التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:09:36 غرينتش


تاريخ الإضافة : 14.03.2013 22:10:05

موقف الشيعة من آل البيت.. الحقائق بالمراجع (الحلقة2)

سيدي ولد أحمد مولود  - Sidi.radio@yahoo.com

سيدي ولد أحمد مولود - [email protected]

إن من الشائع عند سواد الأمة الإسلامية أن الشيعة طائفة من المسلمين تستميت في محبة أهل البيت وتبني ولاءها أو براءها من أهل السنة عامة والصحابة خاصة بسبب الموقف من آل البيت، والراسخ في عقول الشيعة جميعاً أن الصحابة ظلموا أهل البيت وسفكوا دماءهم واستباحوا أعراضهم، لهذا لا يترددون في لعنهم وتكفيرهم ونبزهم بالنواصب، بيْدَ أن الكتب المعتمدة عند الشيعة تبين عكس ذلك - إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم وما اقترفوه في حقهم من سفك دمائهم واستباحة حرماتهم، بعد خيانتهم في اللحظات الحرجة - كما سنرى في النصوص التالية:

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام (لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد)، (الكافي/الروضة 8/338).

وقال ذات يوم يخاطبهم (يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً، قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع) (نهج البلاغة 70، 71).

وقال لهم موبخاً (منيت بكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها) (نهج البلاغة 142).

قال لهم ذلك بسبب تخاذلهم وغدرهم به عليه السلام وله فيهم كلام أكثر من هذا.

وقال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته (اللهم إنْ متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241).

وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال (لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين) (الاحتجاج 2/24).

وهذه النصوص تبين لنا أن قتلة الحسين الحقيقيين هم شيعته من أهل الكوفة، الذين بايعوه واستدرجوه إليهم فلما خرج إليهم من حرمه الآمن - في أرض الحجاز- خذلوه ونكثوا عهدهم ونقضوا بيعتهم، كما فعلوا بأبيه، فلماذا يحملون أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين رضي الله عنه؟.

ولهذا قال السيد محسن الأمين (بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) (أعيان الشيعة / القسم الأول 34).

وقال الحسن رضي الله عنه فيهم (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي وآمن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10).

وقال الإمام زين العابدين رضي الله عنه لأهل الكوفة (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي) (الاحتجاج 2/32) وقال عنهم أيضا (إن هؤلاء يبكون علينا، فمن قتلنا غيرهم؟) (الاحتجاج 2/29).

وقال الباقر عليه السلام (لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم بنا شكاكاً والربع الآخر أحمق) (رجال الكشي 79).

وقال الصادق عليه السلام (أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً) (أصول الكافي 1/496).

وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة (يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً، فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ويذيق بعضكم بأس بعض تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، تباً لكم يا أهل الكوفة، غدرتم بجدي وبنيه وعترته الطيبين) (الاحتجاج 2/28).

وقالت زينب بنت أمير المؤمنين علي رضي الله عنها لأهل الكوفة تقريعاً لهم (أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب، أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بعارها وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة) (الاحتجاج 2/29-30).

ونستفيد من هذه النصوص ما يأتي:

1- ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم من أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.

2- تخاذل أهل الكوفة وغدرهم الذي تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتهم.

3- أن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين عليه السلام ومن معه.

4- أن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم زادوا على ذلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين.

ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله عليه السلام فقالوا له (إنا قد نُبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).

فبين أبو عبد عليه السلام أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.

كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم هدانا الله وإياهم!.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!