التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 01.05.2013 12:55:58

من ألوان معانات الشمال

عبد الرحمن ولد حمدي ولد ابن عمر

عبد الرحمن ولد حمدي ولد ابن عمر

في بلادنا لا جديد تحت الشمس وكل حاضرنا ليس بعيدا عن بعض النكت التي كنت بصدد الكتابة عنها والتي كنت سجلتها من إقراء شيخي العلامة محمد سالم ابن عبد الودود "عدود" وتفضل بعض الزملاء بنشرها في "مجموعة فوائده العلمية" والتي يتجدد حضورها في ذكرى وفاة الشيخ أن من الأخطاء الشائعة قول العامة ولاة بتشديد اللام وأن الصواب ولاة بتخفيف اللام جمع وال بمعنى صاحب الخطة والإمارة والسلطان أما الولاة بتشديد اللام فهي جمع والت وهو الذي ينقص الناس حقوقهم.
لكن الشيخ يستدرك مستصحبا طرافته المعهودة أن هذا اللحن هنا صواب لمصادفته محلا من ولاة العصر بالتخفيف.
ومن أبيات تطفلت بها على هذا المجال قيلت على لسان حال أو خواطر حاكم موريتاني ألا وهي:

"عوائل هذا الحي لا شيم برقها *** ولا التام في مستنقع العصر خرقها
إذا جاءنا يوما رئيس لحاجة *** سيسهل نحو المركب الفخم سوقها
فما ذا يعنيني إذا هي ولوولت *** أضاميم أيتام "على الله رزقها"

إن مثل هذا النوع من "الموحدين" لمما تئن لملكه البلاد، ويفنى تحت سطوة ظلمه العباد ولقد عنيت بالكتابة عن بعض مشكلات الشمال مثل ما سطرته من محاورة مع بعض المفتين في مقابر الشمال وتعرضت فيه لما تعيشه تلك البقعة أو ما يعشش فيها من الفساد وفي جميع أرض موريتانيا الحبيبة ونشره موقع الأخبار منذ عام أو يزيد تناولت فيه ما يقع في شركة تازيازيات من ضرر على الساكنة دون مقابل لهم ولم يبرح ذلك الموضوع مكانه حتى الآن ولقد كان لي اهتمام بأعلام الشمال حيث كتبت العلامة ألفغ الخطاط من خلال وثائق الذين ثوى بينهم "وعن الشيخ محمد المامي وغيرهما.

وإن ما تشهده بلادنا اليوم وخصوصا الشمال - وكثير من الناس ومنهم بعض الكتاب المرموقين يظن أن أهل الشمال شملهم في هذه الدنيا وانطبق عليهم قول الجبار سبحانه يوم القيامة "لا ظلم اليوم" بعد أن كان ذلك ينمى إلى غيرهم من أهل موريتانيا الحبيبة أو ذلك ما أو همنيه ما كتبه بعضهم على صفحته في "الفيسبوك" ولد آبي: ولايات الشمال لديها مكانة خاصة عند رئيس الجمهورية.
ثم علق بقوله: "تحصيل حاصل" ولست في مقام بيان إعجاز هذه الآية ومفهومها الزماني الذي يقول إن الظلم كثيرو متناثر في شتى البلاد قبل ذلك اليوم أمننا الله من أهوال ذلك اليوم وروعاته وفزعه الأكبر - أقول هذا رغم أني الناظم:
"تنورنا واحد في الشرق حين غلا *** يكوى الجنوب ويمسي الشرق مشتعلا
"من إقصاء وتكميم وأي ظلم أعظم من حبس لبعض أبناء الشمال دون توجيه تهم واضحة لمدة غير يسيرة مثل ما يقع في حالة محمد بن أحمد بتشديد الدال بن الدباغ ونهب لثرواتهم والقيام بمنهج تقديم "العاملين عليها.."وال" محاباة "و" التوليج "وإتقان هذين الفصلين" وهو أمر ظاهر لا تخطئه عين ساكن تلك المنطقة سواء على مستوى السكن أو الطرق نظير ما نقرأه اليوم في مدينة الشامي حيث قسمت تلك الدور السكنية والقطع الأرضية أو بيعت دون مراعاة أيام تشاورية مع ملاك الأرض الأصليين القاطنين فيها اليوم والذين كانوا أهلها وأحق بها ولا حتى ساعات ولا دقائق حيث تم تجاوزهم وتغييبهم وكما أقره وأقربه والي انواذيبو، فقال لما سأله بعض المغيبين عن ذلك بكل أريحية الدور نفدت أو كما أخبرني به الثقة. كل هذا مع أننا في بلد يدعي القائمون عليه الشورى والديمقراطية والابتعاد عن الظلم.

ولا يبعد من ذلك حرمان القرى الشمالية المطلة على البحر من طريق مثل تلك التي أوثر بها أهل "انواغمار" فكل ذلك هو من ظلم هذا اليوم وتطبيق مبدأ تقديم "العاملين عليها" وإن كان ما يخفف من غلواء ذلك أن تلك الأرض التي حرمت تضم في جنباتها أو تحاذيها من الشرق "أم العواتق "التي تحتوي على معان لا يمكن أن يتحكم فيها الحاكمون اليوم أبدع في تصويرها قلم العلامة القاضي: أحمد شيخنا ابن أمات الذي يقول في رثاء بعض من توطنوا تلك الأرض قبل الوالي والتالي وودعوا قبل سنوات:
"ويا أم العواتق أنت أرض *** قد آثرك الإله على الأراض
أتاك الغيث فابتهجي وتيهي *** على البلدان يانعة الرياض
ولا برحت روايا المزن تهمي **** على أجراع أربعك الإراض
وعين من معين صلاة ربي *** على عين الكمال بلا مغاض"

وبالمناسبة فلم تك مقارنتي بين هذه البقعة مع الشام - فرج الله كرب أهلنا في الشام ونصرهم على طاغيتهم - ومعاناته موردا أبيات شيخي العلامة محمد سالم بن عبد الودود
"يابن الشبيه وشيخي الشامي لو *** حاكمت حسان الطويل المقول"

التي يبدو أنها لم تصل مسامع والي نواذيبو ولا غيرها حيث أهمل ذويها ولا إيرادي ذلك في مقال نشر في موقعي "صحفي" و"الأخبار" تحت عنوان "دمشق الشام دار ابن عامر"، قبل أكثر من ثلاثة أشهر.

ولا تذكري لتلك المقارنة وإعادة صياغتها في مقال نشر مؤخرا في موقع صحفي وبين الشيخ محمد المامي ونزار قباني تحت عنوان: ثلاثة شعراء تعودوا من ممدوحيهم ثلاث خصال وسجلوها "عبثا ولا فضولا".

وإن كل هذا ليذكر بأبيات نشرتها على صفحتي في "الفيسبوك" قبل شهرين تقريبا في المنطقة الحرة:
أمنطقتي يا من تثير شجوني *** بحرية قد أتحفوك فكوني
كأن لم تظلي قبل ذا اليوم حرة *** وذلك شأن باعث لشؤون
إذا لم تكوني حرة قبل حاضري *** فماذا طرى من بعد خمس سنين"

وحفظ الله الأديب الكبير والمبدع بودرباله بن البخاري الذي يقول قبل عشرين سنة في شعر له حساني:
ألارض من عهد السبعين *** ألاظرت عين
ولحر كاع زرها التل*** والبكر ألا تكول ول"

على ما أذكر أو شيء كهذا.

لقد دفع بودرباله ثمن الكرامة باهظا حيث عاش في الإمارات ردحا من الزمن غريبا مشردا كما فعل بأشياعه من خيرة عقول هذا البلد المسكين.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!