التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:04 غرينتش


تاريخ الإضافة : 13.08.2008 22:20:51

محمد ولد الشيخ عبد الله: "تم اختطاف السيد الرئيس ولم تأتنا عنه أي معلومات رسمية"

محمد ولد الشيخ عبد الله ابن الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله (اتصوير الأخبار)

محمد ولد الشيخ عبد الله ابن الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله (اتصوير الأخبار)

محمد ولد سيد محمد ولد الشيخ عبد الله نجل الرئيس الموريتاني المطاح به في الانقلاب العسكري يوم 06-08-2008
ولد سنة 1973 في نواكشوط وواصل دراسته المدرسية حتى حصل على "ماجستير" في التسيير.
يشغل اليوم منصب المدير التنفيذي لهيئة ختو بنت البخاري الخيرية.
الأخبار التقته وأجرته معه حوارا حول وضعية الرئيس الموريتاني سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، وحول رؤيته للانقلاب، والجهات الدولية وعلاقتها بالأسرة، ورؤيته للعمل السياسي مستقبلا.
فإلى المقابلة:

الأخبار / هل التقيتم الرئيس بعد الانقلاب، و ما هي وضعيته؟

محمد ولد الشيخ عبد الله / بسم الله الرحمن الرحيم. لا، منذ تم اختطاف السيد الرئيس من قبل فرقة من الحرس الرئاسي لم تأتينا أي معلومات رسمية عنه.. وما حدث لا يمكن أن يسمى انقلابا عسكريا بأي حال: فهل رفض الضباط الذين تم تعيينهم من قبل السيد الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة استلام مواقعهم ؟ ألم يقم الضباط المتمردون بالقبض عليهم و وضعهم خلف القضبان؟ فهل المؤسسة العسكرية قيادات الأركان التي استجابت لأوامر السيد رئيس الجمهورية أو فرقة الحرس الرئاسي التي تمردت على الجيش و المؤسسات الدستورية؟ أو أنكم تسمون المؤسسة العسكرية كل من يقوم في غفلة من الجميع بالاستيلاء على السلطة كيفما شاء؟ كان من الطبيعي جدا أن ينتحلوا صفة المؤسسة العسكرية و يتكلموا باسمها كما يتكلمون اليوم باسم الشرعية و المؤسسات الدستورية ، لكنها أباطيل لا تنطلي على أحد : أنا أفهم أن شعبنا الذي تعود على الانقلابات في الأزمنة الماضية قد يصدق أن مثل هذه الأشياء ما زال من الممكن القيام بها لكن العالم لن يقبل بحدوث مثل هذه التصرفات ، هذا لم يعد ممكنا على الإطلاق و سترون قريبا إن شاء الله أنه لن يحدث.
الأخبار / ما هي أسباب الانقلاب من وجهة نظركم ؟
محمد ولد الشيخ عبد الله / هذا سؤال محوري يجب أن نقف عنده طويلا ، نعم ما هي أسباب هذا الانقلاب ؟ الكل يعرف الحالة التي عاشت عليها موريتانيا منذ عقود من الزمن: رئيس يملك كل شيء و يتصرف في ممتلكات الدولة و وظائفها دون محاسب و متطفلون يلحسون أقدامه و يصنعون من كل جريمة يقوم بها أكبر بطولة مقابل أن يحكمهم في رقاب الناس و يسلطهم على من يشاءون، فينهبون و يسلبون و يسجنون بمباركة كاملة من أبي لهب.
ليس لهؤلاء صديق و لا عدو إنهم يركضون خلف كل من يأتي للسلطة بلا إحراج و يقدمون له خدماتهم في البداية بالمجان و من ثم يقبضون ثمنها. هكذا تعودوا و لا أعتقد أن فيكم من يحتاج إلى العودة إلى الأسماء و التفاصيل فهذا حديث الناس في كل بيت.
المهم أن هؤلاء أحاطوا بالسيد الرئيس و قدموا له خدماتهم بسخاء و لم يكن من حقه أن يرفض دعم أي مواطن في انتخابات تعود الشرعية فيها لاختيار الناس. و عندما أصبح رئيسا للبلد تهيئوا لقبض الثمن و لم يكن هذا واردا على الإطلاق في قاموسه، هذه هي الأرضية التي نشأ فيها الخلاف من ناحية و من ناحية أخرى هناك مؤسسة عسكرية لها نصيبها من معاناة البلد و هو أمر طبيعي، شاءت الأقدار أن تتحكم فيها مجموعة ما نتيجة تحولات ليس للسيد الرئيس أي دخل فيها و صنعت واقعها قبل وصوله إلى دفة الحكم: قد تقولون لي هم من ساعدوه في الوصول إلى الحكم و أقول لكم إن تلك قضيتهم لا قضيته، فاسألوهم لماذا قاموا بذلك؟ فلا أحد في انتخابات رئاسية يرفض أن تساعده أي جهة.
أما تفسيري الشخصي فهو أن هؤلاء الضباط كانوا يحملون نفس نوايا المجموعة المدنية التي تكلمت عنها و حين خاب ظنهم في السيد الرئيس شكلوا جناح ضغط آخر، و تعرفون جيدا أن فكر التآمر متطور جدا في ثقافة مجتمعنا، كان الصراع في بدايته يبشر بخروج موريتانيا بطريقة منهجية من ماضيها المتعفن: كان نفس الحراك على مستوى المعارضة يدور في الفلك ذاته و مع الوقت تقاربت قوى الإصلاح من المعارضة و الموالاة لتشكيل جبهة في وجه المفسدين فجن جنونهم. و بعد ما قدر السيد الرئيس أن نهجه أصبح واضحا للجميع و بعد إعطاء الحرية الكاملة لوسائل الإعلام و بعد فصله التام للسلطات و إعطاء البرلمان و المؤسسات الدستورية كامل سلطتها، أصدر أمرا بعزل أولئك الضباط و كان يعرف جيدا أنهم قادرون على ارتكاب هذا الفعل لكنه أراد بذلك أولا أن يعتذر للمؤسسة العسكرية عما ارتُكب في حقها من أخطاء أثناء تلك الفترة، لم يكن له فيها أي ذنب و لم تكن تفت عليه بكل تفاصيلها لكن كان عليه كرئيس جمهورية أن يهيئ الأرضية لكل حل و أعتقد أن ما يحدث الآن على الأرض يؤكد أنه كان دقيقا في كل ما قام به .
إن القوة الوحيدة التي يتمتع بها السيد رئيس الجمهورية و يؤمن بها هي القوة الدستورية و هذا هو ما عول عليه و عمل من أجل تقويته منذ مجيئه إلى الحكم . و بعدما اعتقد أن الديمقراطية أصبحت قادرة على حماية ذاتها في موريتانيا أخذ قراره بكل راحة بال. و الآن على القوى الحية و الخيرة في موريتانيا القيام بواجبها و أعتقد أنها تقوم بذلك على أكمل وجه و بروح معنوية رائعة يمكن الاعتماد عليها و ستنتهي هذه الأزمة حتما بعودة الشرعية لأن العالم الحر لن يقبل بانتصار الباطل.

الأخبار / هل اتصلت بكم أطراف دولية للإعراب عن تضامنها؟
محمد ولد الشيخ عبد الله / هذه ليست مشكلة شخصية حتى يتصل بنا أحد في أمرها، إن المعنيين بها بالدرجة الأولى هم من ترونهم في الشارع كل يوم من قوى سياسية ترفض تحكم المفسدين في موريتانيا و هي جماعات مؤتمنة على مصلحة الوطن و قادرة على حمايتها.
نحن مجرد جزء من هذه الظاهرة الرائعة و يشرفنا جدا أن نكون جزءا منها، أما المواقف الدولية من القضية فأعتقد أن الجميع يعرفها و أنا أؤكد لكم بأنه يمكن الاعتماد عليها و سترون ذلك بأنفسكم قريبا إن شاء الله.

الأخبار / هل أنتم مستعدون للاعتراف بالانقلاب و على أي شروط ؟

محمد ولد الشيخ عبد الله / أنا لا أخون وطني و لا أبيع أحراره بأي ثمن و هذا كما قلت لكم ليس انقلابا حتى أعترف به أو لا أعترف، هذا اختطاف رئيس منتخب و استخدام القوة و العنف للوصول إلى الحكم، لا يقبله أي عرف أو قانون و لا يمكن أن يعترف به إلا من يشاركهم في الجريمة.

الأخبار / هل تملكون رؤية واضحة للعمل السياسي مستقبلا؟

محمد ولد الشيخ عبد الله / أعتقد أن موريتانيا ستخرج من هذه الأزمة بتجربة ديمقراطية ناضجة، لقد انكشفت أوراق الجميع و أصبح كل شيء واضحا، هناك قوى سياسية رائعة الاستعداد للدفاع عن الوطن تريد الخير لهذا البلد المستباح رفضت كل إغراءات متمردين يبحثون عن طريق نجاتهم و مستعدون لشراء كل ما يمكن أن يضفي الشرعية على جريمتهم بأي ثمن.
هذه مفخرة لنا جميعا فمثل هؤلاء الرجال قليلون اليوم في العالم، أنا فخور بهؤلاء الرجال و أرفع لهم قفازي عاليا و لا أخاف أبدا على موريتانيا ما داموا فيها.. أما الزبد فقد انكشف في أقبح صوره و تعرت كل دوافعه الأنانية و أسبابه المخجلة وركضوا خلف عصابة عسكرية متمردة و خارجة على القانون، فحتى مذيعي الأخبار في المحطات الأجنبية يخجلون حين يسمعون منهم أسباب ذهابهم مع المتمردين ضد الشرعية الدستورية، لكن ماذا بأيدينا، هناك من يعميهم الطمع فلا يسمعون نصحا و لا يحكمون عقلا.

الأخبار / هل لكم من رسالة أخيرة ؟
محمد ولد الشيخ عبد الله / أتمنى أن تخرج موريتانيا سالمة شامخة الرأس من هذه الأزمة التي يتصارع فيها الخير و الشر بكل دوافع قصتهما الأزلية.. و أدعو الشعب الموريتاني إلى انتهاز هذه الفرصة الكبيرة لإخراج بلدهم من الظلامية ، فالفرص الجميلة لا تتكرر.. و أعرب بكل اعتزاز عن إعجابي و تقديري لهذه النخب الوطنية الواقفة بكل شموخ في طريق الفساد رغم ما تواجهها به أجهزة الأمن من قمع و قهر و تحدي للشعور.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!