنها بثلاثمائة أوقية، وهو ذات الثمن الذي يدفع مقابل خنشة "زبل البقر" (فضلات الأبقار)، إذ على من تقوم بعملية الحرق انتظار ثلاث، أو أربع ساعات قرب الموقد، حتى يتسنى لها سحب البضاعة بعد أن تنضجها النار.
لكن هذا لا يزيد "فاطمة سيري" وبناتها إلا تشبثا بمهنة إن لم تكن مصدر دخل معتبرا لهن فهي جزء من تركة الأجداد لا ينبغي التفريط فيه


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!