التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:04:26 غرينتش


تاريخ الإضافة : 24.12.2012 18:52:28

قيادي سوري: نشكر لموريتانيا اعترافها "بالائتلاف" وممثلنا جاهز

الدكتور عامر أبو سلامة مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الإخوان المسلمين السورية خلال حديثه للأخبار في "نواكشوط"

الدكتور عامر أبو سلامة مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الإخوان المسلمين السورية خلال حديثه للأخبار في "نواكشوط"

الأخبار (نواكشوط) – أكد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الدكتور عامر أبو سلامة شكره الجزيل "لحكومة موريتانيا التي أعلنت اعترافها بالائتلاف الوطني السوري" ممثلا وحيدا للشعب السوري، معتبرا أنها بادرة طيبة "وليست غريبة على أهل موريتانيا الذين عرفوا بالشهامة والشجاعة وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم".

وتمنى أبو سلامة في مقابلة مع الأخبار أن تتقدم موريتانيا بطلب للائتلاف الوطني السوري من أجل تعيين ممثل له في موريتانيا، مؤكدا أنها ستجده في اليوم الثاني، فالائتلاف جاهز للتعامل بشكل جدي.

وأضاف أبو سلامة "الائتلاف جاهز لأي نافذة تفتح له في إطار التعاون العملي، والمبادرة ليست منه إنما من الآخرين، ولذا لما طلبوا من الائتلاف ممثلا في بريطانيا ليمثل الائتلاف تم ذلك مباشرة، وفي بعض الدول الأخرى كذلك، فالائتلاف جاهز ليمارس هذا عمليا لكن بشرط أن يقبل الطرف الآخر في هذا المجال".

وتحدث أبو سلامة – وهو مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة الإخوان المسلمين السورية – عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يتعرض لها الشعب السوري، مؤكدا اعتماد النظام السوري "سياسة الأرض المحروقة، حيث ارتكب مجازر في الحولة وفي الشام وفي دير الزور، في حلب في إدلب في كل مكان، كما هجر ملايين السوريين، وهدم ملايين البيوت نتيجة التدمير والقصف العشوائي والجرائم التي ترتكب من قبل هذا النظام".

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: كيف تصفون واقع الثورة السورية اليوم؟

د. عامر أبو سلامة: بداية أنا فخور جدا بوجودي هنا في موريتانيا مع هذا الشعب الطيب في هذا البلد المبارك إن شاء الله، بلد العلماء والفقهاء والمثقفين.

وبخصوص القضية السورية أحب أن أؤكد أن الواقع على الأرض له جانبان:

الجانب الأول: هو نكبة هذا الشعب، هذا مما لا شك فيه ولا ريب، لأن النظام المجرم اليوم يبطش بطشا شديدا جدا، ويمارس سياسة الأرض المحروقة، نتيجة لهذا ارتكب جرائم بحق الإنسانية بكل صدق وشفافية، فقد ارتكب مجازر في الحولة وفي الشام وفي دير الزور، في حلب في إدلب في كل مكان، كما أنه عندنا أيضا ملايين المهجرين، ملايين البيوت المهدمة نتيجة لها التدمير والقصف العشوائي والجرائم التي ترتكب من قبل هذا النظام، أصبح الشعب السوري في حالة نكبة كبيرة جدا.

وفي الجانب الآخر هناك روح معنوية عالية لمقاومة هذا النظام رغم أن قسوته تفل الحديد، لكن يبدو أن الشعب السوري أقوى من الحديد، فقد صبر وصبر واحتسب عند الله تبارك وتعالي، والله صبر النساء قبل الرجال، والأطفال قبل النساء، كلهم بروح معنوية عالية يواجهون هذا النظام، كما أنه عندنا الجيش الحر ومن في حكمه من الثوار والكتائب الذين قرروا أن يواجهوا هذا النظام من أجل أن يحموا سلمية هذا الثورة، ومن أجل أن يحموا دماء الناس وأعراضهم، ولذلك تشكلت هذه الكتائب، وهذه الألوية من أجل هذا الغرض، وإلا فإن الثورة في الأصل سلمية ولا يريد أهلها إلا السلمية، لكن إنسانا يقدم عليك يريد أن يذبحك من الوريد إلى الوريد، لا يمكن أن تتفرج عليه، عليك على الأقل أن تدافع عن نفسك، وهو ما يعرف عند عند الفقهاء بـ"دفع الصائل"، فـ"من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"، اليوم كل شيء مهدد في بلدنا، ولذلك الجيش الحر يعمل عملا طيبا في مجال المحافظة على البلاد، ولذلك أؤكد ما قلته في أكثر من وسيلة إعلامية بأن أكثر من 70% من سوريا تحت سيطرة الثوار والشعب السوري.

الأخبار: ارتباطا بهذا الموضوع الذي تحدثتم عنه، على الأرض تتحدث وسائل إعلام وجهات غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلا عن وجود جماعات يصفونها بالإرهابية، فهل هذا صحيح؟

د. عامر أبو سلامة: الأصل عندنا أن الثروة السورية هي ثورة شعب، فهي ليست ثورة جماعة ولا ثورة حزب ولا ثورة جبهة وما إلى ذلك، أقول هذا وأنا أنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك الثورة بشكلها العام هي ثورة شعب بكل مكوناته الاجتماعية والعرقية والسياسية قاموا جميعا ضد هذا النظام لظلمه وبغيه، أما عن قضية المندسين والمسلحين والعصابات والمتطرفين والإرهاب وما إلى ذلك، فهذه ذرائع النظام، وللأسف فإن بعض القوى الخارجية بدأت تتذرع بنفس الذريعة، وهذا أمر نرفضه ولا يوجد عندنا في سوريا مثل هذا الأمر بشكل بارز يؤثر على الثورة، أما إذا وجدت حالة أو حالات أو عدد قليل من الناس، فهذا يوجد في كل زمان ومكان، أما الثورة السورية فإنها قامت من أجل إقامة العدل وكرامة الإنسان السوري في حقوقه وكرامته، فهي تريد أن تزيل هذا الظلم الواقع في ظل هذا النظام، ولذلك هذا الذي يشاع أول من بدأه هو النظام.

الأخبار: حوالي 120 دولة ومنظمة اعترفت بالائتلاف الوطني السوري، فهل ترون أن السوريين الآن حسموا أمرهم في من يمثلهم دوليا؟

د. عامر أبو سلامة: نعم، حسموه بنسبة عالية جدا، وهذا الاعتراف أمر طيب، والائتلاف ومعه المجلس الوطني يمثلان الحالة السياسية في أكثريتها الساحقة من أبناء الشعب السوري، ولذلك نحن ندعو بعض الدول العربية التي ما زلت صامتة والدول الإسلامية التي ما زالت متفرجة إلى أن تعترف بهذا الائتلاف، ليس اعترافا سياسيا مجردا فحسب، وإنما أن تمارس هذا في المجال العملي، ومنها مثلا طرد السفراء وتعيين ممثلين عن هذا الائتلاف من أجل أن يقوم بهذه المهام، وبالمناسبة اسمح لي وأنا في موريتانيا أن أتقدم بالشكر الجزيل لحكومة موريتانيا التي أعلنت اعترافها بالائتلاف، فهذا شيء طيب وليس غريبا على أهل موريتانيا الذين عرفوا بالشهامة والشجاعة وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، فهذا موقف رائد ورائد وشكرا لهم.

الأخبار: ألا ترون أن الائتلاف لم يقم بالدور المطلوب منه في تحويل الاعتراف إلى عمل واقعي، من خلال فتح سفارات وبعث ممثلين إلى الدول والمنظمات التي اعترفت به؟

د. عامر أبو سلامة: الائتلاف جاهز لأي نافذة تفتح له في إطار التعاون العملي، والمبادرة ليست منه إنما من الآخرين، ولذا لما طلبوا من الائتلاف ممثلا في بريطانيا ليمثل الائتلاف تم ذلك مباشرة، وفي بعض الدول الأخرى كذلك، فالائتلاف جاهز ليمارس هذا عمليا لكن بشرط أن يقبل الطرف الآخر في هذا المجال، مثلا في موريتانيا نتمنى في اليوم الثاني أن تعلن الخارجية الموريتانية أنها تريد ممثلا للائتلاف في نواكشوط، وفي اليوم الثالث ستجد من يمثل الائتلاف، فهو جاهز للتعامل بشكل جاد، ولله الحمد، ولكن على الطرف الآخر أن يفسح مجالا في هذا الأمر.

الأخبار: في جانب الإغاثة والمعونات كيف ترون تعاطي العالم خصوصا الدول العربية والإسلامية مع موضوع الشعب السوري؟

د. عامر أبو سلامة: جزى الله الأمة العربية والإسلامية خيرا، وبعض أحرار العالم، الذين قدموا للشعب السوري في مجال الإغاثة كثيرا، ولكن الإشكالية أن حجم المصاب كبير، ربما الذين يتعاطفون لا يقدرون حجم هذا المصاب، فأحيانا يقدم الإنسان مبلغا من المال يظن أنه قادر على حل مشكلة كبيرة جدا، في حين أنه نتيجة الوضع الحالي القاسي والجارح والمؤلم فإن ما قدمه يكون قليلا، مثله في ذلك مثل أرض عطشى فيأتي أحد بماء طيب وزلال فيسكبه على هذه الأرض العطشى فتشربه في لحظات لأنها كبيرة وعطشى، وكذلك محنة الشعب السوري فهي محنة كبيرة.

فنحن مثلا في جماعة الإخوان المسلمين دخلنا في مجال الإغاثة منذ بداية الأمر، وكنا نظن في أنفسنا أننا نستطيع أن نقدم ما يكفي في هذا المجال، لكن تبين أن القضية أكبر منا كجماعة، بل أكبر من السوريين، فالقضية تحتاج إلى دعم كبير، ولذلك نقول إن الشعوب والجماعات والأحزاب والأحرار لم يقصروا، ولكن الأمر أكبر مما قدموا، وعليهم أن يضاعفوا الجهود أكثر فأكثر فنحن نريد المزيد من شعوبنا العربية والإسلامية بالذات التي نعول عليها، فهم إخوتنا وظهرنا الذي نشتد به، وهم الجدار الخلفي الذي نستند إليه، وهم الأرضية الصلبة التي نقف عليها في محنتنا، لذلك يجب أن يضاعفوا جهودهم في هذا المجال من أجل نصرة إخوانهم، وقد أفتى علماء الأمة، وخصوصا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، ورابطة علماء الشام، ورابطة العلماء السوريين وعلى رأسهم العلامة مفسر كتاب الله تعالي الشيخ محمد على الصابوني، فقد أفتوا بوجوب مساندة الشعب السوري، فهي إذن ليست مسألة سياسية، ولا مسألة اجتماعية، ولا مسألة مجاملات، إنما هي واجب شرعي، أن واجب أن يتم إنقاذ هذا الشعب لأنه جزء من هذه الأمة.

وقد قال أحرار العالم إن إغاثة الشعب السوري ضرورة إنسانية، حتي غير المسلم خارج إطار هذا حرام وهذا حلال، وهذا يجوز وهذا لا يجوز، قالوا إن الأمر ضرورة إنسانية لا بد لهذا الشعب المنكوب أن تقدم له المساعدات إنسانيا حتى يقف على أقدامه ويتجاوز هذه المحنة التي هو فيها.

الأخبار: أخيرا، ما هو انطباعكم وأنتم تزورون موريتانيا لأول مرة؟

د. عامر أبو سلامة: والله ليست مجاملة، أنا سعيد جدا جدا، شكرا لهم، فمنذ استقبالنا في المطار إلى الفندق، إلى الذين التقيناهم في المؤتمر، وإلى الذين التقيناهم في الأمسية الشعرية، إلى المسجد وخطبة الجمعة، إلى المنتديات الأخرى، يعني أنا سعيد جدا وأنا بين أبناء هذا الشعب الأبي الكريم الطيب، شعب الفصاحة والبلاغة والبيان، الشعب الذي يهتم بالأمور السياسية لأمته، الشعب الذي يهتم بأمور إخوانه، الشعب المتعاطف كثيرا مع قضية فلسطين، وقضية الشعب السوري، فقد لقينا كل خير وكل ترحيب، ولقينا كل كرم ضيافة، فأنا سعيد جدا ولا أكتمك هذا ولست مجاملا في هذا الكلام، علم الله أنني زرت كثيرا من الدول، ومن الدول التي أسعدتني زيارتها كثيرا موريتانيا، وإن شاء الله ستبقي هذه الزيارة في قلبي وفي وجداني، وفي كل خلجة من خلجات نفسي، لعلي أكررها في قادم الأيام، ولعلكم تزوروننا في سوريا الغد، سوريا العدل والحرية، سوريا دولة حقوق الإنسان، سوريا دولة المواطنة، سوريا دولة حديثة تقوم على أسس قويمة في إطار الإدارة ومجالات تحقيق التنمية والاستثمار.

كل هذه المعاني عانت سوريا من عدم وجودها فترة طويلة من الزمن، لكنها صفحة تطوى والنظام إلى مزبلة التاريخ، والشعب رغم آماله سينهض بإذن الله، ويقدم الخير الكثير لنفسه ولإخوانه في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي إن شاء الله.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!