الأخبار (نواكشوط) – قال رئيس القضاء في مدينة غاو الموريتاني حماد ولد محمد الخيري إن مجلس القضاء الذي يترأسه نجح في فض الكثير من النزاعات، بعضها كان مستعص على القضاء الذي كان قائما، كما أن بعضها يعود إلى أكثر من أربعين عاما.

وأكد ولد محمد الخيري في مقابلة بالفيديو مع "يوتيب الأخبار" أن المجلس أصدر عددا من الأحكام من بينها أحكام "بحد الحرابة وحد الزنى، وحد شرب الخمر، وحد السرقة"، مشددا على أنه لا وجه للمقارنة بين القضاء الذي أقامته الجماعات الإسلامية المسلحة المسيطرة على مدن أزواد، وبين القضاء الذي كان قائما، أو القضاء الموجود في دول الجوار.

وقال ولد محمد الخيري إن الحكم الذي يقوم عليه مجلسهم "حكم شرعي يرجع فيه إلى كتاب الله تعالى وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأقوال أهل العلم، وذلك حكم قانون أرضي يرجع فيه إلى المشرعين في فرنسا، وفي الغرب أو الشرق، وهو تشريع من دون الله تعالى، والله تبارك وتعالى يقول: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله). فهذا حكم شرعي، وذلك حكم قانوني وضعي كفري".

ورأى ولد محمد الخيري أن أهل العلم عموما وبالأخص في موريتانيا "يتحملون الإثم" لأنهم "قعدوا واستعاضوا عن هذا الجهاد وإقامة الحق ونشره بين الناس، بشهوة البطن أو الفرج، وحقت عليهم كلمة الله وكلمة رسوله، فالله تبارك وتعالى يقول: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون".

وهذا نص المقابلة:

ولد محمد الخيري:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

مجلس القضاء في مدينة غاو نشأ مع بداية دخول المجاهدين إلى هذه المدينة، لأنه كان من الضروري أن يقام، وأن يكون أول مؤسسة يعلن عنها، ويتفق المجاهدون عليها، لأنه مصدر الدولة، ومحل فض الخصومات والنزاعات، وإقامة الحدود، ونشر العدالة بين الناس، وقد أبدى المجاهدون حرصا كبيرا على إنشائه.

ولد محمد الخيري: اختصاصه هو العدل وإقامة القسط بين الناس، فهذا الدين كتاب يهدي وسيف يحمي، وهذه المقدمة جعلها بعض أهل العلم تفسيرا لقول الله تبارك وتعالى (وكفى بربك هاديا ونصيرا).

والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز)، فهذا الدين هو كما قال الله تبارك وتعالى "كتاب وسيف، (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس".

ولد محمد الخيري: أصدرها عدة أحكام، ومن بينها فض نزاعات كانت مطروحة منذ فترة طويلة، وقد وقفنا في حل الكثير من المشاكل والنزاعات، بل إن بعضها كان قائما منذ ومستعص على القضاء الذي كان موجودا هناك، ومنها قضايا منذ أربعين سنة.

كما أشرف على إقامة عدد من الحدود الشرعية، من بينها حد الحرابة وحد السرقة، وحد الزنى، وحد شرب الخمر، وغير ذلك من القضايا.

ولد محمد الخيري: نعم، فالقضاء عندنا هو كل شيء، وكل المؤسسات والجماعات الموجودة هنا تتبع له، وتدخل في اختصاصه.

ولد محمد الخيري: تم اختيار أعضائه من بين أمثل ما هو موجود، فاختاروا مجموعة من الناس، بعضهم من طلبة العلم، وبعضهم من الفقهاء، وورطوا العبد الفقيد فجعلوه رئيس مجلس القضاء، وإن كنت لست أهلا لذلك، ولكن على حد قول القائل:

لعمر أبيك ما نسب المعلى *** إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذ اقشعرت *** وصوح نبتها رعي الهشيم

فاضطررت لذلك "مكرها أخاك لا بطل"، والإثم على أهل العلم القاعدين، وخصوصا في بلاد شنقيط، الذين يفتخرون بهذا الاسم، وأنهم اشتهروا بالعلم، وللأسف كثير من أهل العلم قعدوا واستعاضوا عن هذا الجهاد وإقامة الحق ونشره بين الناس، بشهوة البطن أو الفرج، وحقت عليهم كلمة الله وكلمة رسوله، فالله تبارك وتعالى يقول: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم).

ولد محمد الخيري: نحن نسميها "الدول الجائرة" لأنها اعتدت على الله ورسوله وعلى كتابه، وعل أئمة المسلمين وعامتهم، فشتان ما بينهم، فهذا حكم شرعي يرجع فيه إلى كتاب الله تعالى وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأقوال أهل العلم، وذلك حكم قانون أرضي يرجع فيه إلى المشرعين في فرنسا، وفي الغرب أو الشرق، وهو تشريع من دون الله تعالى، والله تبارك وتعالى يقول: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله). فهذا حكم شرعي، وذلك حكم قانوني وضعي كفري.