التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:10:58 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.03.2013 12:20:42

حتى لا تغرق السفينة

محمد يحظيه ولد عبد العزيز

محمد يحظيه ولد عبد العزيز

إن قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهي قضية القضايا قال جل وعلا: "ورحمتى وسعت كل شيىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون".
وقد بين الله عز وجل أن من شروط التمكين إقامة هذه الشعيرة قال تعالى: "الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" قال الصباح بن سوادة الكندى سمعت عمر بن عبد العزيز يخطب وهو يقول: "الذين إن مكناهم فى الأرض" الآية ثم قال ألا إنها ليست على الوالى وحده ولكنها على الوالى والمولى عليه ألا أنبئكم بمالكم على الوالى من ذالكم وبما للوالى عليكم منه؟ إن لكم على الوالى من ذلكم أن يؤاخذكم بحقوق الله عليكم وأن يأخذ لبعضكم من بعض وأن يهديكم للتى أقوم ما استطاع، وإن عليكم من ذالك الطاعة المبزوزة ولا المستكرهة ولا المخالف سرها علانيتها.* تفسير ابن كثير* ونقل الإمام الطبرى في تفسيره بسنده عن أبى العالية فى قوله تعالى: "الذين إن مكتاهم فى الأرض" الآية. قال كان أمرهم بالمعروف أنهم دعوا إلى الإخلاص لله وحده لا شريك له ونهيهم عن المنكر أنهم نهوا عن عباد الأوثان وعبادة الشيطان فمن دعا إلى الله من الناس كلهم فقد أمر بالمعروف ومن نهى عن عباد الأوثان وعبادة الشيطان فقد نهى عن المنكر* انتهى كلامه.
وعبادة الشيطان طاعته، وقد حكم الله جل وعلا على جميع أهل الأرض بالخسران إن لم يتصفوا بهذه الصفات التى من ضمنها التواصى بالحق قال تعالى: "والعصر إن ا لإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتوصوا بالصبر" قال الشافعى رحمه الله: "لو لم ينزل من القرآن إلا هذه السورة لكانت حجة على العباد" وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة ركنا من أركان الدين لا يقوم إلا به قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" قيل لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" فكما أن "الحج عرفة" كما فى الحديث أي أن الوقوف بصعيد عرفات ركن من أركان الحج لا يصح الحج دونه فكذالك الدين النصيحة لا يقوم الدين إلا على النصيحة فينبغى نشر هذا المفهوم الشرعى فى عامة الأمة لتسعد فى دنياها وأخراها وليدع الداعى ولينصح الناصح على هدى وبصيرة كما قال المولى جل جلاله: "قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين" وكما قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم باللتى هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين« قال سفيان الثورى رحمه الله: "ينبغى للآمر والناهى أن يكون رفيقا فيما يأمر به رفيقا فيما ينهى عنه عدلا فيما يأمر به عدلا فيما ينهى عنه عالما فيما يأمر به عالما فيما ينهى عنه" فعلينا حكاما ومحكومين ورعاة ورعية كل من موقعه أن نحذر كل الحذر ونبتعد كل البعد من خرق هذه السفينة التى نشترك جميعا فى ركوبها حتى لاتغرق ونأخذ على يد من يريد خرقها.
ألا ممن يسعون فى خرق السفينة كل ساع فى الأرض بالفساد قال تعالى: "ظهر الفساد فى البر والبحر بماكسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون" وقال جل من قائل: "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد" من أمثال هؤلاء العلمايين الذين لايريدون للإسلام أن يحكم المسلمين والذين نراهم اليوم يستترون وراء عناوين كثيرة ومسميات مختلفة وبعض الأحزاب ومواقع إلكترونية وغير ذالك تعرفهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!