التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:01:41 غرينتش


تاريخ الإضافة : 08.02.2013 17:52:04

منسق مخيم امبره: المنظمات الإغاثية تعامل اللاجئين باحتقار

عملو صالح ولد محمد منسق مخيم امبره للاجئين الماليين على الأراضي الموريتانية (الأخبار)

عملو صالح ولد محمد منسق مخيم امبره للاجئين الماليين على الأراضي الموريتانية (الأخبار)

الأخبار (امبره – باسكنو) – اتهم منسق مخيم امبره للاجئين الماليين على الأراضي الموريتانية عملو صالح ولد محمد المنظمات الإغاثية العاملة في المخيم بأنها "تعامل اللاجئين باحتقار وعنصرية"، متهما ممثلي هذه المنظمات بأنه "لا هم لها سوى إذلال اللاجئين والتعدي على حقوقهم".

وطالب ولد محمد في مقابلة مع الأخبار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وحكومته بالتدخل لصيانة كرامة ضيوف موريتانيا من اللاجئين، "ورفع الظلم والإذلال عن آلاف المساكين من اللاجئين الذين لا حول لهم ولا قوة"، داعيا السلطات الموريتانية إلى وضع حد لما وصفه "بممارسات عمال الهيئات الإغاثية وخصوصا الأجانب منهم، لأن استمرار هذا الوضع قد يؤدي لما لا تحمد عقباه"

واقترح ولد محمد –وهو عمدة سابق لمدينة ليره المالية وعمدة مجلسها البلدي الحالي – أن تعتمد المنظمات الإغاثية الأسلوب الذي كان متبعا سابقا، وهو "أسلوب الوكلاء أو رؤساء الحي"، قائلا: "وإن لم تكن هذه الطريقة ممكنة –رغم أنها تم تطبيقها سابقا- فيمكن أن يتم اختيار مجموعة كبيرة من الأرقام وتعطى حصتها ليتم توزيعها عليها دون الدخول في نظام الطابور الطويل والذي أدى لوفاة لاجئين ولتعرض آخرين لظروف صحية وإنسانية صعبة"، متحدثا عن تجارب للاجئين حول العام "لأن هناك مناطق تمنح الحصة فيها شهريا، وهناك أخرى تمنح فيها سنويا".

وتحدث ولد محمد عن تعرضه شخصيا لاعتداءات لفظية من قبل ممثلي المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، مضيفا أنه طلب لقاءه بصفته ممثلا للاجئين لكنها رفضت لقاءه، وخاطبته قائلة: "أنتم حيوانات... اجلسوا هناك... أنتم حيوانات".

وهذا نص المقابلة:


الأخبار: كم عدد اللاجئين الأزواديين في موريتانيا؟ وكيف ترون ظروفهم؟

أحد الطوابير أمام مخزن للغذاء في المخيم... عرف محيط هذا المخزن عدة احتجاجات قبل تدخل قوات من الدرك الموريتاني للسيطرة على الوضع (الأخبار)

أحد الطوابير أمام مخزن للغذاء في المخيم... عرف محيط هذا المخزن عدة احتجاجات قبل تدخل قوات من الدرك الموريتاني للسيطرة على الوضع (الأخبار)

منسق مخيم امبره: بالنسبة لأوضاعهم، فهي سيئة إلى أقصى حد، ولا مكنني مهما أوتيت من الوصف أن أقدم لكم المشهد كما هو، خصوصا وأنكم عاينتموه بأعينكم.

نحن قدمنا هنا على الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وقد أكرمتنا كل التكريم، وأحسنت إلينا كل الإحسان، منذ قدومنا إلى هذه الدولة، وأنا كنت من أول من قدم خلال العام 2012، وقد تلقينا بكل أريحية، وتم ترحيلنا إلى مخيم امبره، وتم التعامل بأفضل ما يمكن.

لكن ومنذ ثلاثة أشهر وصلنا إلى مرحلة لم يعد بإمكاننا حتى التفكير في طريقة التعامل مع الظروف، فعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا لا تسمح لنا أن نقبل بأن معامل معاملة الحيوانات، وأن نوضع في مكان محاط بالحبال وقطع الحديد تماما كما يفعل ما قطعان الماشية، كما تتم مخاطبتنا بذلك بشكل مباشر، المفوضية العليا للاجئين تركت الإشراف علينا لمسنات أجنبيات يعاملننا بكل احتقار وعنصرية، ولا هم لهم في اليوم إلا إذلالنا والتعدي على حقوقنا، ولا يخاطبوننا إلا "بالحيوانات".

أنا شخصيا طلبت مقابلة إحدى المشرفات الأجنبيات، وبصفتي منسقا للمخيم ومسؤولا عنه، وبعد الكثير من الإلحاح، خاطبتني قائلة: "أنتم حيوانات.. اجلسوا هناك، أنتم حيوانات".

لقد أصبحنا في حيرة كبيرة، إن عدنا إلى أرضنا واجهتنا الإبادة عبر الطيران الفرنسي، وعبر الجيوش الإفريقية، وإن مكثنا حيث نحن واجهنا الإذلال والصغار على يد الأجانب العاملين في المفوضية العليا للاجئين.

وحين علمنا بتعيين لبناني جديد ممثلا للمفوضية العليا في باسكنو تصورنا أن ذلك سيخفف من المشاكل، لكن لم نتمكن من لقائه هو الآخر حتى الآن، بل حتى لم أره شخصيا رغم أني منسق لمخيم، وممثل اللاجئين أمام الهيئات الدولية، وقد كنا نعول عليه في إجراء تعديلات جوهري، وفي إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض حياة اللاجئين وتعكر صفوها.

القيود التي تضعها المنظمات الإغاثية تقيد كثيرا من حريتنا، وتجعل طريقتها تعجيزية، فحتى البنوك –على احتياطاتها- عند تأتي بشيك موقع من صاحب الحساب تمنحك المال، فكيف وأنت تحمل بطاقة عليها صورته وتوقيعه، وحتى على العجزة، كما أنه يفرض عليك الدخول في إجراءات لا تحترم إنسانيتك، لأن التعامل سيتم معك كما لو كنت حيوانا، حيث سيتم احتجازك في ممر صغير أحيط بالحبال من كل جانب، تماما كما هو الحال في مكان حقن الأبقار، هذا يؤرقنا كثيرا ويحزننا، لكن لا مفر لنا إلا إلى الدولة الموريتانية التي استضافتنا.

ولذا نناشد رئيس موريتانيا وحكومة موريتانيا، ومن والي الحوض الشرقي ومن السلطات الجهوية أن يتدخلوا جميعا لرفع الظلم والإذلال عن آلاف المساكين من اللاجئين الذين لا حول لهم ولا قوة، وأن يضعوا حدا لممارسات عمال الهيئات الإغاثية وخصوصا الأجانب منهم، لأن استمرار هذا الوضع قد يؤدي لما لا تحمد عقباه، فإن يتشت شمل اللاجئين، سواء بالعودة إلى الصحاري والقفار التي قدمنا منها، وهو ما يعني يقينا موتنا تحت قصف الطائرات الفرنسية، أو بالبحث عن ملجأ آخر ولا أدري أين هو؟.

ولذا نأمل من موريتانيا أن تتدخل لتضمن للاجئين كرامتهم، فحتى لو كان ما سيمنح لهم لا يتجاوز 100 أوقية، أو 1 كلغ من المواد الغذائية، فليمنح لهم باحترام، ولتصان لهم كرامتهم وإنسانيتهم، وهناك سلطات إدارية قادرة على ضمان حقوق الجميع، لكن أسلوب الطابور الجديد والذي بدأ تطبيقه منذ أيام يحمل من الإذلال ما لا صبر عليه.

أما بالنسبة لعدد اللاجئين في موريتانيا فهو يتجاوز 100 ألف لاجئ، يوجد في مخيم امبره منهم حوالي 70 ألف لاجئ.

الأخبار: وماذا تقترحون بديلا عن هذه الطريقة في التنظيم؟

تحيط الحبال بطابور اللاجئين أمام مخازن الغذاء في مخيم امبره (الأخبار)

تحيط الحبال بطابور اللاجئين أمام مخازن الغذاء في مخيم امبره (الأخبار)

منسق مخيم امبره: نحن نقترح الأسلوب الذي كان متبعا، وهو أسلوب الوكلاء أو رؤساء الحي، فهم من اختاره السكان، وهو عقلاء رشداء، وإن لم تكن هذه الطريقة ممكنة –رغم أنها تم تطبيقها سابقا- فيمكن أن يتم اختيار مجموعة كبيرة من الأرقام وتعطى حصتها ليتم توزيعها عليها دون الدخول في نظام الطابور الطويل والذي أدى لوفاة لاجئين ولتعرض آخرين لظروف صحية وإنسانية صعبة.

ونحن نتابع العالم وندرك ما يدور حولنا، نحن نعلم أنه في بعض البلاد يتسلم اللاجئ حصته عا كاملا، كما أن هناك بعض اللاجئين اختاروا استلام حصصهم جاهزة ومطبوخة، وهناك مناطق تمنح الحصة فيها شهريا، مثلا في مخيم تنيدوف للاجئين تتسلم الأسرة حصتها بشكل سنوي، وأحيانا تأخذ حصتها وتسافر، أما نحن فلو تغيب واحد منا إلى حيواناته هما أو إلى مدينة باسكنو لشراء بعض حاجياته فإن المفوضية تحرمه من حصته الإغاثية، وهو ما يفرض علينا البقاء في هذه الأعرشة والأخبية، والتعرض لموجات البرد الشديد، والمعاناة الدائمة.

الأخبار: حملتم المفوضية العليا للاجئين مسؤولية ما وصل إليه الوضع في مخيم اللاجئين، لكن هناك منظمات أخرى ما هي أدوارها؟ وهل تتحمل هي الأخرى جزء من هذه المسؤولية؟

يفرض اللجوء على الأطفال النهوض بمسؤوليات أكبر منهم... (الأخبار)

يفرض اللجوء على الأطفال النهوض بمسؤوليات أكبر منهم... (الأخبار)

منسق مخيم امبره: إذا كان الرأس مريضا ولا دور له، فلا يمكن الحديث عن بقية الجسم، ولا تتوقع منه أي فائدة.

إذا كانت المفوضية العليا للاجئين HCR التابعة للأمم المتحدة والمتخصصة في ملف اللاجئين تعاملهم بهذه الطريقة التي حدثتكم عنها، فماذا تتوقعون من بقية المنظمات.

أؤكد لكم أن كل المنظمات العاملة في هذا المخيم لها أهداف أخرى ليس على أولويتها –كما يبدو – تخفيف معاناة اللاجئين، بل إن طريقة تعامل بعضها يدفعنا للشك في أهدافها، وهل هي منظمات إغاثية أم طرف معاد.

لقد بت أخشى أن يكون بعضها تابعا للمنظمة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إكواس" وهي المنظمة التي تقف خلف عمليات القتل التي يتعرض لها السكان في منطقة أزواد، وللأسف فهذه المنظمات تشتغل بحرية تامة، وتتعامل بالطريقة التي تريد.

الأخبار: وكيف ترون أدوار هذه المنظمات؟

يزدحم آلاف اللاجئين في ممرات ضيقة للوصول إلى مخازن الغذاء في مخيم اللاجئين (الأخبار)

يزدحم آلاف اللاجئين في ممرات ضيقة للوصول إلى مخازن الغذاء في مخيم اللاجئين (الأخبار)

منسق مخيم امبره: أدوارها التي تتعلق بنا سيئة إلى أقصى حد، إذا كنت تريد تقديم مساعدة لشخص ما فعليك أن تحترم إرادته وإنسانيته، إذا قدمت له مساعدة بطريقة لا ترضيه فقد احتقرته.

عليك أن تقدم له مساعدة دون أن تدوس كرامته، وأن يتم ذلك بطريقة ترضيه ولا تستفزه.

وهناك منظمات تسبب وجودها في بعض المشاكل من بنيها "الاتحاد اللوثري العالمي"، ومنظمة إيطالية تعرف بـ"Enter Sos" وتنشط في المجال الإغاثي، هذا رغم حجم المأساة والضغوط التي تعرض لها اللاجؤون، والضحايا الذين سقطوا بسبب الأوضاع، وكذا المرضى والمصابين، والنساء الذين وضعوا أجنتهم في الطابور، ورغم كل ذلك فإن المنظمات أصرت على طريقتها رغم معاناة اللاجئين ورفضت تغيير طريقتها في التعامل معهم.

ونحن كنا ننتظر أن تتحسن الأوضاع مع قدوم ممثل جديد للمفوضية العليا للاجئين، خصوصا وأن الممثل السابق لها ويسمى "فيليب" كان متجاوبا مع ممثلي اللاجئين وطلباتهم، وقد تلقانا في فصالة أول ما وصلنا إلى الأراضي الموريتانية، وعلى العموم كان تعامله معنا إنسانيا، لكن منذ مغادرته منذ ثلاثة أشهر تقريبا بدأت معاناتنا، حيث إن بقية العاملين لديهم على ما يبدو أجندة أخرى ليس على رأسها رفع معاناة اللاجئين أو مساعدتهم.

الأخبار: أنتم أحد منتخبي الشمال المالي، وبالأخص مدينة ليره، ما هي آخر المعطيات لديكم عن الأوضاع هناك؟

...بعد طول انتظار يصل اللاجئإلى نطقة التوزيع لاستلام حصته الغذائية... (الأخبار)

...بعد طول انتظار يصل اللاجئإلى نطقة التوزيع لاستلام حصته الغذائية... (الأخبار)

منسق مخيم امبره: ما يبلغني عن منطقة الشمال المالي هي أن الناس يقتلون بشكل يومي، وأن المنازل والمتاجر تتعرض للنهب والتخريب، وأستطيع تأكيد نهب منزلي والمنازل القريبة منه، كما تدمير جوانب منها، وإزالة أبوابها ونوافذها.

ورغم الأوضاع هناك في الشمال المالي، فهي على كل حال ليس أكثر شغلا لبالنا من أوضاعنا هنا في المخيم، فوضعنا لم يعد يطاق.

وعندما نستعيد تجربة لجوئنا إلى الأراضي الموريتانية خلال العام 1991 ندرك أن ظروفنا حينها كانت جيدة، وما قدمته لنا موريتانيا حينها لن ننساه، وقد بقينا هنا حتى العام 1996، وكنا طيلة هذه الفترة في إكرام وتبجيل، وتبادل معنا الموريتانيون كل شيء.

أما في العام 2012 فإن ظروفنا لم تكن كذلك، ونحن نرجع سبب مأساتنا خلال هذه الفترة إلى الأجانب وخصوصا الأفارقة الذين يمثلون المنظمات الإغاثية، أنا لا أعرف سر إصرار المفوضية العليا للاجئين على اختيار مثل هؤلاء ممن لا يحترم إنسانية ولا كرامة اللاجئين.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!