يعتبر كتاب العادات للأشخاص المؤثرين من أهم الكتب الصادرة بلغة شكسبير التي تناولت التنمية الذاتية للإنسان . وقد وصف الكاتب من أحد المثقفين الأمريكيين على أنه سقراط أمريكا لأنه يفتح عيون الناس للنظر في الأشياء الثابتة كالقيم العائلية ،والعلاقات والتواصل وغيرها من المواضيع التي تهم الناس.

وقد جاء الكاتب في 172 صفحة من الحجم المعتاد، متناولا كل عادة على حدة مع التفصيل اللازم وضرب الأمثلة إن اقتضى المقام ذلك، وسنحاول عرض هذه العادات حسب المستطاع.
العادة الأولي: السيطرة على الحياةـ مبادئ الرؤية الشخصية
وقد عرف السيطرة على الحياة بأنها أكثر من مجرد أخذ المبادرات فقال إن البشر مسؤولون عن حياتهم الشخصية. ونبه إلى أن السلوك يعتمد على القرارات وليس على الظروف، وقال إن تكرار الإنسان للفعل ذاته دون زيادة أو نقصان أمر يخص الإنسان ، وهو ما يدعي بالوعي الذاتي.

كما نبه إلى أن الإنسان لا يتكون فحسب من عواطفه أو أمزجته أو أفكاره بل إنه يستطيع أن يفكر في هذه الأشياء بصورة منفصلة عن بعضها بعضا. فيساعده الوعي بذاته على فهم نفسه ، ونمط عيشه وفهم أكثر الأنماط نجاعة وفعالية.
العادة الثانية : البدء من حيث ينتهي تطور النمو في الذهن

وقد عرفها بأنها الفهم الواضح لوجهتك في الحياة. وأضاف أنها تعني كذلك أن تعرف أين تذهب وأين أنت الآن، وهل الطرق التي تسلكها دوما طرقا صحيحة.
وتتأسس العادة الثانية على مبادئ شخصية القيادة ، وهو ما يعني أن القيادة نشأت أولا قبل أن تنشأ الإدارة ، وينقل الكاتب عن كل من بتر دراكر ووارن بنيس قولهما إن الإدارة هي أن تفعل الأشياء بصورة صحيحة ، وأن القيادة هي أن تقوم بالأشياء الصحيحة.
العادة الثالثة : وضع الأشياء الأولية في التطور الذهني ـ مبادئ الإدارة الشخصية
وهذه العادة هي ثمرة للعادتين السابقتين كما يقول المؤلف. و تتأسس على ركائز التصور الإنساني الأربعة: الوعي واستقلال الإرادة ، والخصوصية ومعرفة الذات. وهي تقوى فيك أن تقول إن البرنامج الذى تلقيته منذ طفولتك عبر مرآتك الاجتماعية هو برنامج عديم الجدوى. وأنك لا تحب مثل هذه المسودة غير الفعالة ، وتستطيع أن تغيرها.
وينبغي لمن يريد الاستفادة من هذه العادة أن يطرح على نفسه السؤالين التالين:
1ـ هل تستطيع أن تفعل مسألة ما حسب القواعد الأساسية المعمول بها؟ وهل إن كان الأمر كذلك هل تستطيع أن تحقق موقفا إيجابيا بصورة كبيرة فى حياتك العائلية؟
2ـ ما هو الشيء الذي يمكن أن تنجم عنه ذات النتائج سواء فى أعمالك أو فى حياتك المهنية؟
العادة الرابعة: الاستفادة المتبادلة ـ مبادئ الشخصية القيادية
يقول المؤلف إن الاستفادة المتبادلة ليست مسألة تقنية بل فلسفة فى التفاعل الإنساني . فيحكى المؤلف كيف أن أحد مدراء الشركات استضافه، وطلب منه المساعدة في حل مشكلة تؤرقه، وهي أن العمال غير متعاونين مع رئيس الشركة لكنه اكتشف أن السبب يعود إلى عدم استفادة متبادلة بينهم وبين رئيس الشركة. ويذكر المؤلف كيف أن البدائل للاستفادة المتبادلة هي الخسارة مقابل الربح أو الخسارة مقابل الخسارة أو عدم التعامل.

العادة الخامسة :ابحث كيف تفهم وكيف تفهم

يبدأ المؤلف الحديث عن هذه الحادثة بالاستشهاد بمقولة للفيلسوف الفرنسي باكسال وهى أن القلب مبرراته التى تجعله لا يريد أن يعرف. ويضيف الكاتب أن البحث عن الفهم تحول عميق فى الرؤية، فمن المعتاد أن نبحث كيف نفهم.

فأغلب الناس لا يستمعون مع أنهم يريدون أن يفهموا. فهم يستمتعون بقصد الإجابة. سواء كانوا يتكلمون أو يتجهزون للكلام. وهؤلاء الناس ينظرون إلى كل شيء من خلال رؤيتهم، ويقرأون سيرهم الذاتية من خلال حياة الآخرين.
العادة السادسة:التفاعل مع التطور الذهني ـ مبادئ إنشاء التعاون
وكما هو معتاد يبدأ المؤلف الحديث بمقولة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق وستسون تشرشل عندما تولى قيادة بلاده أثناء الحرب العالمية الثانية حيث أشار إلى أن كل فترة حياته السابقة كانت تعده لمثل هذه الساعة.
وفى نفس السياق يذكر ستيفن أن ممارسة باقي العادات السبع إنما تعدنا لممارسة هذه العادة. فعندما التفاعل بصورة صحيحة فإن كل أنشطتنا فى الحياة والتجارب الصحيحة تضع كل العادات معا. وأرفع أشكال التفاعل هي التركيز على خصائص الإنسان الأربعة فيما يتعلق بدوافع الاستفادة المتبادلة ، ومواهب التواصل فى تبادل المشاعر حول التحديات الصعبة التى نواجهها فى الحياة. وما يحدث بعد ذلك أقرب إلى المعجزة. فيمكننا إنشاء أشياء لم تكن موجودة من قبل، حسبما يذكر الكاتب.

العادة السابعة:الرؤية الحادة للتطور الذهني ـ ضمان التجديد الذاتي
ويفتتح ستيفن حديثه عن العادة الأخيرة من العادات السبع بمقولة للكاتب الأمريكي بروس بارتون يقول فيها إنه عندما يعتبر أن النتائج الكبيرة ناجمة عن مسائل صغيرة فإنه يغضب من القول بأن هناك أشياء صغيرة. ويقول ستيفن إنه يقصد بالرؤية الحادة التعبير عن كل المجالات التى تحيط بالإنسان وهي المجال الفيزيائي ، والمجال الروحي والمجال الاجتماعي والعاطفي.