التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:07:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 27.03.2013 11:48:46

إفريقيا الوسطي .. موسم جديد من التيه السياسي

سيدي ولد عبد المالك- إعلامي موريتاني مهتم بالشؤون الإفريقية

سيدي ولد عبد المالك- إعلامي موريتاني مهتم بالشؤون الإفريقية

تشاء الأقدار أن يكون شهر مارس\آذار شهر أحزان و مسرات بالنسبة للرئيس السابق لجمهورية إفريقيا الوسطي فرانسوا بوزيزي. ففي 23 مارس الجاري رحل "بوزيزي" عن السلطة تحت إكراه سلاح معارضته المسلحة، و في مارس من عام 2003 وصل "بوزيزي" السلطة.

و تشاء الأقدار كذلك أن يترك "بوزيزي" السلطة أمام زحف تمرد قادم من الشمال، و هي نفس الطريقة التي أرغم بها "بوزيزي الجنرال" ذات يوم سلفه الرئيس "فليكس آنج بتاسي" على ترك السلطة.

هو التاريخ إذن يعيد نفسه بعد عشر سنوات من حكم "بوزيزي" لإفريقيا الوسطي. سنوات امتازت بالانسداد السياسي و استشراء الفساد المالي و الاقتصادي و عودة ظهور النزاعات المسلحة بالبلاد و تدهور الحالة المعيشية للمواطنين في بلد يُعد من أغني دول المنطقة من حيث الثروات المعدنية(الماس، الذهب، و الحديد).

لقد كشف التلاشي السريع لنظام الرئيس السابق "بوزيزي" عن هشاشة الأجهزة الأمنية و العسكرية التي كان يتكأ عليها نظامه. فتقدم قوات حركة "سلكا" المسلحة و سيطرتها على العاصمة "بانغي" دون مقاومة تُذكر عزز من صحة الحقيقية التي تقول أن جيش البلاد ليس مؤهلا لحماية نظام الرئيس بفعل ضعف تكوينه و ضعف تجهيزاته و افتقاده للقيم الجمهورية و ارتهانه للو لاءات الإثنية.

سقوط "بوزيزي" لن ينهي بكل تأكيد الحالة السياسية و الأمنية المعقدة بالبلاد. فالبلاد اليوم محكومة من قبل تمرد مسلح عبارة عن خليط غير متجانس من الفصائل يجمعها العداء ل"بوزيزي"، لكن في ذات الوقت لكل واحد منها طموحاته و أجندته الخاصة، و هو ما سيتعقد إدارة البلاد في المرحلة القادمة.

كما أن انحصار دور القوي السياسية سواء منها الداعمة للرئيس "بوزيزي"، أو المحسوبة على المعارضة التقليدية في الأزمة الأخيرة عامل آخر من العوامل التي تلقي الكثير من المخاوف على مستقبل البلاد.

إن شرارة أزمة أفريقيا الوسطي قد يطال مداها بلدانا إقليمية مجاورة تعاني من مشاكل سياسية و أمنية داخلية كجنوب السودان و الكونغو الديمقراطية و الكاميرون و تشاد التي تعتبر لاعبا مهما في الصراع الحالي على السلطة بإفريقيا الوسطي.

و تزداد المخاوف على المستقبل الأمني لدول وسط إفريقيا باعتبار أن الفراغ الأمني -الذي بات يلقي بظلاله على المنطقة- قد يساعد الجماعات الإسلامية المسلحة الإفريقية كحركة "بوكو حرام" النيجيرية على التحرك بالمنطقة بيُسر و سهولة ، كما قد يُمكن هذه الجماعات من خلق اختراقات وتحالفات مع المجموعات المسلحة بالمنطقة و بوجه خاص متمردي تشاد الذين أعلن زعيمهم "تيمان أرديمي" قبل أيام من العاصمة القطرية الدوحة عن استعداد مسلحيه لحمل السلاح من جديد في وجه الرئيس التشادي ادريس دبي، الذي تقود قواته الخاصة أهم العمليات المسلحة البرية بالشمال المالي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!