التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:02:41 غرينتش


تاريخ الإضافة : 05.08.2012 13:38:44

صفقة محطة نواكشوط الكهربائية الكبرى.. مغالطات وغموض

يبدو أن عملية منح صفقة المحطة الكهربائية الكبرى بطاقة 120 ميغاواط، التي سيتم بناؤها في نواكشوط، تتحول إلى لعبة غميضة. صحيح أن المبالغ المرصودة لتشييد محطة كهربائية من النوع الثنائي، الذي يتم تشغيله بوقود الفيول أولا ثم بالغاز الطبيعي، جد معتبرة وتثير الكثير من الشهية، لذا تقدمت خمس شركات دولية كبرى للتنافس على هذه الصفقة. وبعد جولة أولى، تعرف بمرحلة التقييم الفني، تم إقصاء شركة OAS البرازيلية؛ ولقيت شركة OHL الإسبانية ـ بكل غرابة ـ نفس المصير. ذلك أن هذه الشركة، المصنفة في المرتبة 21 ضمن 225 شركة منتجة للطاقة عبر العالم، حققت رقم أعمال بلغ 4869 مليون يورو سنة 2011، بعيدا أمام جميع منافساتها على هذه الصفقة. وفضلا عن ذلك فإن لدى OHL إمكانية أن توفر لزبنائها في مجال الطاقة أفضل الحلول المالية التي تناسب مشاريعهم الخاصة، كما بينت ذلك في عرضها. ومع ذلك لم يعلل إقصاؤهما بأي مبرر من اللجنة. لكن المفاجآت لا تنتهي عند هذا الحد.

بعد هذا الانحراف الأول، تم الانتقال إلى التقييم المالي. وخلال هذه المرحلة، إذا تم احترام القواعد، يتم فتح العروض المالية وتمنح الصفقة للشركة الأقل عرضا من بين تلك المؤهلة فنيا. وقد جاءت العروض المالية كما يلي: China National Machinerie الصينية، 139 مليون دولار؛ TSK الإسبانية، 125,8 مليون دولار و Wartsila الفرنسية، 153,8 مليون يورو. هذه الأخيرة، المتخصصة في بناء المحطات الكهربائية، نادرا ما تشارك في مناقصة. فهل تلقت ضمانات بأن هذه الصفقة ستؤول إليها؟ ومن الجدير الإشارة إلى أن لا أحد لديه فكرة عن من يمثلها في موريتانيا؛ فهناك أسرار محكمة الكتمان. الصينيون يمثلهم عبد الله ولد إياها وTSK تمثلها مجموعة عزيزى ولد الما مي. هذا مع العلم أنه، قبل أيام، كادت الصفقة ترسو على شركة Wartsila، مما أثار بعض الامتعاض. ذلك أن من غير الممكن تصور منح صفقة للشركة صاحبة العرض الأغلى بحج أن مولداتها ستنتج من الكهرباء أزيد بقليل من الأخريات بنفس كمية الوقود. وتمكن شركة "سوملك" من أن تقتصد على مدى 20 سنة حجة واهية حين نعلم أن المحطة لن تعمل بمصدر الطاقة هذا لأكثر من سنتين، حيث ستنتقل إلى الغاز الطبيعي.
أسئلة عديد باتت مطروحة بإلحاح: لماذا يتم إقصاء الصينيين فور فتح العروض المالية، مع أنهم ـ وبفارق كبير ـ قدموا العرض الأرخص؟ وإذا كان إقصاؤهم تم لسبب وجيه، فلماذا لايتم اعتماد صاحب المرتبة الثانية، أي شركة TSK ؟ كيف يتم الضرب عرض الحائط بفارق يصل إلى 30 مليون يورو بين عرض هذه الأخيرة وعرض Wartsila؟
إن موريتانيا الجديدة لم تزل تفاجئنا حقا.


-------------
أسبوعية القلم الصادرة بالفرنسية


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!