ليس من الغريب في المنطق الشرعي أو العقلي أن تعتقل هيئة أمنية يفترض أنها لحماية أمن المواطنين سارقا أو قاتلا أو مجرما.. ولكن المستغرب أن تعمد هذه الهيئة إلى تجار معروفين بالنزاهة والورع وتعتقلهم دون سابق إنذار أو توضيح..

وقد وقع ذلك في ما يسمى بقضية ولد الخوماني الذي اعتقل بسبب فساد مالي اختفى على إثره أكثر من نصف مليار أوقية كما تناقلت وسائل الإعلام المحلية ، وبدلا من البحث عن الحقيقة بحيادية ونزاهة اختارت الهيئة اعتقال التاجرين الداه ولد أب الشريف، ومحمد الحافظ ولد سعيد الهاشمي، وسجنهما لمدة 8 أيام كاملة ، وممارسة وسائل إكراه متنوعة عليهما ليقبلا بقلب الحقائق ويوقعا وثائق أملاها الدرك عليهما تقتضي مطالبة ولد الخوماني لهما بديون لا أساس لها من الصحة ظلما وعدوانا، في حين أن الحقيقة هي أن ولد الخوماني هو المدين للتاجرين..

وبعد اعتصام أهاليهما تم إطلاق سراحهما دون توضيح لسبب الاعتقال ولا لمبرر الإفراج عنهما، وهنا نريد أن ننبه على نقاط في غاية الأهمية في هذا الموضوع:

أولا: إن التاجرين المذكورين يدينان بشدة اعتقال المواطنين دون إشعار أهاليهم بسبب الاعتقال والتهمة الموجهة للمعتقل وكل ما يمت لذلك بصلة.

ثانيا: يحتفظ التاجران بحق المطالبة بحقوقهما كاملة.

لجنة الدفاع عن التجار: لا مصداقية للوثائق الموقعة تحت الإكراه

ثالثا:كل ما كتب من وثائق مدة الاعتقال يعتبر لاغيا، وليست له أي مصداقية مهما كان محتواه.
رابعا: تبقى المطالبات المالية بين التاجرين المذكورين وولد الخوماني على حالتها المدنية قبل فترة الاعتقال.

وفي الأخير فإننا نضع تساؤلات أمام القارئ الكريم نطالبه بالتأمل فيها:
السؤال الأول: إذا كانت أجهزة مخابرات الدولة تتابع وتسجل بالصوت والصورة والرائحة واللون كل حركة يقوم بها من تريد متابعته فلماذا لم تميز بين البريء والضالع في هذه القضية؟

السؤال الثاني: متى سيتمكن المواطن من العيش كريما في وطنه متمتعا بما يسد به الرمق من حرياته؟
السؤال الثالث: متى سيجد المظلوم في هذا البلد من ينصفه ويرد له حقوقه؟.
وأولا وأخيرا نتمنى لهذا الوطن العزيز الأمن والأمان والرخاء كما نسأل الله تعالى لكل الأجهزة المكلفة بحماية ورعاية مصالح الوطن والمواطنين أن يكونوا على مستوى تقدير المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وأن يتصرفوا أثناء ممارستهم لأعمالهم بكل تجرد وحيادية.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
لجنة الدفاع عن التاجرين:
- الداه ولد أب الشريف.
- محمد الحافظ ولد سعيد الهاشمي.