بمناسبة العيد الدولى للصحافة سيدي الوزير أردت أن لا أوفوت الفرصة علينا وعليكم للدردشة معكم في حديث ودي وذي سجون يتعلق بصلاحياتكم وبعملنا كمحررين صحفيين، سيدي الوزير إن حرية الصحافة في موريتانيا أصبحت أمرا واقعا لا مجال فيه للشك والتشكيك، وقد لا يحتاج اثباته إلى المؤتمرات والندوات، لكن بالمقابل سيدي الوزير لا زال قطاع الصحافة عاجزا عن استثمار هذه الحرية لصالحه، فقد تحولت الحرية إلى ساتر للعبودية يمارس على المحررين الصحفيين الشباب.

سيدى الوزير،
لقد انتقلت العبودية بعد قانون 2006 كإرادة من الدولة على الصحفيين بصفة عامة إلى هواية ممارسة من الصحفيين على بعضهم البعض.

سيدي الوزير،
إن قانون الصحافة الذي تم وضعه في العام 2006 منح الصحافة ترسانة قانونية هامة، تضمن للصحفيين حقهم في التعبير والعيش الكريم، وقد أوضحت تلك الترسانة القانونية بوضوح حق الصحفيين في الحصول على عقود، وألزمت بنقل المهنة من مرحلة الفرد إلى مرحلة المؤسساتية ومع ذالك ظلت هذه الترسانة معطلة دون تطبيق خاصة في مجال العلاقات بين الصحفيين في ما بينهم.

سيدي الوزير إن المحررين الصحفيين في هذه المؤسسات يعيشون أوضاعا صعبة لا يمكن حصرها في رسالة عابرة.

سيدي الوزير، تمارس العبودية بشكل فاظع اليوم على هذه الشريحة بدون تمييز.

سيدي الوزير لا توفر هذه المؤسسات سواء منها التلفزيونية أو الإذاعية أو المطبوعات أو المواقع الالكترونية عقود عمل قانونية للمحررين لديها، بل التركيز أساسا على امتصاص قدراتهم واستغلالهم دون وجه حق.

سيدي الوزير، نحن بحاجة إلى لفتة كريمة من شخصكم الكريم وأملنا كبير نحو غربلة هذا القطاع وفرض تطبيق القانون دون مساومة على ملاك هذه المؤسسات المخلة بقانون وشرف المهنة تجاه شريحة المحررين التى تحترق بدوام كامل من أجل توصيل المعلومة للرأي العام.

سيدي الوزير، القطاع ليس بحاجة إلى مزيد من التقنين بقدر حاجته إلى مزيد من الحرص والجد في تطبيق القوانين ألموجودة.

سيدي الوزير، إن جل المؤسسات التى استفادت من دعم الصندوق المخصص لأموال الصحافة يعد مؤسسات وهمية، تغيب عن ملاكها روح المؤسسية والإيمان بالمهنة الصحفية.

سيدي الوزير، وفي الأخير نتمنى لكم مسيرة موفقة بعيدة عن إملاءات خفافيش المهنة الذين لا يريدون بكم ولا بالمهنة أي خير، بل يعملون على فرض سياسية الأمر الواقع واستمرار تطبيق سياسية تمييع الحقل التى اختارها بعض أسلافكم للتحكم في مسار هذه الحرية بل تشويهها.