التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:05:33 غرينتش


تاريخ الإضافة : 05.02.2013 12:42:56

منظمات حقوقية : مايجرى مالي ليست حرب صليبية

في يوم الجمعة 11 يناير 2013، وحين أنهى السلفيون ما كان من هدنة منذ بداية
السنة 2012، انطلق التدخل الفرنسي في مالي بهجوم جوي هيـّـأ لتدخل الكتائب
أرضا من أجل استرجاع السيادة كاملة على كافة التراب الوطني.

*وبسرعة أُوقِـــف تقدم المعتدين؛ فتنفس سكان الجنوب الصعداء، ولاح الأمل
لسكان الشمال والوسط في التحرر قريبا. وقد حيـّـى المجتمع الدولي اللفتة
المخــَـــلــّـــصة لفرنسا، وطالب بانتشار عاجل لتحالف دولي في مقدمته جيوش
من القارة خاصة قوات تجمع دول غرب إفريقيا واتشاد.

*وفضلا عن أنها حرب تسعى للقضاء على الإرهاب، فإن المعركة في مالي تشكل فعلَ
مقاومة تأسست عليها الشعوب السوداء أمام محاولة تغيير نمط حياتها بالقوة
المفرطة في العنف.*

*والحقيقة أن المشروع السلفي في إفريقيا جنوب الصحراء، تلوح وراءه رؤية جامدة
للعالم وللإسلام، رؤية متزمتة تمنع أي اختلاف تمايزي. يتعلق الأمر هنا بصب
الحياة في قالب واحد، وقتل كل قدرة على التفكير والإبتكار. فهنا لا يوجد مكان
للمساواة بين الجنسين، ولا يوجد مكان للفن، ولا لمتعة العيش، ولا لروح النقد.

*إن المدينة الفاضلة، التي يبشر بها مقاتلو الوهابية الجديدة، لا تزدهر إلا
على أنقاض العادات والثقافات الإفريقية؛ من خلال مسلسل تعريبي غادر يطبعه
ترويع الجماهير واقتلاعها من جذورها. إن التبعات الفعلية للمسخ المنشود حاليا
تؤدي إلى التحجير على المرأة وإقصائها من الشأن العام، والعودة الممنهجة إلى
تطبيق حكم الإعدام، وتتفيه عمليات البتر. *

*وفضلا عن مالي، فإن مستقبل تمثيل الوجود البشري على هذا النحو، سيفضي إلى وضع
نظام طغيان لم يسبق له مثيل في تاريخ الاسلام، وهو في كل حيثياته متناقض مع
المسيرة الطويلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولا توجد، إلى حد الساعة،
تهديدات جوهرية وذات مصداقية على سلامة المسلمين والسلم العالمي أكثر منه.
وهذا ما يترتب عليه واجب محاربته دون تردد أو ضعف. *

*فحتى في داخل موريتانيا، فقد تسرب التشدد الديني في كل مستويات المجتمع؛ حيث
نرى (بشكل متنام) الحجاب؛ وهو ثوب كان في ما مضى دخيلا غريبا. ونرى في الشارع
النساء اللابسات السواد بتضافر مع نشاطهن التكفيري خلال الجمعيات المعزولة (عن
الرجال) التي تقام في وضح النهار.*

*لقد تركت السلطات -خاصة مصالح الأمن- نشطاء فكر الكراهية يدخلون البلاد،
لأسباب هم أدرى بها، ودون رادع. هذا التغاضي لم يعد يستثني أية مؤسسة في
الدولة، وحتى التلفزة الوطنية. ففي بضع سنين انتهت الدعاية الاسلاموية بالتمكن
من العقول مستندة على الضجيج الإعلامي والتأثيم.*

*لقد برهنت قضية إحراق كتب الفقه المشرعة للإسترقاق (سنة 2012) على قوة وتلاحم
وتأثير هذه الأوساط. إن مراميهم الحقيقية، التي كشفوا عنها حينها، تميط اللثام
عن أيديولوجية ذات ماهية تمييزية تسعى إلى المحافظة على إقطاعية من النمط
العرقي الثيوقراطي. *

*إن السلفية –سواء كانت سنية مالكية أو سنية وهابية- تبدو التجسيد النهائي
الأوحد لإرادة الهيمنة التي تتقدم، ملثمة، تحت غطاء العقيدة. وهكذا فالخطر
الداهم بات قاب قوسين من أعتاب منازلنا. *

*نظرا إلى ما سبق، فإن المنظمات الموقعة أدناه:*

*- **تشجب بقوة خطب بعض المساجد الموريتانية التي تم التعبير فيها عن
حجج الإرهاب السلفي الذي عبرت عنه حتى وسائل إعلام رسمية.***

*- **تستاء من العنصرية المضمَرة التي تــَـــرْشح بها تصريحات رجال
السياسة، وما يـُـزعم أنه فتيا تتجرأ على دعوة المؤمنين لمساندة المجموعات
المسلحة في وجه "الحرب الصليبية الفرنسية".***

*- **تدعو الحكومة الموريتانية إلى أن تمنح جيوش التحالف الدولي
العناية والتعاون الكامل بغية تحقيق وحدة مالي والمحافظة على المؤسسات
الديمقراطية والعلمانية.***

- تحذر من عمليات التصفية والاعتداءات على السكان العرب والطوارق لصالح
استعادة الأرض مجددا.

- تلح على الموريتانيين للقيام فورا بتشكيل مجموعات للدفاع عن النفس في
الأحياء والقرى من أجل صد تسلل الوهابيين: قتلة الحرية وأكبر مصدر للعوز
الفكري.

- تدعو الموريتانيين إلى العودة إلى آليات الأصالة الثقافية (الشعر،
الغناء، الرقص، الفلكلور، الأزياء التقليدية) كثقافة تحررية مضادة ردا على
انتشار المقبرة السلفية على وجه الأرض.

نواكشوط بتاريخ..04 02 2013.......................

الموقعون:
- المبادرة الانعتاقية: بيرام ولد الداه ولد اعبيد، رئيس
- نجدة العبيد: بوبكر ولد مسعود، رئيس
- الرابطة الموريتانية لحقوق الانسان: الأستاذة فاتيماتا امباي، رئيسة
- رابطة النساء معيلات الأسر: أمنة بنت اعلي، رئيسة
- ضمير ومقاومة: الحسن ولد لبات، متحدث رسمي
- الهيئة الموريتانية لحقوق الانسان: الأستاذ امين ولد عبد الله، رئيس
- ........................: لاله عيشه وادراغو سي: رئيسة
فوناد: مامادو مختار صار: أمين تنفيذي


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!