التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:07:47 غرينتش


تاريخ الإضافة : 24.03.2013 12:10:00

الشيخ المستعار

أحمدو ولد الفقيه

أحمدو ولد الفقيه

الدين راسخ في عقل الإنسان ومشاعره رسوخ الإنسانية، والإسلام أرسخ في عقل وقلب الإنسان المسلم الذي أعزه الله بالإسلام، ويعرف أنه مهما ابتغى العزة في غيره أذله الله.حتى أصبح من المسلم به أنه لا يمكن بناء موقف مؤثر في العالم الإسلامي إلا وكان الدين حاضرا فيه من قريب أو بعيد. والتدين أشد رسوخا في واقع مجتمعنا الشنقيطي متأثرا في ذلك بالتجربة المرابطية التي قامت على الدين على عكس كثير من الممالك الإسلامية.

لقد ظل المجتمع الموريتاني قائما على التقسيم الوظيفي الذي تحول مع الأيام إلى طبقية بغيضة تتولى فيها فئة قيادة الدنيا لتتحكم في الفئة الأخرى التي تتولى إدارة الغيب بالمصطلح المعاصر. ولا تكاد تمر على ذكر "إمارة" أو "فريك" أو "قبيلة" أو "خيمة" إلا ولها "مرابط" يؤدي دورا وظيفيا أشبه ما يكون بالأعمال الحرفية التي تقوم بها فئات أخرى من المجتمع، أو بالوظائف التي تؤديها وسائل الحياة المختلفة، وكان الناس يتندرون بأن الخيمة تطلب من جارتها أن تعيرها "الرحى نطحن بها، ولمرابط لنصلي به ونرده".

ويبدو أن تلك الثقافة لم تفارق المجتمع حتى مع قيام ما يسمى بالدولة التي توصف بأنها حديثة، فما من نظام حكم منذ الاستقلال إلى اليوم إلا وكان له فقهاء وأئمة يسوغون له ما يقوم به من حق ومن باطل، ويلمعون له وجهه البغيض في عيون العامة البسيطة، ويدافعون عنه عند نشوب الصراع، ويشيطنون خصومه في الدنيا، ويخلدونهم في النار في الآخرة.

وليت تلك المواقف نشأت عن قناعة بمنهج أو حب لشخص، فما في هي إلا طلب للانتفاع تحولت فيه العلاقة مع موضة "تسليع الدين" إلى شيخ للبيع وشيخ للإيجار.. روى لنا آباؤنا وأجدادنا أن فقهاء معممين كانوا قبل أن نولد محللين لنظم سابقة ثم رأيناهم هم وأولادهم وأحفادهم لا يزلون كذلك مع النظام الحالي والذي أتى قبله والذي يأتي بعده، ورأينا رجالا كنا نعدهم صالحين يبيعون الولاء والمواقف والفتاوى بمنصب زائل في الدنيا قبل زوال الآخرة، ورأينا آخرين ينتقلون ذات اليمين وذات الشمال، وآخرين ضاعوا بين مائدة معاوية وصلاة علي، وآخرين أصيبت بالكساد فوزعوها بالمجان..

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في القلوب لعظما


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!