التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:06:20 غرينتش


تاريخ الإضافة : 23.10.2012 11:34:57

!!..تخاريف سياسية

سيدي محمد ولد ابه

سيدي محمد ولد ابه

كان المشهد طبيعيا عشية الـ13 من اكتوبر الماضي يوم أصيب رئيس الجمهورية بطلق ناري، وظل المشهد طبيعيا كذلك حتى مساء الخميس الـ18 من نفس الشهر، حين انعقد على عجالة اجتماع لمنسقية المعارضة غاب عنه الفاعلون في المشهد
وحضر المفعول بهم..

خرج المجتمعون ببيان مقتضب دعا لتوضيح ملابسات الحادثة، وأعلن أصغر أحزاب المعارضة أن مكتبه التنفيذي في حالة انعقاد دائم، على الرغم من أن نصف أعضاء المكتب انسحب من الحزب قبل أشهر... شيئ مضحك جدا
ومثير للتقزز في آن معا..

في اجتماع لاحق للمنسقية طالب أعضاؤها بتحقيق جدي ونزيه حول ما تعرض له رئيس الجمهورية الذي لا يعترفون بشرعية وجوده أصلا.. فمن أين يمكننا أن نقرأ ما يجري من حولنا..

بعض التسريبات قالت إن خلافات عاصفة كادت تقلتع هذا البناء المتداعي من جذوره، حين أصر بعض الحاضرين على ضرورة إيفاد من يعود ولد عبد العزيز في المستشفى لدواع إنسانية، وهو اعتبره آخرون عميلا مزروعا في المنسقية، التي لن تجد فرصة أفضل من هذه للانقضاض على الرجل المريض..

المؤكد أن إصرار المعارضة على التحقيق وعرض تقرير الطبيب على الإعلام إنما هي محاولة تصب في صالح هذا الرأي الأخير، ولعل تشكيكها في الروايات المتداولة على نطاق واسع ينبئ عن سوء نية مبيتة، ويحمل في طياته أماني بنهاية سياسية للرجل الذي أعياهم السير في ركب الداعين لرحيله..

ومن البديهي القول هنا إن المعارضة تريد باختصار الإعلان عن عجز الرئيس عن ممارسة مهامه، وفتح الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها.. وتلك واحدة من تخريفات المعارضة.. وحتى إن حصل لهم ما أرادوا فماذا بعد..؟

سيحتدم الصراع بين أطراف المعارضة، وسيلعن بعضهم بعضا، خلال الحملة الانتخابية، وسيحمل كل منهم الآخر وزر هزيمتهم المدوية في الانتخابات..

والنتيجة عودة صخرة سيزيف إلى التدحرج للمرة العاشرة، والتباكي على مصالح الشعب، والتنديد بارتفاع الأسعار، والدعوة من جديد لرحيل النظام، دون أن تكون لديهم القدرة على تجسيد هذا المطلب" الجماهيري".

أحيانا تقتضي الشجاعة الاعتراف بالهزيمة، وهذا ما تفتقر إليه المعارضة الموريتانية المنادية بإسقاط النظام، والتي تتوسل "النصر" على ولد عبد العزيز من رصاصات أصابت الرجل عن طريق الخطأ، بعد أن فشلت (المعارضة) في إرباك المشهد السياسي والأمني، عير سلسلة الاحتجاجات غير الموفقة منذ قرابة سنة كاملة، عملت فيها على استغلال المباح وغير المباح، وحاولت المتاجرة بقضايا: بيرام، المعهد العالي، قتيل اكجوجت، ولد الغيلاني.. إلخ
ولم تسجل رغم ذلك نقطة واحدة في مرمى النظام الذي طالما سخر – فعلا لا قولا- من هذه التمظهرات الزائفة التي ملأت شوارع العاصمة شهورا ولم تشغل الناس يوما واحدا..

سيدي محمد ولد ابه



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!