التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 13.05.2013 18:45:53

شباب كرو (حلقة من مسلسل القمع)

لمات ولد أحمد سيدي

لمات ولد أحمد سيدي

صدمت كثيرا وأنا أتابع أخبار القمع الذي تعرض له شباب مقاطعة كرو وهم يمارسون حقهم الأساسي في المطالبة بأبسط حقوقهم الطبيعية (الماء والكهرباء).

وهالتني صور انتشرت على مواقع الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي تظهر الاعتداء بوحشية على الشباب المسالم الأعزل.

تأملت التاريخ جيدا وتساءلت هل نحن حقا في عام 2013؟.

هل ما زالت مشاهد مثل هذه قابلة للحدوث في عالم باتت الحرية والكرامة والحقوق فيه على كل لسان؟.

أدركت أننا لا زلنا بعيدين كل البعد عن صورة الوطن الذي نحلم به!

أيقنت أن العقلية التي يدار بها البلد ويتعامل مع المواطنين بها لا زالت نفس العقلية القديمة المفعمة بمفردات القمع والاضطهاد والكبت وأن كل ما عدى ذلك هو خداع ورتوش وأصباغ سريعة الزوال والذوبان يزين بها النظام وجهه عندما يطل على الشعب ليعد ويمني ويخدع ويكذب ثم لا يلبث أن يظهر وجهه المستبد المتعالي ويطلق بعنجهية ووحشية ذراعه الأمنية لتسوم الضعاف سوء العذاب هذه الأجهزة الأمنية باتت تحتكر أدوار البطولة في مسلسل الاعتداء على أبناء الوطن, حدث ذلك وتكرر في قمع العمال في ازويرات وفي الاعتداء على المتظاهرين في ساحات العاصمة وعلى الحمالة في الميناء. وعلى شباب كرو أمام القصر... وغير ذلك كثير.

المضحك المبكي أن رجال الأمن هؤلاء يتحولون بقدرة قادر إلى كومبارس عندما يتعلق الأمر بدورهم ومهمتهم الأصيلة في حماية المواطن وتأمينه, حيث لا يكاد يمر يوم دون أنباء عن سرقات وعمليات سلب واعتداء أو اغتصاب وقتل في مختلف أحياء العاصمة وأحيانا في وضح النهار, لكن مسلسل الجرائم ذلك يبدو أنه لا يستهوى أبطال الأمن ولا يستحق أن يظهروا في لقطاته, أو أنهم يرون الاحتفاظ بلياقتهم البدنية وقدراتهم الإبداعية في القمع والتنكيل ليبرزوها هناك على المسرح أمام علية القوم.

ألا تعسا لهم...

ما يؤلم في الحلقة الأخيرة من ذلك المسلسل هو أن من تعرض للتنكيل بوحشية - ظهرت موثقة وفاضحة - هم مواطنون لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ولا يطالبون حتى بإصلاح سياسي ولا بتنمية ولا رفاهية وإنما يستجدون أدنى وسيلة للعيش الكريم شربة ماء وشعاع ضياء!

مواطنون أصروا على المطالبة بحقهم بطريقة سلمية منذ أشهر, لم نسمع ولم نقرأ أنهم اعتدوا على منشأة عامة ولا خاصة ولا تعرضوا لأحد بسوء!

فقط ظلوا مصرين على إسماع صوتهم وعرض محنة مدينتهم ومعاناة سكانها - وهي بالمناسبة محنة قديمة متجددة! فمدينة كرو من كبريات مدن البلاد وأكثرها كثافة, ومن مقام اطلاع وخبرة أجزم أنها من أكثر مدن البلاد تعرضا للإهمال الحكومي, والتهميش في كل مشاريع التنمية الحكومية, عبر الأنظمة المتعاقبة, وإن كان ذلك مما لا يؤسف عليه لهزال تلك المشاريع وفساد القائمين عليها!

وكل مدن الوطن لا شك أخذت نصيبها الوافي من الإهمال والتهميش! إلا مدينة واحدة تتمتع– فيما يبدو - بدرجة اهتمام فوق العادة ربما لأنها بلا سكان إلى الآن!


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!