التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:07:27 غرينتش


تاريخ الإضافة : 14.07.2012 14:26:13

المستقلة للتعليم الثانوي: رهن التعليم للاعتبارات السياسية المحلية تسبب في تراجعه


بسم الله الرحمن الرحيم
النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي
ولاية الترارزة

رؤية تربوية ونقابية حول التعليم في ولاية الترارزة
في ظروف ملؤها الاضطراب والحيرة، وضعف التحضير والارتباك قررت السلطات الوصية والقائمون على حقل التعليم في ولاية الترارزة، تنظيم الأيام التشاورية، لمنتديات التعليم، وهي فرصة نادرة تستحق التشجيع وتستوجب من الجميع المشاركة، لو لم تجعل الإدارة المشرفة على هذه الأيام من الإقصاء إطارا ضاغطا لهذه الأيام ومن المحسوبية والمكافأة والزبونية، معيار أوحد للمشاركة في هذه الأيام التي يريد منها الشعب أن تفتح له نافذة كبيرة نحو التقدم وطريقا نحو النهوض العلمي والثقافي.
إن هذه الأيام للأسف الشديد تأتي في نهاية أسوء عام دراسي على الإطلاق عل مستوى الوطن بشكل عام أو على مستوى الولاية التي راكمت للأسف الشديد هذه السنة نسبة نجاح ضئيلة جدا على مستوى الباكلوريا، والامتحانات الفصلية والنهائية.
ونحن – أعضاء الأسرة التربوية المغيبين عن هذه الأيام – إيمانا منا بواجبنا في المشاركة الفاعلة في كل ما من شأنه النهوض بالتعليم واستشعارا للمسؤولية الكبيرة في إبلاغ صوت الحق،والرؤية التربوية الناضجة.
على المستوى الإدراي
1- ارتباك الأداء الإداري إلى أبعد الحدود وتحويله لاحقا إلى سوق للمحسوبية والمحاصصة السياسية، واعتماد لوبيات قبلية وجهوية تتحكم بشكل كبير في أداء المؤسسة الإدارية المشرفة على التعليم في الولاية.
2- اعتماد القرابة والزبونية في التحويلات والتنقيط وتوزيع المهام، وتحويل إدارات الدروس والرقابة العامة إلى رشاوى ومكافآت لمن يظهر مزيدا من التملق لأصحاب النفوذ.
3- رهن القضية التعليمية للاعتبارات السياسية المحلية في الولاية، وإشراك السياسيين في تسيير الشأن التعليمي (الضغط على الأستاذ، والمعلمين)
4- النقص المتزايد والدائم لميزانيات التسيير في المؤسسات الإعدادية والثانوية، وحتى بالنسبة للإدارة الجهوية، إضافة إلى احتمال إساءة تسيير القليل المتبقي.
5- استخدام الوسائل البدائية في ممارسة الإدارة، بعيدا عن وسائل العصر وإمكانياته المتزايدة.
6- الاحتقار الدائم للأستاذ والمعلم وتوجيه العبارات النابية بشكل دائم إليهم، والتعامل السلبي مع قضاياهم العادلة.
7- الضعف الشديد في عمل المفتشية ومفتشيات المقاطعة، وتحويلها بشكل دائم إلى مزاكز قاتلة للإبداع التربوي، تكتفي بتقارير باهتة، عن الافتتاح والاختتام

على مستوى المؤسسات والبنى التحتية
- لا تزال المؤسسات التعليمية في الولاية أقل من حجم الإقبال الغفير من الطلاب والتلاميذ ولا تزال مئات الأسر ترحل بأبنائها سنويا إلى عاصمة الولاية أو مدن أخرى من أجل تمكينهم من الحصول على الدراسة، ويعني هذا الخيار حرمان أبناء الأسر العاجزة عن التنقل من مواصلة التعليم.
- وجود مبان تعليمية تشكل خطرا على حياة الطلاب (روصو مثلا)
- اكتظاظ الفصول 115 في بعض الأقسام، وهو ما يعني استحالة ممارسة العملية التربوية.
- التقصير الكبير في ترميم المؤسسات التربوية العتيقة في الولاية، سواء على مستوى عاصمة الولاية، أو مقاطعاتها، وبدلا من تحويل بعض هذه المؤسسات التي يصل عمر بعضها أكثر من خمسين سنة إلى متاحف أو مؤسسات تربوية فاعلة، فإنها تتحول مع الأيام إلى مزابل ومراكز لتجميع القمامة.

- النقص الشديد في وسائل التعليم (كراسي، طباشير، وسائل إيضاح، مذكرات، مكتبات، مخابر) لقد اكتفت المؤسسات التربوية في الولاية من كل ذلك بأستاذ مهمش وقسم آيل للسقوط وكرسي يتزاحم عليها 6 طلاب.
على المستوى التربوي والثقافي
- غني عن القول إن المنظومة التربوية في موريتانيا هي كل موحد، لكن هذا الكل لم يراع في أغلب الأحيان الخصوصيات الثقافية التي تمثلها ولاية الترارزة باعتبارها إحدى ولايات التنوع السكاني، فلا يزال المعطى الثقافي الذي يمثل الجميع غائبا في الكتاب المدرسي.

- غياب رياض الأطفال التي تؤسس لمرحلة ما قبل التعليم المدرسي وتسهم في الرفع من مستويات التلاميذ.

- غياب التكوين التربوي لصالح المدرسين، إضافة إلى المتابعة والتقييم والإشراف التربوي المناسب القادر على الرفع من قدرات المدرسين في مختلف مستويات التعليم.

- رغم تفاني الأطر التربوية والمدرسين في أداء مهامهم في ظروف غير مساعدة على المستوى المادي والمعنوي لا يمكن أيضا تسجيل تقصير بعض الأساتذة والمدرسين في التحضير والإعداد وفي الشرح، وظهور بعض الممارسات القليلة التي لا تخدم الجو التربوي.

- غياب الأيام التربوية الفصلية التي تسعى إلى رفد الممارسة التدريسية بقيم جديدة، ترفع من مستويات المدرسين والتلاميذ.

- الغياب التام للمناشط الثقافية في المؤسسات التعليمية على مستوى الولاية، ومحاصرة الأنشطة القليلة التي يقوم بها الطلاب من خلال الضغط عليهم وعلى وذويهم واتهامهم بالتسيس.

- ضعف الاهتمام بالرياضة بمختلف أساليبها في المؤسسات التربوية، وهو ما يعني دائما التقصير في صناعة التميز الذي يقوم على قاعدة (العقل السليم في الجسم السليم)

- غياب الرعاية النفسية للتلاميذ، فلا يزال مطلب وجود " خبير نفسي على مستوى المؤسسات التعليمية" مطلبا خياليا بالنسبة للقائمين على الشأن التربوي.

- غياب مناشط الإعلام المدرسي بشقها اليدوي الطلاب المحدد في المؤسسات التربوية وشقها الإذاعي الموجه لأكبر كم كبير من المستمعين.,

- التقصير الفج في اكتشاف وتكريم الطلاب المتميزين، إضافة إلى التقصير في كشف المهارات العلمية والذكائية وتوجيهها لخدمة الصالح العام.

- تقصير المؤسسات التربوية، وأطرها (الإدارة، الأساتذة، الآباء) في تشجيع ثقافة الإيجابية التعليمية، وثقافة التطوع (غياب الكشافة، غياب المناشط الخدمية).

- الغياب الدائم والحضور السلبي لمؤسسات آباء التلاميذ وتحولها إلى ذراع سياسي وإداري تابع لا يستطيع القائمون عليه فهم العملية التربوية ولا يسهمون بشكل إيجابي لصالح العملية التربوية بأطرافها المختلفة.

- الضعف الشديد لمؤسسات التعليم المقامة في أحياء المواطنين العائدين من السنغال وعدم مراعاة ظروف أبناء العائدين ومستوياتهم التربوية وضعفهم الشديد في اللغة العربية بشكل خاص.

على المستوى النقابي

- رغم أننا نحيل إلى العرائض المطلبية التي أصدرتها النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي إلا أننا نسجل على مستوى الولاية ملاحظات عديدة أبرزها
- التضييق المتزايد على العمل النقابي فلا تزال المؤسسات التربوية والقائمون عليها مصرين على حرمان النقابيين من
1- مقرات معترف بها داخل المؤسسات التربوية
2- مضايقة الأنشطة النقابية والوشاية أمنيا بالنقابيين.
3- استخدام الضغوط والمال السياسي ضد النقابيين
4- حرمان الأساتذة النقابيين المتميزين من حقوقهم الطبيعية في التكريم
- حرمان الأساتذة لحد الآن من علاوة البعد رغم صعوبة أغلب مراكز العمل في الولاية.
- الحرمان والتسويف المتواصل في ملف سكن الأساتذة، واستخدامه كورقة ضغط يتم تحريكها دائما ضد الأنشطة النقابية.

- على مستوى التلاميذ

- نحن اليوم أمام جيل طلابي من إثنيات مختلفة يتلقى أجزاء كبيرة من تكوينه الثقافي والسيكولوجي والاجتماعي خارج المؤسسات التربوية (البيت – المدرسة – المسجد)، وخصوصا من الانترنت والشارع.

- بالنسبة للترارزة فإن وجودها على الضفة، ومصاقبتها للحدود يحتاج من المؤسسات التربوية مراعاة هذه الظروف، لكن النتيجة عكس ذلك.

- انتشار المسلكيات الشائنة داخل المؤسسات التربوية (التدخين، الملابس المنحرفة، استخدام وسائل التسلية المنحرفة، ولا يفوتنا هنا أن نسجل بإكبار التزام أحد المدريين بإجراءات تربوية صارمة لضبط الأخلاق العامة في مؤسسته إعدادية روصو رقم 1)

- وجود عدد كبير من الطالبات داخل المؤسسات التربوية، وهو ما يتطلب رعاية خاصة ونوعا من التمييز الإيجابي، والمراعاة للظروف المختلفة.

- وجود عدد كبير من التلاميذ من صغار السن، وهو ما يعني ضرورة استثمار الإيجاب لأعمار الزهور التي يسلمها المجتمع إلينا.

- وجود كم كبير من التلاميذ النازحين إلى المدن من أجل الدراسة، وهو ما يتطلب ضرورة الانتشار الكمي للمؤسسات التربوية داخل الولاية.

- وجود كم كبير جدا من التلاميذ لا يتهجون اللغة العربية رغم أنهم في مستويات الإعدادية والثانوية، وهو ما يعني القضاء على أي فرصة للاستفادة من المواد المدرسة بالعربية.

هل إلى حل من سبيل

إن الصورة السلبية التي تقدمت في الأسطر السالفة، ليست رجما بالغيب بل هي حقائق ماثلة يعلم الجميع أنها الحق الذي لا مراء فيه، ونحن إذ نقدم تلك الصورة لنسعى ناصحين إلى أخذها بعين الاعتبار مقترحين بدائل موضوعية تخدم وطننا الذي لم يعد في طاقته مزيد من الإهانة والتلاعب بالمستقبل.
على المستوى الإداري

- التراجع عن الإدارات الجهوية لصالح المجلس الجهوي للتعليم، ونقترح أن تكون مؤسسية تشاركية تمثل كل أطراف المؤسسة التعليمية وتعمل وفق خطط سنوية للإقلاع بالتعليم، حيث تشرف على انسيابية العملية التربوية، وتدفع إلى مزيد من التنافس الإيجابي بين الجميع عكس الشكل الإداري الحالي الذي يكرس البيروقراطية والاستبداد الإداري
- إنشاء مجلس تربوي في كل مؤسسة ثانوية وإعدادية يرأسه المدير وتضم ممثلي الأساتذة والتلاميذ وآباء التلاميذ والمجلس الجهوي للتعليم.
- رفد المؤسسات العليا المشرفة على التعليم في التررازة بوسائل جديدة، وخصوصا على مستوى التقنيات والسيارات والوسائل القادرة على التواصل الدائم مع مختلف المؤسسات التربوية.
- وضع معايير جديدة وإيجابية تضبط التحويلات والتكريمات التي يستحقها المدرسون في الولاية.
- الاعتناء بذوي الفقر الشديد من التلاميذ وذوي الحاجات الخاصة، وصرف إعانات اجتماعية لصالحهم.
- اعتماد الإدارة الالكترونية داخل المجلس التربوي والمؤسسات الإدارية والاستغناء قدر الإمكان عن العصر الورقي للإدارة التعليمية
على مستوى المؤسسات والبنى التحتية
- ترميم المؤسسات التربوية الآيلة للسقوط في أغلب مقاطعات الولاية.
- الانتشار الكمي على مستوى المؤسسات التربوية في الولاية
- إعادة التوزيع العادل للمؤسسات التربوية بحيث تسهم في تثبيت السكان في أماكنهم الأصلية والإسهام في تخفيف الأعباء المادية على التلاميذ.
- الاعتناء بالجانب الجمالي في المؤسسات التربوية والرعاية الصحية خدمة لأجيال المستقبل.
- بناء مصليات أو مساجد داخل المؤسسات التربوية.
- إقامة مكتبات وصالات للعروض وساحات رياضية داخل المؤسسات التربوية.
-
- على المستوى التربوي
- توفير وسائل التدريس التربوي المناسب من كتاب مدرسي، ووسائل تقنية للعرض والتثقيف
- توطين ثقافة الإيجابية والانتماء الوطني وترسيخ الوحدة الوطنية، في الدرس التربوي.
- مراعاة التعدد الثقافي والإثني داخل المؤسسات التربوية واكتشاف الوسائل الكفيلة بجعله مصدر ثراء وأخوة لا مجال تناقض وتضاد.
- توفير وسائل الإعداد التربوي للدروس بالنسبة للمدرسين والقائمين على المؤسسة التربوية.
- اعتماد نظام الأيام التربوية الفصلية، دفعا لمزيد من التنافس الإيجابي بين الأساتذة من جهة والمدرسين من جهة، والتلاميذ من جهة
- إقامة مؤسسة تربوية خاصة بالمتميزين من التلاميذ.
- التعاون الإيجابي مع مؤسسات التعليم الأصلي (المحظرة).
- الاعتناء الإيجابي باللغات الوطنية وتنظيم إيام ثقافية للتبادل الثقافي بين التلاميذ في المؤسسات التربوية.
- الاعتناء بالأندية الثقافية للمدرسين والتلاميذ على حد سواء، واعتماد الترخيص التلقائي بما لا يؤثر سلبا على الأنشطة الدراسية.
- الاعتناء بالأداء التربوي القيادي للتلاميذ من خلال (اعتماد برلمانات محلية للتلاميذ)
- رحلات دورية للتلاميذ داخل الولاية لتبادل التجارب إضافة إلى رحلات عبر الولايات أو الدول المجاورة.
- اعتماد مسابقات سنوية في مجالات التميز (الشعر، المقالة، الحفظ، الرياضيات، والمعلوماتية، الرياضة).
- اعتماد نظام اليوم المتواصل في التعليم، والتقيد الكامل بمواقيت التدريس من قبل القائمين على العملية التربوية.
- إنشاء منسقية جهوية تشرف على الامتحانات وتصحيحها، مع النشر الالكتروني للنتائج بالنسبة التفصيلية.
على المستوى النقابي
- التشاور الدائم مع النقابات التعليمية والاستجابة الفورية للمطالب المحلية لمدرسي ولاية الترارزة.
- تفعيل الوسائل النقابية على مستوى الولاية، ومنح مقرات نقابية لصالح النقابات الفاعلة في الولاية.

خاتمة

- إخواننا المدرسين والإداريين والتربويين المشاركين في المنتديات الجهوية للتعليم في ولاية الترارزة، إن وجودكم اليوم – اختيارا أو اضطرارا- على الجبهة الأمامية للتفكير في مستقبل البلد مستقبل التعليم يفرض عليكم كثيرا من النصح لله والوطن والأمة وعامة المسلمين لما يمثله نقاشكم – إن سار وفق قاعدة البحث عن المصلحة والصواب – من تأسيس فاعل للمستقبل الذي نسعى إليه ونعلم أنه يصنع في مناجم الحاضر.
ولقد أبينا – بعد أن أبت الإدارة إلا أن تضع جدرانا سميكة ضد من يحاول إصلاح التعليم في هذا البلج – إلا أن نشاركم عبر هذه الورقة التي نأمل أن تنير نقاشكم وأن تؤكد أن الأسرة التربوية أقل من أن تقصى وأكبر من أن تسكت على الإقصاء.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!