التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:09:48 غرينتش


تاريخ الإضافة : 14.03.2013 12:53:31

المعارضة وفزاعة الأزمة

إبراهيم ولد البان

إبراهيم ولد البان

إن الفزاعة التي تريد المعارضة أن توهم بها المواطن الموريتاني لا وجود لها إلا في عقول أصحابها أو في هواجسهم المتخوفة من مصير محتوم وهو أن نظام محمد ولد عبد العزيز سوف يقضي مرحلة جديدة في الحكم بعد انتهاء مأموريته الحالية وذالك بتكليف وتشريف من المواطن الموريتاني سواء رضت بذالك المعارضة أم كرهته.

فالمواطن رغم كل الادعاءات المغرضة التي تلقي بها المعارضة علي شخص الرئيس فإنه يعلم في قرارة نفسه أن الرجل قد خدم الوطن أكثر مما حاولوا هم أن يجروه في متاهات مظلمة وذلك بحثا عن مصالح شخصية.

إن المتتبع للمهرجانات الأخيرة التي تقوم بها المعارضة في أوقات متفرقة وغير متباعدة وبنفس الجمهور, ليعلم أن هؤلاء الذين يتخبطون في منسقيتهم التي لا ينسقون من خلالها ما يخدم الوطن والمواطن بعيدين كل البعد عن مسعى الحوار والمصالحة، فهم يضعون شروطا أقرب ما تكون إلى التعجيز منها إلى الواقع فكل ما تم التنازل لهم عن شي يريدون غيره وكأنهم طفل مدلل لا يرضي إلا بالكعكة كلها, ويتناسون أن أي تمثيل للمواطن في شؤون حكمه لا يتأتي إلا من خلال الانتخابات, تلك الانتخابات التي توقظ القوم من مضاجعهم, لأن من سيصوت فيها هو نفس المواطن العادي الذي يسعون إلى تضليله بادعاءاتهم وهو كذلك نفس المواطن الذي وجد نفسه في ظل حكم الرجل ولامسته برامج طموحة أعطت له الأمل وتضامنت معه في أوقات عصيبة وشقت الطريق إليه حتى آوته بعد أن كان مشردا.
لقد أصبح "الرحيل" عبارة يرددها البعض دون أن يدرك كنهها ومن دون أن يعلم أن من رحلوا أو رحلوا ليسو مثلنا فلو ردد الرحيل في عهد سابق لوجد صدي أكثر من الآن لأن الرحيل يراد به إزالة حكم قد حاول الخلود وجثم على قلوب الشعوب وهو ما لا ينطبق على حكم محمد ولد عبد العزيز الفتي في زمنه والقديم في إنجازاته.

لقد عودتنا المعارضة عل الصيد في المياه العكرة بمحاولتها لاستغلال جو الانفتاح الإعلامي وحرية الإعلام التي تم فتحها علي مصراعيها حتى أصبح البعض ينتقد شخص رئيس الجمهورية علي التلفزيون الرسمي وهو في نفس الوقت يتهمه بكبت الحريات واحتكار الإعلام، فأي تناقض هذا الذي تعيشه المعارضة؟.

إن المواطن الموريتاني البسيط قد مل محاولة تحريف الحقائق وقلب الوقائع التي تقوم بها المعارضة التي يبدو أنها لم تفهم من دورها إلا محاولة الوصول للسلطة ونسيت أن الدور الايجابي للمعارضة بالإضافة إلي الدور السابق هو الرقابة والتوجيه وليس إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ومحاولة استغلال حماسة الشباب وتحريضه علي القيام بأعمال لا تخدم الوطن وأبعد ما تكون أن تخدم الشباب أنفسهم.

إن التبجح بالربيع العربي وكأنه قد أخرج أصحابه من الظلمات إلى النور أو أنه قد أخرجهم من الاستبداد إلى الحرية من دون ثمن باهظ وفاتورة مفتوحة للدماء وويل وقتل ودمار وفوضى عارمة وانتهاك للأعراض والحرمات وتناحر بين الشعوب والسعي نحو المجهول.

فهل يظن هؤلاء المتبجحين بربيعهم أننا بمعزل عن العالم وما يدور فيه من تغيرات حتى يتباهوا علينا بذلك الربيع، ويصرون على استيراده لنا، فنحن لو تحملنا نصف فاتورة دمائه لأصبحت بلادنا خاوية علي عروشها لا حاكم فيها ولا محكوم.

فنحن في بلادنا لم نتعود علي فصل الربيع وطقوسه الموازية بل نفضل صيفنا الحار وشتائنا القارس على الربيع وويلاته، إذا كان هذا حال الربيع.

إن النهضة العمرانية والاقتصادية والثقافية التي تشهدها بلادنا لجديرة بإعطاء القائمين عليها فرصة لإكمال ما بدؤوه من مشاريع عملاقة ستوصل هذا البلد لا محالة إلى مصاف نظرائه من الدول التي وصلت إلى ما وصلت إليه بسواعد أبنائها مجتمعة وموحدة لا متفرقة ومتخاذلة

فلا يجب أن ننسي أنه إذا كانت هنالك معارضة لا ترضى عن الوصول للسلطة بديلا والحوار في قاموسها هو الوصول إلى تلك السلطة بدون صناديق الاقتراع، فإن هنالك معارضة أيضا معتدلة في طرحها أثبتت أنها تقدم مصلحة البلد على مصالحها الشخصية والاختلاف لديها لا يفسد للود قضية، فلكي نكون منصفين يجب ألا نعمم بوصف المعارضة الأنانية على هؤلاء ونعترف لهم بالرزانة وبالحنكة السياسية.

فالمبادرة التي قدمها الرئيس مسعود ولد بالخير خير مثال علي ذلك، فبالإضافة إلى أبعادها السياسة يجب أن نعترف بأنها قد بينت معدن صاحبها النفيس وحرصه على مصلحة البلد وتوافق كافة فرقائه السياسيين.

وفي الأخير يجب أن تعلم منسقية المعارضة أن فزاعة الأزمة المختلقة، وكارثية الوضع، وقتامة الموقف، هي مسائل تكذبها الأرقام والدلائل الواقعية، وأن الوصول للسلطة ليس له إلا طريق واحد وهو صناديق الاقتراع والحصول على أغلبية أصواب الشعب الموريتاني.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!