"لقد ولدت بمقاطعة الميناء بنواكشوط سنة 1989 وتربيت فيها، وكان لي أصدقاء يتكلمون كل اللهجات الوطنية مما مكنني من معرفة هذه اللهجات وبالنسبة للغتين فقد درست اللغة العربية في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما درست للغة الفرنسية في المدرسة".
هكذا لخص "أحمد عيسى با" رحلته مع اللغات، بعد تكريمه من طرف جمعية شبيبة بناء الوطن في حفل ختام مخيمها الصيفي في مدينة بوكى.
أحمد عيسى كان يرد على كل من تقدم له بالسلام أو السؤال بنفس اللغة أو اللهجة التي تحدث بها سواء كانت (عربية أو سنونكية أو حسانية أو بولارية أو وولفية أو فرنسية) بدون تغيير اللغة ودون أن يطلب من المتحدث إليه حتى إعادة الجملة للتأكد من مفرداتها.
عند النابغة أحمد عيسى لا فرق بين (أشحالكم) أو (امبدا) أو (أمغو) أو (نينكاداف) فأحمد عيسى سيجيبك بنفس اللهجة، وقد يرد على أكثر من متحدث وبلهجات مختلفة في الوقت نفسه.

أصدقاؤه الذين عن طريقهم اكتسب كل هذه اللهجات يبدو أنه لم يكتف بهم إذ بدى في نهاية المخيم مطلوبا من كل المخيمين وقد حصل على أصدقاء كثر ومن كل المجموعات الوطنية وفي أقل من أسبوع.. كل يريد أن يذهب أحمد عيسى معه أو على الأقل يمضي معه آخر اللحظات.
"الأخبار" سألت أحمد عيسى عن الفوائد التي وجدها من معرفة اللهجات فأجاب: "لو لم يكن فيها من الإيجابيات إلا أني لا أجد حاجزا مع أي مواطن موريتاني لكفى، ومع ذلك فلها فوائد أخرى منها الاستفادة من ثقافة وفكر وتجارب وأمثال كل هذه اللهجات".
اعترضنا عليه قائلين لو لم تكن سنوكيا لما أمكن تعلم اللهجة السونكية، أحمد عيسى رد قائلا "بل كنت سأتعلمها لقد تعلمت اللهجات عن طريق صداقات مع أصحابها.. في المقاطعة التي أسكنها أجمع مجموعة من الأصدقاء مكونة من المجموعات الوطنية وكل يأخذ مما عند الآخر، وبالتالي فأنا أؤكد أني كنت سأتعلم السنوكية لو لم أكن سونكيا، كما تعلمت البولارية وأنا لست بولاريا".
في الطرف الجنوبي من مدينة بوكي ودعنا أحمد عيسى قائلا: "وسعوا صداقاتكم ونوعوها بين المجموعات الوطنية لتتعرفوا على لهجاتها" فذلك - يضيف أحمد عيسى- "هو الطريق الأكثر اختصارا لمعرفة اللهجات الوطنية".