التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:09 غرينتش


تاريخ الإضافة : 27.07.2008 19:01:18

أبو الفتوح: في حوار مع الأخبار حول الطب والسياسة

قال عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب إن الأطباء الموريتانيين متميزون جدا، لكن ينقصهم بعض التدريب وبعض الأجهزة، وتعهد بسعي منظمته بالتعاون مع وزارة الصحة والسلك الوطني للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان إلى تطوير قدرات الأطباء الموريتانيين، وتفعيل برنامج منع العدوى بالمستشفى الوطني في نواكشوط.
وأضاف أبو الفتوح أن مركز مكافحة العمى التابع لاتحاد الأطباء العرب، سيضع خطة للقضاء على العمى في موريتانيا، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجامعة العربية، وقد وقع الاتحاد بروتوكول اتفاق مع وزارة الصحة الموريتانية بهذا الخصوص.
وعبر القيادي في حركة الإخوان المسلمين بمصر الذي كان يتحدث في مقابلة مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة عن إعجابه بما وصلت إليه الحريات العامة في موريتانيا، وتشبث الشعب الموريتاني باللغة العربية في مختلف أوساطه.
وتناول الحديث رؤية القيادي الإخواني للتجارب الإسلامية المعاصرة في الوطن العربي، ووضع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وموقفه من تولي المرأة وغير المسلم المناصب العليا في الدولة.
كما تحدث عن الأوليات التي يقترح على موريتانيا الانطلاق منها في ظل الديمقراطية الجديدة.

 

الأخبار:

 

اطلعتم على الوضع الصحي في موريتانيا كيف وجدتموه؟

عبد المنعم أبو الفتوح:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على النبي الأمين، بالنسبة للوضع الصحي في موريتانيا فإنه في حالة يحتاج معها إلى المزيد من الاهتمام، وفي تصوري أن الأخوة الأطباء الموريتانيين، يبذلون جهدا كبيرا لكنه يحتاج إلى مزيد الاهتمام والدعم المادي وتخصيص ميزانيات كافية للصحة، ففي كل بلاد الشرق الأوسط والبلدان النامية لا تزال ميزانيات الصحة قاصرة عن مواكبة حاجيات الصحة، ونحن اتفقنا مع الإخوة في وزارة الصحة والإخوة في السلك الوطني للأطباء أن نقوم بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب بتنفيذ برامج لمنع العدوى في المستشفى الكبير والوحيد في موريتانيا، فضلا عن أننا من خلال معهد التدريب التابع لاتحاد الأطباء العرب سنقوم بتدريب عدد من الأطباء الموريتانيين في عدد من التخصصات التي قد يحتاجونها ، مثل الجودة الصحية ،وطب الأسرة، وإدارة المستشفيات ،وغير ذلك من التخصصات التي قد يحتاجها الأطباء الموريتانيون، وقد لاحظنا أن الأطباء الموريتانيين متميزون جدا، لكن ينقصهم بعض التدريب وبعض الأجهزة، وإن شاء الله الحكومة الحالية تأخذ هذه المسألة في الحسبان، أنا التقيت بالسيد الوزير الأول ووجدت عنده حماسا ورغبة في الارتقاء بالقطاع الصحي في موريتانيا.

الأخبار :

وقعتم عدة اتفاقيات في مجال الصحة ما هي أهم تلك المشاريع التي ستنفذونها في موريتانيا؟


أبو الفتوح :

وقعنا بروتكول بيننا وبين وزارة الصحة والسلك الوطني للأطباء الموريتانيين لعلاج الموريتانيين وتدريب الأطباء وإنشاء فرع لمركز مكافحة العمى وإجراء عدد من العمليات، ومركز مكافحة العمى التابع لاتحاد الأطباء الموريتانيين يضع خطة للقضاء على العمى في موريتانيا بإذن الله بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والجامعة العربية، وسينطلق بإذن الله تعالى بعد أن تكتمل الدراسة ويبدأ المركز من خلال إجراء العمليات في القضاء على ظاهرة العمى بإذن الله تعالى.

الأخبار :

في أول زيارة لنواكشوط كيف تقومون الوضع في موريتانيا؟

أبو الفتوح :

لاشك أن ما وجدته في موريتانيا مختلف نسبيا عما كنت أسمع وأتصور، لقد وجدت في موريتانيا بداية نهضة وتنمية، كما لفت نظري حجم الحريات العامة في موريتانيا، وأسأل الله تعالى أن يتقدم مسار الحريات لأنه لا تقدم بدون الحرية السياسية التي هي البداية لأي نهضة وتنمية، انبهرت أيضا بمدى محافظة الشعب الموريتاني على اللغة العربية سواء من خلال شعرائه أو من خلال اهتمامه باللغة العربية وهو مفخرة للشعب الموريتاني الذي لا يزال متمسكا بعروبته وإسلامه.

الأخبار :

كيف تنظرون إلى مستقبل العالم العربي في ظل الأخبار السيئة والتقارير التي تتحدث عن إمكانية حدوث مجاعات؟

أبو الفتوح :

أشك في أن هذه الأزمة ستقع في العالم العربي، لكن ما لا شك فيه؛ هو أن ثروات العالم العربي يتم نهبها من خلال قوى شريرة تكره العالم العربي، وتستنفد موارده وثرواته، زيادة على حجم الفساد المنتشر في العالم العربي، والذي تحميه الأنظمة الغربية، وعموما بنهضة الشعوب العربية وقضائها على الفساد والاستبداد في العالم العربي والإسلامي، تتم استعادة ثروات الشعوب العربية،فليس من الممكن أن يظل عالم ثري وغني مثل العالم العربي يدخل في مجاعة، وبالتالي فإن الفقر الظاهر في العالم العربي سببه الفساد والاستبداد المسيطر على غالبية دول العالم العربي.

الأخبار :

الإخوان في مصر هم فصيل المعارضة الرئيس متى ستحصلون على الاعتراف القانوني ؟

أبو الفتوح :

الإخوان في مصر لم يفقدوا وضعهم القانوني منذ سنة 1928 ولكن المؤسف أن البعض يريد أن يفرض عليهم وضعا خاصا، من خلال القول إنهم جماعة محظورة، ولا يمكن لأحد أن يقول إن حركة وطنية مثل الإخوان المسلمين في مصر لها88 نائبا في البرلمان ، وأعضاء في كل مؤسسات الدولة الديمقراطية مثل النقابات واتحادات الطلاب إلى غير ذلك لا يمكن بعد ذلك أن يقال إننا حركة محظورة.

الأخبار :

متى ستزول هذه الكلمة "محظورة"؟

أبو الفتوح :

هذا السؤال يوجه إلى من يطلق هذه الكلمة على الإخوان، لا يمكن لا في الشرعية الشعبية ولاف ي الواقع وبالتالي الذي يطلق هذه الكلمة على الإخوان المسلمين هو نفسه المحظور.

الأخبار :

ماهو تقييمكم لأداء الحركات الإسلامية وبما تفسرون التباين الكبير في المواقف والرؤى ؟

أبو الفتوح :

الحركات الإسلامية هي حركات شابة وناهضة، وأكبر وأقدم حركة إسلامية هي حركة الإخوان المسلمين، وعمرها لحد الآن سبعين عاما، وقد أثبتت الحركات الإسلامية أنها حركات وطنية، تحافظ على استقلال أوطانها وعلى حضارتها الإسلامية وتلبي رغبات شعوبها في الانتماء الإسلامي، ولا تزال هذه الحركات المعبر الأول عن الشعوب العربية والإسلامية في حضارتها وفي رغبتها واعتزازها بانتمائها الإسلامي، وتناضل من اجل الحصول على استقلالها في وجه الاستبداد والاحتلال، وبالنسبة للتباين، فأنا أتحدث عن الحركات الإسلامية السلمية وهذه لا يوجد بينها أي تباين ،هناك اختلاف في بعض وجهات النظر والتقديرات وهذه مسألة طبيعية، وبالتالي نحن هنا نتحدث عن حركات الفعل المجتمعي، وليس حركات التكفير والتطرف أو ممارسة العنف، هذه حركات لا علاقة لها بالحركات السلمية التي تنتهج الأسلوب الديمقراطي في عملها السياسي، وفعلها المجتمعي، وبالتالي لا علاقة لنا بتلك الجماعات، ونستنكر أفعالها إذا كانت موجهة للداخل، وهي في الأخير حركات قليلة وضعيفة لكن الجسم العام للحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي يمثل حركة وطنية معتدلة تعمل ضمن الخيار الديمقراطي لتحقيق أهدافها وهي حركات تدفع المواطن العربي والإسلامي إلى الاعتزاز بها والفخر بإنجازها.

الأخبار :

بنكيران تحدث عن عدم واقعية شعار" الإسلام هو الحل" كيف ترون ذلك ؟

أبو الفتوح :

بالنسبة لما قاله عبد الإله بنكيران ..القول بأن هذا الشعار غير واقعي، أمر غير صحيح ، فالحركات تصوغ شعاراتها فإن ذلك الشعار يعبر عن المكنون العام لتلك الحركة فكريا أو عقائديا، لكن لا يتعرض للتفصيل، فنحن نقصد أولا الحضارة الإسلامية التي بناها كل العرب والمسلمون وهي حضارتنا وهويتنا، لا يعني أنها هي كل الحل، لكن الحل في التفاصيل، فأعظم ما جاء به الإسلام هو الحرية والعدالة والتنمية، وهي فروع للحضارة الإسلامية ولهذا الشعار، وطبيعي أن الإسلاميين في حملاتهم الفكرية والانتخابية تستخدم شعارا عاما ولا تدخل في التفاصيل وكذلك كل الأحزاب والقوى الفكرية والسياسية.

الأخبار :

يلاحظ اختلاف المواقف بالنسبة الحركات الإسلامية المعتدلة من أنظمة الحكم في العالم العربي من معارضة راديكالية إلى مشاركة فاعلة كيف تفسرون ذلك ؟

أبو الفتوح :

هذا شيء طبيعي فعلى قدر موقف الأنظمة من الحركات الإسلامية، وعلى قدر مساحة الحرية المتاحة يكون الموقف من هذه الأنظمة ،فعندما يتسع هامش الحرية والسماح بالمشاركة فإن الحركة الإسلامية تقبل حينئذ المشاركة، لكن في ظل الاستبداد فإن الحركات الإسلامية ترفض المشاركة والانخراط في مسيرة الاستبداد.

الأخبار :

ما هو تقييمكم شخصيا للحياة السياسية في موريتانيا وللتيار الإسلامي خصوصا ؟

أبو الفتوح :

أنا أرى أنه بعد الانتخابات الديمقراطية في موريتانيا وتسليم النظام العسكري للحكم إلى النظام المنتخب، وأدعو الله تعالى أن يستمر الدور العسكري في موريتانيا في حماية الدستور والحفاظ عليه، وأن لا يغريهم شيء بالقفز على السلطة لكي تظل السلطة سلطة مدنية مختارة من الشعب الموريتاني، ويبقى الجيش حاميا للدستور في خدمة الديمقراطية لأنه لاشك أنه حين تنعقد المؤتمرات العامة للأحزاب بدون خوف ولا تضييق فهذه حالة إبداعية سوف تنقل موريتانيا بإذن الله تعالى إلى مستوى مهم من التقدم والرفاهية.

الأخبار :

و التيار الإسلامي؟.

أبو الفتوح :

الدور الإسلامي مهم وأصيل والشعب الموريتاني كله معروف بتشبثه بمرجعيته الإسلامية وحفاظه على ثوابته والحركة الإسلامية هي رمز للتعبير عن هذا التوجه دون أن يعني ذلك أنها تحتكر ذلك التوجه وإنما تعبر عنه بصيغة رمزية.

الأخبار :

ما هو موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من
  - ولاية المرأة ؟

أبو الفتوح :

الإسلام أعطى للمرأة حقوقا متساوية مع الرجل في مجالات كثيرة ومتعددة، لكن يجب أن ندرك خصائص المرأة الفيسيولوجية للمرأة، وعموما هذه مسألة مجتمعية يجب أن نترك للمجتمع وضع الخيارات فإذا ما وقعت حالة استثنائية كما هي حالة تاتشر المرأة الحديدية، التي استطاعت قيادة وطنها، وعموما فإن مصادرة حق المرأة في تولي المناصب يمثل تضييقا لواسع ومصادرة لحق، لكن للواقع هو الآخر خياراته، فنحن مثلا لم نشاهد أن تولت امرأة رئاسة أمريكا رغم أنه لا مانع من ذلك، لكن الأمر يظل خيارا مجتمعيا يقدره المجتمع، وفي الحالات الاستثنائية فإن المجتمعات بوعيها وثقافتها تحدد الموقف ففي باكستان لما رشح شخص مستبد في مواجهة امرأة لم يجد الشعب الباكستاني بدا من انتخاب تلك السيدة فكان الخيار بين الرجل المستبد والمرأة الديمقراطية
وبالتالي إغلاق الباب مطلقا ليس واردا وإنما يترك الأمر للمجتمع، وإذا وجدنا رجلا كفؤا في مواجهة امرأة كفؤ هي الآخر فأنا سأختار الرجل رحمة بالمرأة، لكنني سأختارها عندما تواجه رجلا مستبدا أو غير أهل لتولي المسؤولية.

- ولاية غير المسلم؟

أبو الفتوح :

هذه مسألة غير متصورة أصلا وطرحها يجافي الواقع فأمريكا نفسها لم تتحمل رئيس كيندي لأنه مخالف للأمريكان في المذهب وليس في الدين، بالتالي لا يمكن مثلا أن يختار في موريتانيا أو في مصر رئيس غير مسلم في بلد يمثل المسلمون فيه الغالبية العظمى ولا يعني هذا أنه ليس كفؤا ولكن رمز الرئاسة يعبر عن المكنون العام للأمة وبالتالي هذه قضية غير مطروحة وجدل غير واقعي يراد منه شغل الأمة عن قضاياها الكبرى في الحرية والعدالة والتنمية، والأزمة الحالية في: هل اختار الشعب رئيسه؟ وليس هل هذا الرئيس مسلم أو مسيحي أو رجل أو امرأة ؟

الأخبار :

إذا افترضنا أن الشعب الموريتاني قطع شوطا في طريق الديمقراطية ، وطلب منكم تحديد الأولية الموالية بما تنصحونه؟

عبد المنعم أبو الفتوح:
الحرية أولوية أولى وهي أساس التقدم والأولوية الثانية هي العدالة .. والثالثة هي التنمية، وهذه هي الأولويات التي يهتم بها كل مواطن وهي مرتكزة على فهمنا الراقي للإسلام.


الأخبار :

شكرا لكم


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!