التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:04:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 08.04.2013 11:19:14

الاستفادة من حكمة تعدّد "الزّوجات " أولي من تحريمه

يحي الحضرامي

يحي الحضرامي

الحمد لله القائل (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع )) وأصلي وأسلم علي القائل( تناكحوا تناسلوا فاني مباهي بكم الأمم يوم القيامة )والقائل أيضا تزوجوا الولود الودود ...الخ) أو كما قال صلي الله عليه وسلم

واضح من الآية الكريمة إباحة تعدّد الزّوجات ولحكمة بالغة يعلمها ربّي وربّكم ومصلحة وخير للناس جميعا لا يشك في ذالك إلا معترض أو معاند لما جاءت به الشريعة الإسلامية وواضح من أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم ,الترغيب في إشاعة الفضيلة بدلا من الرذيلة والحثّ علي كثرة التناسل لإعمار هذه الحياة بهذا العنصر البشري ولا شك أن المسلمين ظلوا يستفيدون من حكمة تعدّد الزوجات ابتداء من قائدهم الأول محمد صلي الله عليه وسلم لأنه خير دليل وأكبر شاهد علي ذالك ولم يعترض عليه أحد من المسلمين من باب الانتقاص منه أو التقليل من شأنه أو شيء من هذا القبيل ولم يقيّده الشرع بعصر من العصور ولا بزمن من الأزمان ولا بجيل من الأجيال ولا بعنصر من العناصر بل جعل إباحته لكل من رّغب فيه وتوفرت فيه الشروط ...

إلا أنّ مجتمعنا الموريتاني ظلّ يحرّمه البتّة ويهاجمه ويهاجم كلّ من قبلت به وينظر إليه بأنه إهانة للمرأة ونقص من كرامتها ويرفضه رفضا باتّا مهما دعت الحاجة إليه أو توفرت الشروط أو رغب الرجال أو كثرت العوانس وحتى في زمن الفتن وتفشي الرذيلة وإثارة الغرائز الذي هو خطر يهدّد بانهيار سدّ الأخلاق كما أشار إلي ذالك ( جيمس وستون)) أحد المتخصصين التربوييّن الأمريكان في صحيفة ( النيويورك تايمز (بقوله ( إن خطر الطّاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر بكثير من خطر الطّاقة الذّريّة )) ومع هذا تجد مجتمعنا الآن ما زال يقف له بالمرصاد ويجعل دونه سدّا منيعا من الشروط والفتاوى, التي لا تتغير بحسب الزمان ولا المكان ولا تستجيب للواقع ولا تنظر إلي الظروف ولا تنزل عند الحاجة ولا تقف عند المتطلبات بل وذهب الأمر إلي أبعد من ذالك وهو طلاق المرأة لنفسها أو طلاق المجتمع لها إن هي تغاضت أو تجاهلت عن زواج الرّجل عليها ,غير مبالين بما نهت عنه الآية الكريمة من العضل في قول الله تعالي (( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف )) فيطلقونها دون أن تقدم لهم أبسط شكوى أو شعور بضرر لحق بها ,عند ما يشعرون بأن الرجل تزوج عليها بحجّة هذا الشرط الجائر المانع من الاستفادة من حكمة التّعدد والمتغاضي عن ارتكاب الفاحشة والمبيح للمخادنة كما هو سائد عند الغرب !!
لا شك أن المرأة الموريتانية العربيّة أو البربريّة ظلّت وما زالت عاملا سلبيا وعائقا كبيرا أمام الاستفادة من فائدة التعدد لإصابتها بالجشع وحب الذّات والمال والأنانية والكبر وحبّ الانفرادية..!تريد فقط أن تنفرد بمنافع الرجل حتى ولو بقي معها لأكثر من نصف قرن دون إنجاب لن تنصحه أبدا بالزواج عليها ولن تختار له زوجة أخرى هي باختصار تحب أن تظل عاملا سلبيّا وعدوّة للمجتمع وسيئة للغاية لا يملكها الإحسان عليها ولا الأخلاق معها لأنها ورثت الكبر والمصاب بالكبر مهما بذلت له من معروف يري انه من حقه ...!!!

واليوم وقد أصبحت الحاجة إليه باديّة للعيّان والواقع يملي علينا أكثر مما كان ينبغي أن يغيّر مجتمعنا هذه النظرة الباغضة الرافضة للتّعدد والاستفادة من و يغيّر كذالك العلماء فتاويهم حول الموضوع قيّاسا علي الأصل وهو الإباحة واستجابة لما يمليه علينا الواقع ونزولا عند المتطلبات المطالبة له وتماشيّا مع الظروف الداعيّة له, و دعوة للتفكير جيّدا في المشاكل التي قد تحدث عند رفضه وعدم الاستفادة منه مثل الطلاق وانتشار العنوسة واللجوء للمخادنة وعائق النمو الدمغرافى ,المسبب للقلة وكما يقال (( كل شيء إذا قل غلا إلا الإنسان إذا قلّ ذلّ)) وكما أشار إليه القرءان الكريم (( ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز...))

فلا بد من تغيير هذه النظرة الباغضة للتّعدد الحارمة من الاستفادة منه إلي نظرة ايجابية تنظر إلي ما فيه من المصالح والفوائد وتدعونا للاستفادة منه وتكون أكثر تماشيّا مع ظروف بعض الرجال الذين لا يقنعون بواحدة ويكون بهذا أعطي للرجال حقهم المشروع وخيارهم الآخر عن الطلاق , يلجئون إليه عند ما يشتدّ عليهم الملل والرتونية من المرأة الواحدة أو تتوقف هي عن الإنجاب وحتى لا تتوقف منافع الرجل وبهذا تكون منفعة الرجل منفعة متعديّة ويستفيد منها عدد أكثر .لأننا نري بعض الرجال أثرياء وينبغي ألا تختصر منفعته علي مرأة واحدة ولا حتى علي مجتمع واحد وبهذا أيضا نرفع الحرج عن الفتيات القابلات للتّعدد وهنّ كثر لكن منعهنّ سيف المجتمع الذي لا يبقي ولا يذر !!

فينبغي أن نّأتي بمسوغات لأن تقبل المرأة بالتّعدد لا أن نحاول إقناع الرجل برفضه بل العكس فالرجل ينبغي أن يجرّب حظّه مع عدد أكثر من النساء فربما يرزق من هذه أصحاب مواهب وأصحاب كرم وأخلاق و يرزق العكس من أخري فزواجه بعدد أكثر من النساء ,يحصل أيضا من خلاله علي قرابات أكثر وليس من المعقول بقاء الرجل مع مرأة بطيئة الإنجاب أو لا تنجب أصلا فهذا يعني أن كل سنة تأخر بها عن الإنجاب فان فائدة الولد ستتأخر وهذا لا يقبل به عاقل ولا من يفكر في فائدة الولد في شبابه أو حتى حياته فزواج الرجل علي المرأة في صالحها لأنها إذا رزقت منه بنات فقط فقد يرزق هو أبناء من امرأة أخري ويكنون إخوة لبناتها هي وقد يكون أبناؤها غير متعلمين ولا صالحين ويكون هو قد حصل علي أبناء متعلمين صالحين من امرأة أخري ويكنون سندا وظهيرا لأبنائها هي أو بناتها إن هي رزقت منه البنات فقط ..
فلا شك أن زواج المرأة برجل كريم خلوق يجعل معها أخريات يتقاسمن معها الحياة خير لها من زواجها مفردة مع رجل سيء الأخلاق وخير لها أيضا أن ترزق ذريّة من رجل متزوج عليها من أن تبقي عقيمة يعبث بها المجتمع وعاداته التي لا تنفعها إن هي أصيبت بشيخوخة قاهرة أو مرض عضال ..
ونضيف إلي هذا كلّه ملاحظة مهمّة جدّا لفهم الواقع واستيعاب المتغيرات. وهي: أن المجتمعات تتحكم فيهم العادات أكثر من الشرع والمحافظة التي كانت تتصف بها بعض مجتمعات الزوايا ليست ناتجة كلها عن الالتزام الديني والعفة وإنما هي في الغالب التزام بالعادات فقط مثلا عند ما تطرح المرأة أمامها خيار الفاحشة حين تغريها الغريزة وداعي الفطرة تجعل أما عينيها في نفس الوقت أن مجيئها بولد لا ينتسب لأحد, لمجتمع كهذا يعني جعل نفسها في ورطة لا تحمد عقباها وقتل لنفسها وانتحار وربما كانت في أغلب الأحيان تفضل كبت غريزتها والصبر علي ما هي عليه من إثارة الغريزة .هذا كان كله قبل أن تجد حلولا للخروج من سيف المجتمع واليوم وقد أصبحت لها ألف حلول من موانع ووقايات عن الحمل ,فهي الآن تفعل ما تشاء فهذا علي الأقل نفهم من خلاله أن لا مقارنة بينما هو واقع الآن وينبغي أن نبحث له عن حلول توقي مما لا تحمد عقباه, وبينما هو ماض متغير ..

ونضف أيضا إلي ما أسلفنا من مسوغات للتعدد ,الفتن ,المثيرة للغرائز التي تعرض عبر القنوات والوسائل الحديثة التي تحمل أفلام إباحيّة ومسلسلات الحب وما يعرض للرجال عن طريق الأسواق وانتشار المتبرجات والسيارات الفاخرة التي تعرّض الرجال للفتن والاتصالات التي تسهّل المواعيد وتجعلها أكثر دقّة بتحديد الزمان والمكان وهذا ما لم يكن بالإمكان من قبل والمادّة هي الأخرى كانت عاملا أساسيا في قناعة الرجل مع واحدة طيلة حياته لأنها كانت محدودة فربما نصل من خلال هذه المسوغات إلي إقناع البعض بالقضية أو تقريبها منه ذهنيّا ..
مع أن التعدد لن يكون بالإمكان والاستفادة منه أكثر ومتاحة للجميع إلا إذا كانت المرأة الموريتانيّة العربيّة أو البربريّة شريكة حقيقيّة للرجل في الحياة وتخفف عليه أعباء الحياة ولا تجعل عليه كلّ الثّقل لأن الحياة اليوم أكثر تشعّبا ,وتغيّر كذالك ثقافتها التّكاسليّة التي تجري منها مجري الدّم ,الرّافضة للعمل حتىّ في بيتها ,إلي ثقافة عمليّة تجعل الرجل يرتاح إلي شريكته في بيته ...
هذا ما أردنا من خلاله لفت الانتباه إلي حاجتنا للاستفادة من حكمة تعدد الزّوجات بدلا من تحريمه ورفضه دون تفكير جادّ و نظرة عميقة تنظر إلي ما فيه من مصالح ,جمّة أرادها الله لعباده وللنساء خصوصا وحتى لا يلجأ الرّجال إلي المخادنة أو السريّة التي انتشرت مؤخّرا في المجتمع الموريتاني وأضرارها لا تنتهي ....فنرجو من الله العلي القدير أن تلقي ءاذانا صاغية ويستفيد منها الجميع كما أردنا ويكتب هذا في ميزان حسناتنا هذا وبالله التوفيق .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!