يستعمل الباعة المتجولون في سوق الهواتف النقالة المعروف باسم "نقطة ساخنة" مجموعة مصطلحات غريبة وطريفة في نفس الوقت، حتى لا يتمكن الزبناء من معرفة مدلولاتها، حيث تم وضعها بهدف التلاعب بهم والتحايل عليهم.

ـ التّملاح": ويعني التحايل والغشّ والغَرَر؛ وهو مصطلح قديم ظهر مع بداية إنشاء سوق الهواتف، ويرى الباعة المتجولون أنه أصبح مصطلحا قديما فالكل يعرف مدلوله، حتى أن الزبناء يحتاطون قبل قدومهم الى السوق كي لا يقعوا في فخّ التملاح على حد قول أحد باعة الهواتف، وغالب زبناء السوق يشكون من تعرضهم للتملاح في أولى زياراتهم له، بل إن بعضهم يتحدث عن تعرضه للتملاح أكثر من مرة.

ـ "كَرن": وهو مصطلح جديد أصبح يستخدمه الباعة الصغار بدل مصطلح "كومسيوه" الشهير، حيث يقوم عمل صغار الباعة هؤلاء على جلب الزبناء للمحلات مقابل زيادة في السعر على حساب الزبون يستلمونها لاحقا من صاحب المحل، ولكي لا يشعر الزبون بعملية التحايل يغادر معه المحلَّ، لكنه يضطر لإشعار البائع بأن الزبون جاء من طرفه وبالتالي يقول له: "كَرْنْ" حتى لا ينكر حقه في العملية.

ـ "اكْلِيسِي": وهو نوع من التحايل على الزبناء يتم بطريقة سلسة، حيث يقوم البائع بعرض الهاتف على الزبون وبتلميعه له وتجريبه أمامه، وعند انتهاء عملية العرض والتلميع تبدأ عملية الاستلام وعندها يحدث ما يعرف بـ: "اكليسي" أي تبديل الهاتف بهاتف مماثل له لكنه يكون فاقدا للخصائص الموجودة في الهاتف الأول، بل يكون أحيانا متعطلا وغير صالح للاستخدام.

أحد باعة الهواتف يدعى يحفظو يتحدث للأخبار عن أن هناك عدة قصص طريفة تحدث بين الباعة الصغار والزبناء أثناء بيع الهواتف النقالة؛ حيث يتفنَّن الباعة في الاختفاء وتقديم المبررات وإقناع الزبناء أثناء وبعد عملية " اكْلِيسِي "، ويذكر أن أحد الزبناء اكتشف الغشَّ الذي تعرض له فعاد مسرعا إلى البائع وتعرّف عليه، لكن الأخير خلع دراعته وتقمّص شخصية صاحب المراحيض ووقف أمام الباب وأجابه: "هيه.. تفضل إل عدت داخل الدوشات، ول ما ذاك خلي الطريك".

كما يذكر أن أحد الزبناء في الأيام الأولى لنشأة السوق اشترى هاتفا يتوفر على خصائص مطلوبة، لكنه لاحظ قبل مغادرته أن الهاتف فاقد للشبكة، فسأل البائع عن السبب فأراه أحدَ عمال الكهرباء يتسلق عمودا كهربائيا في الشارع وقال له: "ريزو ماه خالك، انت ما اتراعي في الراجل طالع فوك الداية".