التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:21:29 غرينتش


تاريخ الإضافة : 27.11.2007 09:58:47

هكذا تكلم الحلاج

الكاتب :حمود ولد سليمان

الكاتب :حمود ولد سليمان

بقلم: حمود ولد سليمان
hamoud 314 @ hot mail. Com


1
ما حيلة العبد والأقدار جارية عليه في كل حال أيها الرائي
ألقاه في اليم مكتــوفا وقال له: إياك إياك أن تبتـــــل بالماء

حالة غريبة وإحساس عميق بثقل الوجود شكى منها الحسين بن منصور بن يحيى الحلاج وكثيرون قبله وبعده، هذا الإحساس بثقل الوجود طرحه كثيرون لكن الحلاج تفرد به من بينهم لأنه كرس كل فكره وحياته لهذه المسألة ، لذلك لا غرابة إن بقي الحلاج حاضرا في حياتنا ، متناقضا ومؤمنا أحيانا، يصدر في قوله وفعله عن إيمان عميق لا يدرك كنهه إلا العارفون بالله وأحيانا يكون خارج المألوف والمعتقد.

هكذا الحلاج المختلف المتعدد ، لذا وباختلافه تعددت أسماؤه فأهل الهند يسمونه بالمغيث وتركستان بالمقيت وأهل خراسان بالمميز وأهل فارس بأبي عبد الله الزاهد وأهل بغداد بالمصطلم وأهل البصرة بالمحير، هكذا إذن سيبقى الحلاج مثيرا للجدل لتناقض قوله وفعله وما يراه الناس من أوجهه الكثيرة، إلا أنه مع ذلك سيبقى علامة تاريخية متميزة في تاريخنا.
إذ هو صوفي عارف بالله عند البعض، كما أنه ثوري من كبار الثوار ، في نفس الوقت هناك من يرى عكس ذلك ، المهم عندنا هنا أن الحلاج حاضر في حياتنا لتعدد خطاباته وانعكاساتها على الواقع المعاش .
أما قوله وفعله فهو متروك لله علام الغيوب.

2
شيخنا الحلاج في كل زمان يتحدث بألف لسان تارة يخرف وتارة ينطق بالبيان ولا يزال في أيامنا هذه عاكفا على تأليف الكتب بعد أن أحرق العباسيون معظم كتبه ، وقد أصر على أن يبقى يكابد الكتابة والحروف لينطق بالأسرار الخفية والمعاني الجوهرية.
وقد كتب مؤخرا كتابا جديدا سماه طواسين القرن الواحد والعشرين جاء فيه:



3

1- طاسين الماء: الماء من نور الغيب بدا وعاد وجاوز الحد وساد ، لذا فإنه لا بد للعباد من العطش ترشيدا للثروة المائية، ثم إن الماء عظمه الله تعالى إذ خلق منه كل شيء حي، لذلك فإن هذه النعمة لا ينبغي أن تكون متاحة لكل المواطنين فما أفسد الأمم من قبلنا إلا الماء وكثرة استخدامه، ثم إن شركة المياه مثقلة بالخراب والمشاكل من العهد السابق وتشكو من سوء التسيير المالي والإداري والفني، لذا فإن مشكلة الماء ينبغي أن تبقى معلقة طيلة أعوام حتى يهلك من لا يستحقون الحياة وبذلك تخف مشاكل الدولة.
2- طاسين الكهرباء: الكهرباء لا يستحقها المواطنون لأنها من نعم الحق تعالى وسخرها للذين يعقلون (إذ ضوء المصباح علم الحقيقة وحرارته حقيقة الحقيقة والوصول إليه حق الحقيقة) ، لذا فلا بد من ترشيدها وذلك بقطعها الدائم ، وهل أفسد من قبلنا إلا الترف ثم إن الكهرباء أفسدت العباد بكثرة استخدامها في التلفزيون والثلاجات وشحن الهواتف والمطالعة والإنترنت ، ولأن شركة الكهرباء هي الأخرى مثل المياه تعاني من مشاكل جمة، لذا ارتأينا أن نعود إلى ما قبل التاريخ وعهود اكتشاف المصابيح الزيتية.
3- طاسين المبعدين: يرى العامة أن تسمية المبعدين زائفة وفيها الكثير من الخلط لأن كل المواطنين الموريتانيين مبعدين قسرا في وطنهم ، أما من يسمون كل السود في العالم مبعدين فهم كاذبون رغم أنف حركة المشعل الإفريقي (أفلام)، ومسألة تهميش هؤلاء المواطنين ليست صحيحة فهم يتمتعون بحقوقهم كاملة ومع ذلك يصرون دائما على الإزعاج والمزايدة متناسين أنهم أقلية والأقلية في كل أنحاء العالم تحكمها الأكثرية ، لذلك فإن مسألة المبعدين وظفت سياسيا أكثر من اللازم وهي في حقيقتها ليست أكثر من تجاوزات فظيعة لحقوق بعض المواطنين وقعت في العهد السابق وينبغي النظر فيها بموضوعية ، هذا رأي العامة، أما رأينا وبما أنه ليس لدينا ما نخوض فيه فسنعزف على هذا الوتر ونبقى متمسكين به انتصارا للباطل ، بل إننا نقول لهؤلاء المبعدين من أمم مختلفة ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من السينغاليين والماليين والغانيين والنيجريين والعاجيين والبركينابيين والأوغنديين .
4- طاسين العبودية: يرى العامة أن العبودية في الإسلام ولكنه دعا لتحرير العبيد ثم إن عصرنا الحالي في القرن الواحد والعشرين لم يعد مقبولا أن تكون فيه عبودية ، ومسألة العبودية هي الأخرى استغلها كثيرون سياسيا وصوروها بشكل أكبر من حقيقتها إذ لا توجد عبودية حقيقية في وطننا اليوم ، إذ كل المواطنين سواسية إلا أن هنالك بعض العقد النفسية التاريخية ستبقى ردحا من الزمن لدى البيظان ولحراطين وهي من مخلفات الماضي، هذا رأي العامة، أما رأينا فكل العالمين عبيد لله تبارك وتعالى ، ثم إن القضاء على العبودية يتم في نظرنا بسن قانون سخيف وغرامة مالية ، أما محاولة تغيير العقليات فليس واردا في الوقت الحالي.



5- طاسين الفساد: يرى العامة أن الفساد في كل الأمم و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحاكم أصحابه لأنهم كثيرون ومن كل حدب ينسلون وفي كل مراحل التاريخ ، والفساد هو الوسيلة الوحيدة لبناء الذات والقبيلة ، ولا يمكن لدولة أن تقوم إلا في ظل الفساد ، لذا فإننا نرى أنه من الأحسن أن نكف عن مساءلة والفساد والمفسدين وندخل في مرحلة جديدة من تأسيس الفساد الجديد .
6- طاسين الطينطان: الحمد لله الذي ابتلى العباد وأهلك الحرث والنسل ، يا أهل الطينطان ألم أنهكم عن سكن المنحدرات ، وأنذرتكم يوم التناد لكنكم لا تسمعون وبمنازلكم متعلقون وبأرضكم متشبثون وعن التذكرة معرضون، ألم يأتكم نبأ اتسونامي والسودان والأولون والطوفان؟ يا أهل الطينطان ليس لكم إلا أن تتيهوا في الأرض أربعة قرون إذ لا نستطيع أن نعدكم بالمساكن ، ثم إن المال الذي أعطته لنا الأمم المتحدة جزاها الله خيرا لن يذهب في أعمار مدينكم المنكوبة لأننا به أحق وأولى ونحن أدرى بمصالحكم ، لذا ليس لكم إلا الخيام والجوع والعطش، والحمد لله الذي أنزل من السماء ماء فأخرج به مالا به نسير شؤوننا وننفقه على حزبنا.
7- طاسين حزب السلطة: الحمد لله الذي تفرد بالوحدانية وأحيا طبعة الحزب الجمهوري الثانية، وبعد / يا أيها الظان لا تحسب أن حزب السلطة كباقي الأحزاب إياك إياك أن تظن ذلك ! فحزبنا هو الأقوى، والمسيطر (لأن همته سبقت الهمم ووجود سبق العدم وأسمه سبق القلم لأنه كان قبل الأمم مما كان في الآفاق وراء الآفاق، دون الآفاق ، أطرف وأشرف وأعرف من صاحب هذه القضية يا عجبا ما أظهره وأنظره وأكبره وأشهره وأنوره وأقدره وأنصره ، الله أطلق لسانه وأعجز أقرانه وأثبت بيانه ورفع شأنه ). هذا وليعلم الجميع قولنا المأثور (حسب الواجد إفراد الواحد له) والحمد لله أولا وأخيرا.
8- دعــــــــــــاء: يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف، يا خافي الألطاف نجنا مما نخاف .



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!