السلام عليكم ورحمة الله.

بعد ما يناسب مقامكم الرفيع من التحية والتقدير أتقدم إليكم بهذه الحروف وكلي أملٌ ورجاء أن تجد من وقتكم الثمين بضع دقائق لقراءتها ولكم جزيل الشكر وعظيم الامتنان..
سيدي الوزير لقد اجتمعت اللجنة الوطنية للمنح في دورتها الثانية يوم الخميس 21.03.2013 بمباني وزارتكم العتيقة من أجل دراسة الملفات المقدمة للمنحة من الطلبة الموريتانيين في الخارج وبعد مداولات اللجنة ـ أو على الأقل ما قيلَ لنا ـ لأن سيادتكم الموقرة لم تكن حاضرة للمداولات وما تلك لعمري بمسؤوليتكم فهناك من نوابكم المحترمين ومديريكم المسؤولينَ من هم أهل لتك المهمة.

بعد تلك المداولات أصدرت اللجنة قرارً بمنح 272 طالباً من حاملي الجنسية الموريتانية الدارسين خارج الوطن ولا يخفى عليكم سيدي الوزير أن هذا الرقم قليل جداً مقارنة بأعداد الطلبة الموريتانيين في الخارج وهو رقم قليل أيضا بالمقارنة مع الممنوحين من لجنتكم الموقرة في الأعوام الماضية.
سيدي الوزير تعلمونَ حال الطالب المغترب وما يعانيه من مشاكل جمة في سبيل تحصيل العلم للذي تغرب من أجله بعد ما لم يجد إليه من طريق في وطنه الأم فكان لزاماً على الدولة ممثلة في شخصكم الكريم أن تضع في الحسبان كل تلك العوائق والعقبات للتي يلاقيه الطالب المغترب وتتكرمَ عليه مشكورة بمنحة حتى وإن كانت أقل ما يكمن أن توصف به أنها ضئيلة إلا أنها تبقى حتماً أفضل من العدم..

بما ذا تبررون سيدي هذه الرقم الضئيل للذي أصدرت لجنتكم ؟ متأكد قطعا أنه لا أحد من أعضاء تلك اللجنة الموقرة بإمكانه اصدار أي قرار كهذا دون علمكم واستشارتكم لاكني سيدي لم أفهم بالضبط ـ ربما هوَ نقصٌ في ذكاء الفتى المحروم من حقه ـ لماذا يظل الطالب الموريتاني عرضة لكل العقبات حتى وهوَ خارجَ حدود وطنه ليحرم من حقه الشرعي في منحة بلاده لأسباب وهمية وضعتها لجنتكم الموقرة من أجل الحصول على المنحة: على الطلبة الموريتانين الراغبين في المنحة الوطنية الحصول على سبعة 7 نقاط فما فوق ؟
من أينَ جاءت هذه النقاط سيدي ؟ هل من الإنصاف والعدالة أن نترك الطالب المسكين في الغربة يكابد تعاستها وشقاوتها من أجل تحصيل النقاط للجنتكم بعد ما كابد كل ذلك في تحصيل النقاط للجامعة ؟
هل سيظل كابوس النقاط يطاردنا أين ما حللنا وارتحلنا ؟
إن هيَ إلا نقاط وضعتموها أنتم وأعوانكم مــــَا أنزلَ الله بها من سلطان ..

ما ذا ستقولون سيدي عن الغلاف المالي المخصص للمنح في الخارج وهوَ بالمناسبة وحسب المعلومات المتاحة من وزارتكم المحترمة غلاف كافٍ لتعميم المنحة على الطلبة في الخارج أو على الأقل منح الطلاب للذين وضعوا ملفاتهم عند اللجنة وهو رقم ليسَ بالكثير لأن الكثيرين منهم سئموا المنحة وما تعلق بها نظراً للمعايير المجحفة في حقهم.
أقدر سيدي وطنيتكم ولم تكن موضعَ شكٍ عندي في يومٍ من الأيام فأنتم تعيدون لوزارة المالية كل سنة ما تبقى تحت يدكم من الغلاف المالي بعد صرف المنح لكن ألا تتساءلَ معي سيدي عن مصيرِ ذلك الغلاف بعد عودته إلى المالية وهل هل ستكون يدٌ أمينة كيدكمْ في انتظاره هناكْ أم أن مصيره إلى المفسدين وأكلة المال العام وهم لعمري كثر..؟
أما كان أحرى لهذا المبلغ أن يصرفَ في ما خصصَ له أصلاً وهوَ ما كنا نحلم منكم أن تفعلوا ولازلنا ..

في المغرب ــ وما كنت أريد أن أخصص ــ كما في فرنسا وتونسَ والجزائر وأينَ ما وجد طالب موريتاني مهاجر بحثا عن علماٍ ضنَ عليه به وطنه كان قرار لجنتكم مفاجئا وغير متوقع ..
ربما يكون المغرب نشازا عن غيره من الدول حيث أن المسجلين هذا العام في المملكة خارج الحصة الرسمية قلة جداً ولستُ أدري هنا هل أضيف لائحة 29 المعروفة لدى وزارتكم المحترمة بهذا الاسم للحصة الرسمية أم لا وأنتم من سهلتهم لهذه للائحة التسجيل في المملكة على الرغم من المعانات النفسية والمادية والمشاق للتى تعرض لها هؤلاء الطلاب خلال بحثهم عن التسجيل العام الماضي بعد أن عاشوا هنا في المملكة عاماً أبيض بلا تسجيل فكان ينبغي على وزارتكم أن تشجعهم وتكرمهم على صبرهم الفذ بدلَ نزعِهم حقهم في المنحة ؟

متى يظل الطالب في الخارج ضحية قرارات وأعراف لا ناقة له فيها ولاجمل.
ختامـاً سيدي أستسمحكم في الإطالة فأنا أقدر ظروفكم ومشاغلكم الجمة وليسَ لديكم من الوقت ما يسمحُ بقراءة الممجلدات لكن لي وزملاء من الطلبة في الخارج طلب إلى شخصكم الموقر:نطالب بإعادة اجتماعِ اللجنة الوطنية للمنح وتشغيل الغلاف المالي المخصص للطلبة في الخارج في ما خصصً له وإعطاء كل ذي حقٍ حقه..
في انتظارِ ردكم الإيجابي تقبلوا سيدي أسماء آيات التقدير ولإحترام..