التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:07:28 غرينتش


تاريخ الإضافة : 07.07.2012 12:30:03

رسالة للأسرة الرياضية بموريتانيا

إخوتي وأخواتي .. أعضاء الأسرة الكروية الكريمة..

يطيب لي -ونحن نودع الموسم الكروي الحالي- أن أتوجه إليكم جميعاً بأصدق التهاني على ما حققناه معاً من إنجازات وما قمنا به من عمل طوال الأشهر الماضية.

وإذ أبدي سعادتي البالغة بالمستوى المتقدم الذي استطعنا تحقيقه في هذه الفترة الوجيزة خلال أول موسم من مأموريتنا، فإنني أسدي الشكر الجزيل لكل أبناء وأعضاء الأسرة الكروية الوطنية، لما قدموه من إسهامات معتبرة في سبيل بناء وتطوير كرتنا، وأخص بالذكر هنا رؤساء الأندية الوطنية ومسؤوليها وإدارييها، ورئيس وأعضاء الرابطة الوطنية لكرة القدم، والقائمين على المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها.

كما لا يسعني إلا أن أعرب عن امتنانا الخالص لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يعتبر الداعم الأول لكرة القدم في بلادنا على ما منحه لنا من رعاية ودعم خلال الفترة الماضية، والشكر موصول لحكومة معالي الوزير الأول الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، كما الشكر الجزيل بشكل خاص للوزارة الوصية، وكافة شركائنا الآخرين.

إخوتي وأخواتي

لقد استطعنا خلال هذا الموسم أن نضع أسساً ودعائم قوية يمكن لكرتنا أن تنبني عليها بأصل ثابت يمنحها قابلية التطور والنمو، وهكذا سارعنا منذ اليوم الأول إلى العمل على تهيئة الأرضية لتكون ملائمة لتنفيذ ما نحمله من برامج ومخططات تهدف إلى إصلاح واقع كرتنا وبنائها وتطويرها.

وفي هذا الإطار قمنا بتجهيز مقر الاتحادية ودعمه بكافة وسائل العمل اللوجستية والفنية ليشكل خلية عمل دائمة، كما قنا بالشيء نفسه بالنسبة لمقر الرابطة الوطنية لكرة القدم التي استحدثناها مع بداية الموسم لتنظيم المسابقات الوطنية بطريقة أقرب إلى الاحترافية.

وقد سعينا خلال هذا الموسم إلى ترسيخ مبدأ المشاركة الفاعلة لمنتخباتنا الوطنية في كافة المحافل الدولية، انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن التقوقع على الذات لا يمكن أن يزيدنا إلا بعداً وتخلفاً عن الركب، أما المشاركة والاحتكاك بالآخرين فهما وحدهما السبيل السالك -في نظرنا- إلى النجاح ومسايرة ركب الدول المتقدمة في مجال كرة القدم.
وانطلاقاً من هذه الرؤية؛ تم القيام بالعديد من الخطوات المهمة، كما تم تحقيق العديد من الإجراءات الإصلاحية والبنائية التي ترمي في محصلتها إلى الرفع من مستوى كرتنا بشكل عام، ما سينعكس –بالضرورة- بشكل إيجابي على منتخبنا الوطني الذي يعتبر في عالم اليوم أحد أبرز رموز السيادة إلى جانب العلم والنشيد الوطنيين.

وها أنتم ترون اليوم على أرض الواقع بعض الإجراءات التي قمنا بإنجازها خلال الموسم المختتم للتو، ومنها على سبيل المثال:

• مراجعة صيغة المسابقات الوطنية؛ حيث رفعنا عدد أندية الدرجة الأولى من 9 إلى 14 فريقاً (نصفها في العاصمة نواكشوط ونصفها من ولايات الداخل)، وعددَ أندية الدرجة الثانية من 14 إلى أكثر من 32 فريقاً (16 في نوتكشوط و16 موزعة بين الولايات الداخلية.

ولم تسجل أية حالة انسحاب، كما لم يحدث أي خلل أو عرقلة في سير البطولتين حتى نهايتهما.

• إنجاز عدد من الأعمال التي كانت ضرورية في مجال تحسين البنية التحتية مثل ترميم ملعب العاصمة الذي أطلق عليه رسمياً اسم "ملعب شيخا ولد بيديا"، تكريماً لهذا الرجل الذي بذل الكثير من أجل الكرة الوطنية، كما تم تزويد الملعب ذاته بمقاعد مثبته وإنارة حديثة، ومولد كهربائي للحالات الطارئة.

وفي النطاق نفسه، تم بناء الأكاديمية الوطنية لكرة القدم على أسس ومقومات جديدة، وتم تزويدها بأحدث وسائل التكوين والتدريب وفقاً للمعايير الدولية المتبعة في أكاديميات كرة القدم حول العالم.
• تنظيم عدة دورات تكوينية بإشراف خبراء دوليين لصالح مختلف مكونات كرة القدم الوطنية (حكام، مدربين، مراقبي مباريات، وإداريين).

• أما على مستوى المنتخبات الوطنية فقد ثبتنا مبدأ مشاركتها الدولية، واستطعنا أن نحصل من الاتحاد الأفريقي على رفع العقوبة التي كانت تحرم منتخبنا الأول من المشاركة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015، واستعداداً لذلك خاض منتخبنا الأول خمس مباريات ودية خارج بلادنا، والعمل جارٍ حالياً على تنسيق مباراة دولية ودية في نواكشوط.

في حين تم تشكيل منتخبين للناشئين والشباب، وتم إعدادهما وتجهيزهما بكل وسائل العمل الضرورية، وقد شارك هذان المنتخبان مرات عديدة في دورات ودية خارج البلاد حققا خلالها نتائج مشرفة بالفوز على منتخبات قوية في عقر دارها وأمام جماهيرها، وهما اليوم فخر كرتنا الوطنية الذي يبشر بمستقبل واعد إن شاء الله، مع التنويه إلى أن منتخبي الشباب والناشئين يشاركان حالياً في كأسي العرب لهاتين الفئتين في الأردن وتونس، على التوالي.

• توقيع عقد شراكة لرعاية كرة القدم الوطنية؛ هو الأول من نوعه في بلادنا، بين الاتحادية وشركة "موريتل" ولا يسعنا بالمناسبة أن نجدد شكرنا لإدارة هذه الشركة الرائدة في مجال الاتصال على هذه الشراكة معنا.

• إنشاء موقع ألكتروني رسمي للاتحادية باللغتين العربية والفرنسية، وهو الأداة الإعلامية التي شكلت مصدراً أساسياً لأخبار كرتنا الوطنية تعتمد عليه العديد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

إخوتي وأخواتي
إن ما سردناه آنفاً من إنجازات، وما قيم به من عمل حتى الآن في الموسم الأول من مأموريتنا، ليس إلا البداية الفعلية لمسيرة طويلة وشاقة؛ مليئة بالعمل والجد والمثابرة، وفقاً لبنود البرنامج الانتخابي الذي آلينا على أنفسنا عهداً بتطبيقه كاملاً، للوصول بكرتنا الوطنية إلى مستوى العالمية الذي ننشده.

وفي الأخير؛ فإنني أهنئ الجميع مرة أخرى على نجاح هذا الموسم الذي شكل نهائي الكأس مسك ختام له، متمنياً لجميع أفراد العائلة الكروية الكبيرة موسماً مقبلاً أكثر ألقاً وأكبر نجاحاً وأوسع مشاركة إن شاء الله.

وكما كنت أؤكد دائماً، وانطلاقاً من قناعة راسخة، فإن خمول كرة القدم الذي عانينا منه طويلاً ليس قدراً محتوماً، بل هو داء يمكننا التخلص منه إذا تحلينا بروح الانضباط والالتزام والتسامح والإنصاف؛ كل من موقعه، في وثبة وطنية جامعة، هدفها الأوحد إخراج كرتنا من وضعيتها المزرية، إلى مستوى يمكنها من مضاهاة مثيلاتها في شبه المنطقة والقارة والعالم.

ودافعنا في ذلك أن إيماننا قوي بأن لدينا كماً هائلاً من المهارات البدنية والرياضية والفكرية، ومن الأكيد أنه بدعم الدولة من خلال مبادئها التوجيهية وسياساتها العامة اتجاه الشباب ودعمها اللوجستي والمالي؛ متعدد الأوجه، وانخراط أسرة كرة القدم الوطنية بكامل أطيافها، ومساهمة الرعاية والتعاون الدولي والحكم الرشيد الذي ننهجه، فإن كرة القدم ستشهد النهضة المأمولة.

مع تمنياتي لكم بالتوفيق خلال الموسم القادم.

أحمد ولد يحي
رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!