التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:03:10 غرينتش


تاريخ الإضافة : 2007-09-03 22:45:00

ختو: الحوار يجب أن يتخذ من القانون المرجعية التي تحكم العلاقات

أشريفة بنت بحام ولد محمد لغظف

أشريفة بنت بحام ولد محمد لغظف

المجتمع المدني الموريتاني مولود حديث النشأة نما وترعرع في جو يفتقر للديمقراطية الحقيقة وتعصف به ريح الاستبداد العقيمة مكرسة فيه عللا وأدواء الانقسامية السيزيفية ورغم الآمال التي حملتها رياح الديمقراطية والحريات "الانتقالية" لم يعرف المجتمع المدني العافية من توظيف سياسي سلطوي أو نفعي هكذا علق صحفي ناشط في المجتمع المدني متأسفا لواقعه المأزوم.

وكالة "الأخبار" المستقلة التي واكبت مؤخرا التطورات الأخيرة في الملف سعت من خلال مكتبها في نواكشوط إلى استنطاق الفاعلين فكان هذا اللقاء بالسيدة "الأولى" لمنتدى المجتمع المدني أشريفة بنت بحام ولد محمد لغظف الملقبة "ختو" وهي تنتمي لأسرة موريتانية عريقة في العمل السياسي والتي ترأس "منظمة نجمة الصحراء" وتعتز بأنها تتحدث ثلاث لغات باقتدار لكن في تواضع شاركت في العديد من الملتقيات الدولية.
وهي عضو بالمنظمة العربية للمجتمع المدني والمنظمة الإفريقية لحقوق الإنسان مارست العمل السياسي ناشطة في الحزب الجمهوري حينا وفي المعارضة حينا آخر تعتبر أنها اعتزلت العمل السياسي مع مطلع القرن الجديد 2002مركزة نشاطها في مجال العمل الطوعي اختيرت في أغشت 2006على رأس منتدى المجتمع المدني التقتها "الأخبار" فكان الحوار التالي:

الأخبار: كيف بدأت قصة الخلافات داخل منتدى المجتمع المدني وما هي أسبابها؟

السيدة أشريفة بنت محمد لقظف الملقبة ختو رئيسة منتدى المجتمع المدني: لا أعتقد أن هناك خلافات تذكر، خاصة إذا ما ابتعدنا عن تسييس الموضوع، كلما في الأمر أن هناك مجموعة كانت تعتزم منافستنا -وهذه خطوة ديمقراطية نرحب بها- وعندما اتضح لهذه المجموعة أنها لا تملك العدد الكافي؛ حتى لتقديم لائحتها الانتخابية (28عضوا)، بدأت تختلق صراعات وتعزف على وتيرة العناصر الغائبة التي لم تستوف الشروط التي تسمح بوجود أسمائها على اللائحة الانتخابية، هذه العناصر التي اتصلت بنا غالبيتها، وعبرت عن دعمها لنا ورفضها لتدخل الحكومة في أنشطة المجتمع المدني التي هي أنشطة داخلية ذات طابع غير حكومي. لقد قمنا – فور انتهاء الفترة القانونية المحددة في النصوص القانونية لمجلس الإدارة – بإبلاغ كافة المنخرطين بضرورة دفع اشتراكاتهم الرمزية، حتى يصبح لهم الحق القانوني في التصويت، وتم ذلك عبر الإعلام المرئي والمسموع.

واستجابة لرغبة البعض، وحتى نعطي الفرصة الكافية للجميع، قمنا بالتأجيل، وأصدرنا بلاغا عبر وسائل الإعلام من جديد، وانتهت المدة، وقمنا بالتأجيل من جديد عبر بلاغ تم نشره أيضا عبر وسائل الإعلام، وبعد نهاية المدة قمنا بتأجيل أخير، قبل أن نتخذ قرارنا بإجراء الانتخابات في الثاني من سبتمبر 2007، وكانت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، قبل أن يلجأ خصومنا إلى العمل على عرقلة الانتخابات، وهي حيل طالما هددونا بأنهم سيلجئون إليها من خلال تسييس الموضوع، لعرقلة مسيرة المنتدى، وهكذا عملوا على تحويل المنافسة الشريفة إلى صراع للتشويش على قطار المجتمع المدني، لكننا سنكون لهم بالمرصاد إن شاء الله.

الأخبار: اتهمتم الحكومة بالتسييس والتدخل فيما لا يعنيها، ما هو ردكم على من يعتبركم ضمن المعارضة السياسية؟

أشريفة منت محمد لغظف : الحكومة هي من حاول تسييس القضية، واختار التدخل في شأن لا يعنيه، فالوزارة صلتها بنا على مستوى العلاقة وليست على شكل وصاية، لأننا نتكون من تجمعات وهيئات غير حكومية، وعملها يشبه العمل النقابي، وليس هناك أي مسوغ قانوني للوزارة حتى تقوم باستصدار قرار بمنع أنشطتنا التي هي أنشطة داخلية، يكفلها الدستور كعماد رئيسي للحريات العامة المحددة في ديباجته: حق المساواة، الحريات والحقوق الأساسية للإنسان،الحريات الأساسية والحريات النقابية، وفي المادة 10 يضمن الدستور:حرية الرأي وحرية التفكير،حرية التعبير، حرية الاجتماع، حرية إنشاء الجمعيات وحرية الانخراط في أية منظمة سياسية ونقابية يختارونها، وفي الأخير، تقول نفس المادة: "لا تقيد الحرية إلا بالقانون"، فأين هو القانون الذي يحد من هذه الحريات؟

أما بشأن الإدعاء بأننا من ضمن المعارضة، فهذا هراء وهو مجرد ذرائع يقصد بها الإساءة إلى المجتمع المدني، فأنا أتحدى أي إنسان أن يقدم لي برهان على انخراطي في أي حزب سياسي منذ سنوات، رغم أن هذا أيضا حق يكفله الدستور، لكنني لم أمارس هذا الحق على الإطلاق بشكل يتناقض مع عملي كناشطة في المجتمع المدني منذ عدة سنوات.

الأخبار: المجتمع المدني الموريتاني هو في الحقيقة برأي البعض أسماء وآليات استجداء كيف تردون؟

أشريفة منت محمد لغظف : لقد مر المجتمع المدني بظروف صعبة، ساهمت في خلقها عدة عوامل من بينها عامل الأنظمة السياسية القائمة التي لم تتبع معايير واضحة على أساسها يتم الترخيص لهذا التنظيم أو ذاك.
ومع ذلك، فقد حاولنا انتشاله من هذه الوضعية وتحويله إلى طرف فاعل في مسيرة التنمية الوطنية، وقد تمكنت عدة تنظيمات من تقديم خدمات جليلة إلى المواطنين، فأقامت المستشفيات والمدارس وتمكنت من توفير المياه وتقديم المعونات الغذائية والحصول على تمويل بعض المشاريع الصغيرة لصالح المواطنين، وقد أنجز منتدانا أنشطة كثيرة في مجالات التكوين والتأطير، وقام بتنفيذ مشروع لمراقبة الانتخابات؛ ممول من طرف الأمم المتحدة، شاركت فيه مختلف تنظيمات المجتمع المدني، كما كان له حضور لافت في مدينة الطينطان التي سيّر إليها قافلة من المساعدات، وقد تمت تغطية هذا النشاط من كافة وسائل الإعلام الرسمية.

كما أن الصعوبات التي عانت منها المنظمات غير الحكومية، تنسحب على الوضع عموما، فهناك صحف مجرد تراخيص وهناك أحزاب كذلك، لكن يبقى الهدف الأسمى الذي ينبغي أن يكون مبرر وجود هذه التنظيمات، هو العمل التطوعي والاستشاري؛ ومد يد المساعدة إلى الجميع والمشاركة الفعالة في عملية التنمية.

الأخبار: كيف ستقومون بإضفاء الشرعية على نتائج مؤتمركم، علما أنه لا يمثل المنظمات بالإجماع؟

أشريفة منت محمد لغظف : لسنا بحاجة إلى إضفاء الشرعية، فمؤتمرنا كان شرعيا، وتم فيه انتخاب مجلس الإدارة الذي زودناكم بلائحته، وقد حصلنا على غالبية الأصوات المستوفية لشروط الانتخاب، والواردة في المادتان 10 و36 من النظام الأساسي والمادتان 10 و51 من النظام الداخلي، الذي أشرف خصومنا بأنفسهم على إنجازه، وتنص هذه المواد على ما يلي: * يفقد الشخص العضوية، عندما لا يسدد المساهمة المستحقة لفترتين (م 10) من النظام الأساسي.

* لا يعتبر مصوتا أو له الحق في التصويت إلا أعضاء الجمعية الذين سددوا مساهماتهم 15 يوما على الأقل قبل انعقاد الجمعية (م 36) من النظام الأساسي.

* إن تأخر المساهمة لا ينبغي أن يتجاوز 30 يوما، وفي هذه الحالة، فإن المعني يشطب من اللائحة (م 10) من النظام الداخلي. ولا أعتقد أن من العدالة أن تعرقل مسيرتنا لمجرد وجود عناصر غالبيتها غير مهتمة أصلا باستشارة، تهدف في الأساس بالنسبة لهم إلى تجديد مجلس الإدارة، وهي لا تحرمه من أي من الحقوق التي يستفيد منها بانتسابه إلى المنتدى إلا حق واحد وهو حق الانتخاب.

الأخبار: هل ستشاركون في المؤتمر الذي ستعقده الحكومة خلال الفترة القادمة.. وهل ستحاورونها وبقية المنظمات حول مستقبل العمل المدني؟

أشريفة منت محمد لغظف : لا أعتقد أن الحكومة ستعقد أي مؤتمر للمجتمع المدني، لأن ذلك لا يخوله لها القانون المنظم لهذه التجمعات بوصفها هيئات غير حكومية، فالحكومة ارتكبت خطأ بهذا الإجراء الذي اتخذ في نهاية الأسبوع الماضي أي حوالي الساعة 12 من يوم الجمعة، وأصرت عليه بشكل يسيء إلى الديمقراطية الموريتانية، حيث نقلت وسائل الإعلام صور وحدات الشرطة وهي تجول وتصول في مقر تنظيم غير حكومي، يشكل احترامه علامة نضج الديمقراطية، كما أن انتهاك حرمته يعتبر أمرا مخجلا تماما. أما بالنسبة للحوار، فنحن هيئة ديمقراطية، تؤمن بالحوار بوصفه الوسيلة الأنجع لحل أي خلاف، بعيدا عن الضغط والإكراه، لكننا نؤمن كذلك بأن الحوار يجب أن يتخذ من القانون المرجعية الوحيدة التي تحكم العلاقة بيننا مع أي جهة كانت، وما دامت غاياتنا نبيلة وأهدافنا سامية، فلن نختلف مع من يتقاطع معنا في هذه الأهداف.

الأخبار: هل لديكم أرقاما دقيقة حول الدور التنموي الذي تؤديه منظمات المجتمع المدني في البلاد؟

أشريفة منت محمد لغظف : كما تعلمون، فتجربة المجتمع المدني في بلادنا لا تزال حديثة، كما أنه لم ينتظم بعد بشكل يجعله يؤرشف أنشطته بشكل منظم ومنسق، خصوصا وأن العلائق التي تربطه لا تزال تتأثر بخصوصيات ومجالات تدخل كل تنظيم على حدة، ومع ذلك، فقد كان له حضور بارز في معظم مناطق البلاد، وقدم إسهامات كبيرة في مجال التنمية، فكانت تدخلاته جيدة في مجال الزراعة (خاصة، التحسين الوراثي والمكننة والتقانات الحديثة والتكوين والإرشاد) والبيئة من خلال الإسهام في (حماية الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض ومكافحة التصحر والتشجير)، وكذلك في مجالات الصحة (حملات التوعية الصحية، مكافحة السيدا، مكافحة الملاريا ) وفي المجال الاجتماعي (العناية بالطفل، إعالة الأسر، دمج المطلقات، تمدرس البنات، محو الأمية) وفي السياسة (مراقبة الانتخابات، التعبئة للتصويت على الدستور الخ) إلى غير ذلك من الإسهامات المشهودة للمجتمع المدني، رغم صعوبة الظروف التي يعمل فيها، ورغم شح إسهامات الشركاء ومشاركة الجهات الرسمية.

الأخبار: هل لديكم إستراتيجية عمل خلال السنوات القادمة، وما هي أولوياتها:

أشريفة منت محمد لغظف : نعم لدينا استراتيجيه عمل، تتماشى ومتطلبات التنمية في بلادنا، فثالوث الجهل والفقر والمرض لا يزال شبحا مخيفا في بلادنا، وبالتالي، فإن برامجنا وخططنا؛ تستهدف من بين أهم أولوياتها القضاء على هذا الثالوث، من خلال حرصنا على تجذير علاقاتنا بالشركاء، كما أننا نعتزم تقوية وتفعيل آليات الرقابة والمتابعة والتقييم، حتى نتمكن من ضبط ومعرفة وأرشفة إسهامات المجتمع المدني في عملية التنمية، ومعرفة التطور الذي تشهده خلال كل سنة.

الأخبار: كيف ستعالجون أثر الخلافات الحالية على العلاقة مع الشركاء الأجانب؟

أشريفة منت محمد لغظف : لا شك أن من بين الأهداف التي قصدها خصومنا للأسف هو تشويه هذه العلاقة، لكننا على ثقة من أن الحق دائما ينتصر، وأن حبل الكذب - كما يقول المثل - قصير، فالبقاء لما ينفع الناس، ونحن على ثقة من قدرتنا على تحجيم وتفنيد كل الحيل والأكاذيب التي روجها هؤلاء، ونحن مصرون كذلك، على دفع عجلة المجتمع المدني إلى الأمام بخطوات واثقة، تبرهن على صدق أهدافنا ونبل رسالتنا.

الأخبار: هل من كلمة أخيرة:

أشكركم، فقد كان موقعكم دائما سباقا للإنصاف والموضوعية في نقله للخبر.
وكالة "الأخبار" المستقلة: شكرا جزيلا لكم


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!