التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:04:34 غرينتش


تاريخ الإضافة : 23.12.2012 14:02:27

أبو مرزوق للأخبار: دعم بشار لنا في حق لن يدفعنا لدعم في باطل

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور موسى أبو مرزوق خلال حديثه للأخبار ظهر الجمعة

نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور موسى أبو مرزوق خلال حديثه للأخبار ظهر الجمعة

الأخبار (نواكشوط) – قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور موسى أبو مرزوق إن نظام بشار الأسد دعمهم "ولم يبخل عليهم بشيء، وهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها"، مؤكدا أن "دعم النظام السوري للفلسطينيين في حقهم، لن يدفعهم لدعمه في باطله، لأنه لا يمكن دعمه في مواجهة شعبه"، مشيرا إلى أنه "لو كانت القضية قضية عدوان خارجي أو ظلم يقع على سوريا لكنا أول المدافعين عنها".

وقال أبو مرزوق في مقابلة مع وكالة الأخبار تنشر لاحقا إنهم إن هذا الدعم الذي كان يقوم به النظام السوري للمقاومة الفلسطينية مطلوب من كل الأنظمة والشعوب، تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، لأنها قضية شعب واقع تحت الاحتلال، فهو دعم حق ويجب على الجميع السير فيه".

وأشار أبو مرزوق إلى أن الفترة الأخيرة عرفت إقحام المخيمات في هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه في المخيمات يوجد حوالي 300 ألف من الفلسطينيين يسكنون في مخيم اليرموك ومخيم فلسطين المجاور له، والذي يتعرض منذ عدة أيام لقصف من قبل قوات النظام السوري، مضيفا أنه يوجد إلى جانبهم حوالي 600 ألف سوري، آملا أن يتوقف سفك الدم السوري والفلسطيني، وأن يتجنبوا كل ويلات هذا الصراع.

واعتبر أبو مرزوق أن حالة الشعب الفلسطيني والشعب السوري هي حالة واحدة، وما يتعرض له الشعب السوري يتعرض له الشعب الفلسطيني، وإن كنا نحن حريصين على أن نجنب الشعب الفلسطيني الدخول في مشاكل داخلية في سوريا، حيث إن الشعب هناك ضيف على الشعب السوري ولا نريد أن نقحمه في هذه المشاكل.

وأضاف أبو مرزوق أنهم وجدوا أنه "لكما أقحم الشعب الفلسطيني في قضية داخلية تكو تبعاتها على الشعب الفلسطيني، ويتحمل كل أعبائها، وهذا أمر يجب أن نجب الشعب انعكاساته الخطيرة"، مشيرا إلى أن ذلك هو ما حصل سابقا في لبنان وفي الكويت وفي العراق، ولا نريده أن يحصل في سوريا.


وقال أبو مرزوق إنه لا يمكن السكوت على ما يتعرض لها الشعب من قصف بالطائرات وغيرها من الأسلحة، مضيفا أنه على المجتمع الدولي التحرك لوقف هذه المجازر بين المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو سوريين.

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: عرفت الساحة الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة عدة تطورات، من بينها الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة ودخولكم رفقة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى غزة رفقة عدد من القيادات، فضلا عن قبول الدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة؟ كيف ترون القضية الفلسطينية في ظل هذه التطورات؟

د. موسى أبو مرزوق: القضية الفلسطينية في جوهرها هي قضية شعب طرد من أرضه وتم احتلال واغتصاب هذه الأرض، وبكل اختصار يمكن أن اقول إن قضية فلسطين الأساسية هي عودته إلى أرضه ومقدساته، والبرنامج السياسي الذي يمثل الشعب الفلسطيني على تحقيق آماله وما يصبو إليه هو برنامج المقاومة، بلا شك أن كل الأعمال المرافقة من دعم وإسناد سواء أكانت في الأمم المتحدة أو في الإطار السياسي أو الخدمي والاجتماعي هذا كله يساعد إلى الوصول إلي الهدف الكلي، وفي الحقيقة الآمال الكبيرة معقودة على المقاومة كأداة وحيدة لتحقيق أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني، والحرب الأخيرة هي إحدى السلسلات لتحدي المقاومة ومنعمها من الوصول إل أهدافها.

نحن في الحربين الماضيين كان الصمود والإنتصار هو العنوان الكبير للمقاومة مما يجعل هناك حوافز وبشارات حقيقة لهذا البرناج للوصول إلى أهدافه، إلى الأهداف الكلية للشعب اللسطيني، وتبقي الإجابة على السؤال بعد هذه المقدمة، هناك برنامجيين يتعامل معهما الفلسطينيون بغض النظر عن حجمهما، هما المقاومة والتسوية السياسية، فبرنامج التسوية السياسية وصولا إلى حل الدولتين الآن بدأ يترنح ولا مستقبل له، أما برنامج المقاومة وهو البرنامج الأكثر قناعة للشعب الفلسطيني خاصة بعد الانتصار الأخير وما حققه من تتويج على الأرض، في مجاوزجة لكل الإمالاءات الخارجية والمؤامرات والحروب، نستطيع أن نقول إن الشعب الفلسطيني بات على أبواب مرحلة جديدة في التحرير والعودة إن شاء الله، وبالتالي فنحن مستبشرين خيرا بإعادة المصالحة واللحمة لتعزيز برنامج المقاومة في بداية مشروع التحرير.

الأخبار: حركة حماس أكدت أكثر من مرة ضرورة تسريع المصالحة، وكذلك فعلت السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، ومحتلف الفصائل، فما الذي يعيق بالفعل المصالحة الفلسطينية؟

د. موسى أبو مرزوق: التدخلات الخارجية تعيق كثيرا هذا المشروع، وفي الساحة الفلسطينية نبحث جميعا نحن وهم عن ذرائع لتبرير المواقف، لكن الصورة الحقيقة هو أن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة تريد مصالحة داخل الشعب الفلسطيني وبالتالي يتعثر هذا البرنامج، ويكون الكل يلقي اللوم على الآخر لكن حقيقة الأمر هو أن التخلات الخارجية تعيق مشروع المصالحة الفلسطينية، وهذه سياسة أمريكية ليس فقط ما بين السلطة وحماس، بل وحتي مع العدو الصهيوني فالولايات المتحدة ترفض أي لقاء أو اتفاق تكون حماس طرفا فيه، فقد رفضت كل مشاريع التهدئة باستثناء الأخير، بل رفضت حتي اتفاقية تبادل الأسرى، بين حماس والكيان الصهيوني لأن حماس كانت طرفا فيه، وهي ترفض المصالحة لأن حماس طرفا فيها. ونحن نقول بعد الانتصار وبعد ما حصل في الأمم المتحدة، وبعد وقف إطلاق النار الأخير يجب على الولايات المتحدة أن تكف عن التدخدلات الكبيرة في الساحة الفلسطينة لتفرض على اللسلطة الفلسطينية خيارات لا يرغب فيها الشعب الفلسطيني حتي يتم تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية.

الأخبار: قاطعتم في الفترة الأخيرة الانتخابات التي نظمتها السلطة في الضفة، هل تنوون تنظيم انتخابات في غزة، وما هي شروطكم للمشاركة في انتخابات السلطة؟

د. موسى أبو مرزوق: الانتخابات قاعدة أساسية لتحديد خيارات الشعب الفلسطيني، ولا يستطيع أحد أن يجادل بأنها الطريقة المثلى لوصول من يرغب فيه الشعب الفلسطيني لقيادته وإدارة دفته، لكن المشكلة أننا لا نرى أن الانتخابات في فترة الانقسامات تخدم القضية الفلسطينية أو تخدم الانتخابات نفسها، لأن هذا سيزيد من الاستقطاب ويزيد من الفرقة، ولذلك نحن لسنا مع أي انتخابات قبل تحقيق الوحدة الفلسطينة.

الأخبار: في ظل عدم إجراء أي انتخابات، هل سيظل الوضع على ما هو عليه في غزة، وتستمر المجالس الحالية في تسيير الأمور؟

د. موسى أبو مروزق: بلا شك أن المجالس الحالية ستبقى حتي تجرى انتخابات ويختار الشعب الفلسطيني من يمثله بكل حرية، وهذا جانب من الجوانب، الجانب الآخر والأهم هو أن الانتخابات لا بد أن تجرى في كل المناطق الفلسطينية لا سيما القدس، فالانتخابات التي أجريت في الضفة الغربية استثنوا منها القدس وهذا خطأ سياسي جسيم يجب أن لا يتكرر.

الأخبار: طيران النظام السوري قصف ويقصف مخيات الفلسطينيين في اليرموك وغيره، وقبل ذلك أطلق سراح أحد قيادات خماس في سوريا بعد اعتقال وتعذيب، هل ترون أن بشار بدأ ينتقم من الشعب الفلسطيني؟

أبو مرورق: الشعب الفلسطيني والسوري حالة واحدة، وما يتعرض له الشعب السوري يتعرض له الشعب الفلسطيني، وإن كنا حريصين على أن نجنب الشعب الفلسطيني الدخول في أزمة داخلية في سوريا لكونه ضيفا على الشعب السوري، ولا نريد أن نقحمه في مثل هذه المشاكل، لأنه كلما أقحم الفلسطينيون في أزمة داخلية في أي بلد عربي نجد أن الشعب الفلسطيني هو من يتحمل المسؤولية وكل الأعباء في نهاية المطاف، وهذا الأمر ينعكس على الشعب الفلسطني في نهاية المطاف، وهذا ما حصل في لبنان والكويت والعراق ولا نريد أن يحصل نفس الشيء في سوريا، وبلا شك في الفترة الأخيرة تم إقحام الخيمات، وبالمناسبة المخيمات فيها أيضا أبناء الشعب السوري، فمخيم اليرموك وفلسطين متجاوران وبهما ما يقارب ثلاث مائة ألف فلسطيني، وأكثر من ستمائة ألف سوري يعيشون في المخيم.

ونحن نرجو أن يتوقف سفك الدم السوري والفلسطيني، ونجنب هؤلاء المدنيين الذين لا ذنب لهم كل ويلات هذا الصراع، ولا يجوز إطلاق استخدام ما يطلق في الوقت الحالي من مدافع وصواريخ وطائرات في استهداف المدنيين في أي حال من الأحوال، هذه جرائم لا يمكن السكوت عليها ولا يمكن القبول بها، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك ضاغطا حتى تتوقف المجازر بين المدنيين سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين.

الأخبار: يتهمكم النظام السوري بالتنكر له بعد دعمه لكم وللقضية الفلسطينية لفترة مهمة في تاريخ المقاومة، وهو الآن بحاجة إلى الاحتماء بكم من الربيع العربي، وأنكم خلتموه عندما كان بحاجة إليكم؟

د. موسى أبو مرزوق: لا، نحن لم نخذل النظام في سوريا، نحن بلا شك وبصراحة نقول إن النظام في سوريا دعمنا ووقف إلي جوارنا ولم يبخل علينا بشيء، وهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها، لكن هذا دعم مطلوب من كل الشقاء، ومن كل الشعوب للقضية الفلسطينية، فهذا دعم حق ويجب على الجميع السير على منواله، والنسج على أساسه.

أما بالنسبة لموقفنا مما يجري في سوريا فنحن لا يمكن أن ندعم موقفا لأي جهة كانت في مواجهة شعبها، فإن دعمنا في حق لا يمكن أن ندعمه في باطل، وبلا شك لو كانت هذه القضية عدوانا خارجيا سنكون أول من يدعم سوريا، لأن هذا واجب علينا، كما هو واجب عليهم دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، فعلى الرغم من سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر عربي، فإننا وبكل صراحة لا بد أن نكون في المواقف القومية أيضا محددين بشكل أساسي، فنحن حركة شعبية ويجب أن ننحاز إلى الشعوب.

الأخبار: يتردد منذ فترة الحديث عن إصرار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس على التنحي عن منصبه وعدم الترشح في الانتخابات القادمة، وعاد الحديث بعد زيارته الأخيرة لغزة، إلى أين وصلت قضية خلافة مشعل؟

د. موسى أبو مرزوق: الانتخابات لم تبدأ بعد، وبحول الله ستبدأ خلال فترة قصيرة، والذي جعل الحديث يكثر حول هذا هو الموضوع هو أن أبو الوليد قال مبكرا إنه لن يدخل في الانتخابات القادمة، ولم تكن هناك أي خطوة في اتجاه الانتخابات، وما يزال أبو الوليد يصر على رأيه في عدم الدخول في الانتخابات القادمة.

الأخبار: وأين وصلت تريبات خلافة خالد مشعل؟

د. موسى أبو مرزوق: لا توجد ترتيبات للخلافة، فهذه مسألة تعود لمجلس الشورى فهم من يحدد من يكون رئسيا للمكتب السياسي للحركة.

الأخبار: كيف ينظر الشعب الفلسطيني إلى مشاركة الشعب الموريتاني في نصرته والوقوف معه؟

د. موسى أبو مرزوق: على الرغم من طول المسافة، فقد وجدنا فلسطين حاضرة في قلوب الموريتانيين جميعا، مهما اختلفت مشاربهم السياسية، إلا أنهم مجمعون على القضية الفلسطينية ودعمها، بدء بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، وانتهاء بحزب (تواصل) صاحب الدعوة الكريمة لنا بزيارة الجمهورية الاسلامية الموريتانية.

لقد وجدنا شعبا مضيافا وكريما وتواقا للمشاركة مع المقاومة، والوقوف إلي جوار الشعب الفلسطيني تضحية من أجل الأقصى والمقدسات، ويعرف القضية كما يعرفها أهلها، وكنا نعلم بذلك بحكم الصداقات واللقاءات، ولكننا وجدناه واقعا ملموسا من كل أطراف المجتمع الموريتاني، فالمجتمع الموريتاني كله بكل اختصار يقف مع الشعب الفلسطيني في قضية الأمة جمعاء.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!