ظلمت شريحة بأكملها وتعديت على مرجعية بذاتها وأخطأت في حق ضحايا ما زالوا ينتظرون من ينقذهم من آفات وويلات مخلفات الرق والفقر وتعاسة العيش، أيها المجلس لقد قطعت فلذة أكباد نساء أولادهم مضطهدون مشردون خائفون بائسون بتعينك مديرا عاما لوكالة توقع الكل أنها مجرد ببقات خلفيتها سياسية الهدف منها أبعد مما نتصور (الانتخابات الرئاسية القادمة) لكن هيهات هيهات، لن نقع في الفخ ولا في القعر مرتين.

إن واقع الحراطين لا يستطيع تفهمه إلا من علاج وكافح سنوات عدة من أجل هذه القضية التي باتت معضلة في سبيل التقدم والازدهار لهذا الوطن الغالي، فلا شريحتي إخواننا البيظان ولا الزنوج يستطيعون أن يدركوا مفهوم الرق ولا حتى مخلفاته، كما قلت آنفا أن التخلص من هذا المرض يقتضي التشاور مع الزعيم مسعود ولد بلخير ووضع أبناء هذه الشريحة أمام مسؤولياتهم لا أن يأتى بشخص ليس له بالقضية إلمام.

إن هذا التعيين يعتبر مؤامرة الهدف منها النيل من مشروعنا وقضيتنا المشروعة وتحطيم ما بناه الأب الروحي لهذه الشريحة المناضل والرئيس مسعود ولد بلخير، إنه الظلام الدامس حيث لا ترى شيئا، وإن رأيته لا تستطيع أن تحدد ما هو. كل الأشياء تشابهت، لم يعد هنالك فرق، ما وقع أعتبره في المثل الحساني "تحلاب أهل لخل إلا ما حليت فمك تزمك" لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن نبقى تحت وصاية من لا يعرف من نحن ويساهم بالكثير في قضيتنا، متى سيأتي اليوم الذي نكون فيه في حضن رجل الدولة الذي يستحقنا ونستحقه؟

نحن من نتحدث عن أنفسنا لا يمر يوما إلا ونحن غرقون في بحر الخيالات، منتظرين ذلك الرئيس الأبيض أو الأسود كي يحفظنا ممن يتربصون بنا فنكره الماضي والإنغماس فيه ونقتنع تارة أخرى بحاضرنا حيث نقف جميعا من أجل وحدة وطنية مرتديين أقمصة لونها واحدا وشعارها موحد، إننا حقا مهمشون مقصيون من جميع المراكز الإدارية والسياسية الثروة الاقتصادية والمناهج التربوية الإعلام لا حول لنا ولا قوة راضخون، إلى أين نحن هاربون مستنجدون أم أننا يوم من الأيام عابرون.

إننا حقا نطمح كما يقول الزعيم الهمام إلى تقوية الوحدة الوطنية من أجل بناء مجتمع موريتاني موحد متساوي في الحقوق والواجبات، خال من الظلم والتمييز، لأن هذا وحده يمكننا من تلافي الوضع وتعزيز الوحدة، وذلك قبل تفاقم الأوضاع كما هي عليه.