التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:14:53 غرينتش


تاريخ الإضافة : 2007-07-16 11:57:00

الرئيس يلتقي بالجالية في الكويت و"الأخبار" تنشر خطاب ممثل الجالية

الرئيس الموريتاني(يمين) أثناء زيارته للكويت

الرئيس الموريتاني(يمين) أثناء زيارته للكويت

التقى السيد رئيس الجمهورية سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مساء أمس 15-07-2007 خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها للكويت بممثلي الجالية بهذا البلد ، وتداول الحديث معهم عن أوضاع البلاد في الجوانب المختلفة ، وقد سجلت الجالية الموريتانية في الكويت من خلال ممثليها الذين قابلوا الرئيس تجديد تهنئتهم له بثقة الشعب الموريتاني.

وقد طالب متحدث باسم الجالية سيدي ولد الشيخ عبد الله بالترخيص لحزب إسلامي والاستفادة من تجربة الكويت في التعاطي مع الإسلاميين ، وقضية التعريب الإداري وغيره ، وقضية وضع رؤية واضحة لإشراك الجاليات في الخارج في كل ما يجري في البلاد من الأمور الكبرى ،والتأكيد على الصرامة في محاربة الفساد.
وهذه نص الكلمة التى قدمها ممثل الجالية فى اللقاء:

الجالية الموريتانية بالكويت

خطاب ممثل الجالية

بحضور الرئيس الموريتانى والوفد المرافق

16-07-2007


فخامة الرئيس الموقر ..أصحاب المعالي الوزراء ..أيها الوفد الكريم ..معشر الإخوة الأفاضل ...السلام عليكم ورحمة الله ،،،
أما بعد : فإنه مما لا شك فيه أن أي نشاط أو تحرك بمثل المناسبة التي نعيشها اليوم يعتبر حدثا هاما بالنسبة للشعبين الشقيقين الموريتاني والكويتي بصفة عامة ، وللجالية الموريتانية بدولة الكويت على وجه الخصوص .

إنها حقا مناسبة تتجاوز أهميتها القوالب الرسمية من أهداف وجداول أعمال لتضيف بقيمتها الرمزية الزمانية والمكانية معاني وقيما أساسية داخلة ضمن منظومة القيم والمعاني التي طالما تطلع إليها الشرفاء من أبناء وطننا الغالي وسعوا لتحقيقها .

سيادة الرئيس :

إننا في الجالية الموريتانية بدولة الكويت ، وفي أجواء هذه المناسبة السعيدة وفي سياق متصل بكل الأحداث والتطورات الإيجابية التي شهدتها البلاد مؤخرا ، وتعويلا منا على تحقق المناخ الصحي العام الذي يستعيد فيه كل شيء قيمته بما في ذلك (الكلمة) ، التي نأسف كثيرا على ما تعرضت له في فترات سابقة من ألوان الإهانة والإذلال مما جعل بشاعة الصورة تصل حد انتهاك ( عرض الكلمة ) في خيال وتصويرأحد أبرز الكتاب والأدباء الموريتانيين . نعم إنه المناخ الصحي العام الذي نتشرف اليوم باستقبالكم – سيادة الرئيس – تحت ظلاله الوارفة وعلى أرض الكويت الطيبة ، لنعبر من خلاله عن جملة مشاعر وهموم نرى أنها تمثل رأينا ورؤيتنا:ولعلكم تأذنون بعرضها أمامكم بشكل موجز :

أولا : نعرب عن كامل فرحتنا وسرورنا بمقدمكم الميمون ، ونعرب عن خالص ترحيبنا بفخامتكم ، وبالوفد المرافق ، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق فيما تسعون له من خدمة المجتمع والدولة والأمة .

ثانيا : نجدد لكم التهنئة بما حققتموه وحزتموه من ثقة شعبنا المتطلع لكل نمو ، ورقي ، وعدالة ، كما نهنئ شعبنا بما حققه من مكتسبات ، وندعوه للمحافظة عليها.

ثالثا : نؤكد على شكرنا وامتناننا لسعادة السفير وأعضاء السفارة الموريتانية بدولة الكويت على حسن تعاملهم وحرصهم على تقديم المساعدة في كل ما يصلهم من قضايا.

رابعا : نغتنم هذه المناسبة لنشكر من خلالكم دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على ما جعلونا موضعه من رعاية وإكرام واحترام .

سيادة الرئيس :

إننا لن نكون على خطأ حين نقرأ من هذه الزيارة لهذا البلد العربي الإسلامي ذي التجربة الديمقراطية العريقة في هذا الوقت المبكر من توليكم قيادة البلد – أن دولة القانون ، ومجتمع المؤسسات ، وسياسة الانفتاح الطبيعي ،هي خيارات أساسية في سياستكم المرسومة ورؤيتكم المستقبلية .

وإننا لنتطلع في الوقت نفسه ونرجو أن تسهم هذه الزيارة في تطوير العلاقات الثنائية والدفع بها نحو آفاق التعاون في شتى المجالات ، بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين ، وبما يفتح مزيدا من الفرص لجاليتنا في مجالات التوظيف المختلفة ، والمنح الجامعية وتسهيل الإقامة والعمل ...إلخ

خامسا : وبالعودة إلى بعض ما سبقت الإشارة إليه فسوف تسمحون لنا – سيادة الرئيس- بالحديث معكم عن بعض تطلعات وهموم المواطن الموريتاني المقيم في الخارج ، أو أنموذج منها على الأصح ، ونقدمه باعتباره رؤية ومطالب في نفس الوقت ، وذلك من خلال ملاحظتين جوهريتين :

الملاحظة الأولى : نعتقد أنه من الموضوعية ، بل ومن المصلحة : أن يدرك الجميع أنه آن الأوان لوضع سياسة جديدة تُعنى بهموم وقضايا الجاليات الموريتانية في الخارج ، وتضمن مشاركتها في خلق وبلورة أي مبادرة أو رؤية وطنية تسعى إليها الدولة في المستقبل .

ودون الدخول في تفاصيل هذه النقطة الهامة نشير فقط إلى أن رأي المواطن في الخارج يكتسي أهمية خاصة ، نظرا لبعده عن مجمل المؤثرات السلبية المحلية ، والتجاذبات السياسية ، مما يعطيه مصداقية ، وثباتا ، وموضوعية ، ونحن نذكر هنا بكل اعتزاز ذلك الدور النضالي المشرف الذي اضطلعت به جالياتنا في الخارج لتصحيح المسار ،وإصلاح الأوضاع في فترة سابقة غير بعيدة .

الملاحظة الثانية :

ولقد تابعنا – سيادة الرئيس – بكل اهتمام خطابكم في حفل التنصيب ، وتابعنا ما قمتم به لاحقا من إجراءات متأنية ومنفتحة على كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وقرأنا خطاب التكليف المتعلقَ بعمل الوزير الأول وأعضاء الحكومة .

ونحن إذ نعلن دعمنا وتاييدنا لكم في برنامجكم المشار إليه ، فإننا ننوه بما يلي :

- نثمن عاليا اهتمامكم بموضوع الوحدة الوطنية ، ونشارككم الرؤية في أنها تنبثق من ديننا الإسلامي الحنيف ، ومن ثقافتنا المشتركة المنبثقة من تعاليمه السمحة وتوجيهاته الربانية ، ونرى أنه من الأهمية بمكان : أن يدرك الجميع أن مسألة التعريب مندرجة في هذا السياق ، وأنه يخطئ من يبحث لها عن سياق آخر غير هذا ، كما يخطئ من يحاول تجاوزها ، أو تجاهلها ، ونخطئ جميعا حين نحاول الاستغناء بالعربية عن اللغات الأجنبية التي نحتاجها ، أو نظن أن هذه اللغات يمكن أن تكون بديلا عن لغتنا العربية أو لغاتنا الوطنية الأخرى .

وتتحول هذه الأخطاء جميعا إلى مأساة وطنية حقيقية حين تؤدي إلى نظام تربوي وتعليمي ثنائي منفصم ، ولا نريد أن نقول إن هذا ما قد حصل بالفعل ، وللأسف الشديد.

- وفي سياق الحديث عن مقومات الوحدة الوطنية نشير إلى نقطة مهمة قد تبدو للوهلة الأولى قليلة الصلة بالموضوع ، وذلك أنه لا يفوتنا – سيادة الرئيس – أن ننوه بتلك العبارة المشرقة التي وردت كأمر حاسم-في خطاب تكليفكم للحكومة- بأن تصبغ الحياة العامة بالصبغة الأخلاقية ، لأن سماسرة الفساد ومنتجعيه ومستهلكيه لا يهددون وحدة البلد الوطنية َفحسب ، بل يهددون كيان المجتمع ، وبنيته الداخلية وأطر تماسكه .

- كما نشكر لكم اهتمامكم البالغ بالعدالة كقيمة ، وهدف ، ومنطلق ، لأن العدالة هي أساس أي إصلاح ، وجوهر أي حكم راشد ، وشرط أساسي لأي استقرار اجتماعي ، أو سياسي .

ونؤكد في هذا السياق على ضرورة تطبيق مبدأ العدالة باعتباره قيمة لا تتجزأ .

وإننا لنتطلع – سيادة الرئيس – إلى أن تتاح لجميع المواطنين بمختلف توجهاتهم ، وانتماءاتهم كافة الفرص السياسية والاجتماعية دونما إقصاء أو تمييز ، بما في ذلك حقهم في الممارسة السياسية وتكوين الأحزاب ، وإنشاء الجمعيات ..

إننا – ونحن المتابعين لقضايا البلد وإشكاليات التحول الديمقراطي ، وملامح الإصلاح السياسي ، والمسارات العامة لمختلف الرؤى والتوجهات المعلنة رسميا وشعبيا – لنرى أن أمام مجتمعنا فرصة ً ليتجاوز ما تبقى من عقد وتعقيدات نظام سابق تجاوزه شعبنا ، وخلفه وراءه بقرار لا رجعة فيه .

ومن هنا فإننا لا نرى مبررا للتحفظ على ترخيص حزب إسلامي مستكمل للشروط القانونية .

وإذا كان قد بقي في بلدنا هنا أو هناك من يتشبث بهذه التعقيدات ، أو يبكي على أطلال تلك العقد ، فلنتركه يبكي ملء ما شاء ، ولنتوجه باهتمامنا إلى حاضر البلد ، ومستقبله ولنتسلح بسلاح الأمل والإيمان والثقة في وجه الذين يثيرون هواجس الخوف المستعارة التي لم يجن منها منظروها الأولون الذين تولوا كبرها في العالم إلا الشوك ، والحقد والفشل .

إن هواجس الخوف المستعارة هذه قد سقطت في أكثر من بلد عربي وإسلامي ، وما تجربة دولة الكويت في هذا الأمر منا ببعيد .

إن دولة القانون التي ينشدها الشعب الموريتاني اليوم هي تلك الدولة التي تحتكم – بحق – إلى القانون ، فلا تصادر رأي أحد ، ولا تحرم أي طيف سياسي من الاعتراف القانوني متى كان مستكملا للضوابط والشروط ، بغض النظر عن خلفيته السياسية أو مرتكزه الفكري .

سيادة الرئيس :

وتعريجا على هم آخر من همومنا فإننا نرى أن سمعة بلدنا ومكانته في الداخل والخارج مقترنتان بثقافته العربية الإسلامية ، وبوجهه العلمي ، وانتمائه الحضاري ، وتعلقه بأمته وتاريخه :

شنقيط رمز وتاريخ وملحمـة صيغت على نغم في المجد متـزن
ربت بها لغة القيصوم في زمن جرى به اللحن والتحريف في قـرن
ونالت العز بالإسلام من قـدم ولن تزال مدى الدنيا على السنـن

هكذا وصفها أحد الأدباء الموريتانيين ، وهكذا يجب أن تبقى ولا يخفى عليكم أن سمعة البلد ( بمعناها ذلك ) قد تضررت بسبب سياسات سابقة عوجاء أحيانا ، وحمقاء أحيانا أخرى ، مما يستدعي إجراءات عاجلة للإصلاح والترميم :

فعلى المستوى الداخلي نرى أنه لا بد من إعادة الاعتبار للبعد الثقافي والحضاري للبلاد بما يضمن إعادة فتح جميع المعاهد والمؤسسات التي تم إغلاقها سابقا على وجه التعسف ، والإقصاء .

وعلى المستوى الخارجي لا بد من من مراجعة وإعادة النظر في القرارات المتعلقة بسياسة الانفتاح الخارجي غير الطبيعي ، وغير المبرر .

سيادة الرئيس :

عذرا فقد أطلنا عليكم وأخذنا من وقتكم الثمين ومن وقت وفدكم الكريم ، وما حملنا على ذلك – فخامة الرئيس – إلا سعادتنا بلقائكم ، وتعويلنا على صبركم وتحملكم ، وحرصنا على التواصل معكم ومع الوطن من خلالكم .

ونؤكد لكم أننا وإن شطت بنا الديار ورمت بنا أ يدي النوى ، فسنبقى لوطننا أبناء بررة أوفياء، نحمل هموم الوطن بين جوانحنا ، ونتمثل قيمه في مجامعنا ونوادينا، وننشر مآثره أينما ذهبنا ، وسنبقى سندا وعونا لكم في مسيرة الإصلاح ، وبرامج البناء ، وسنظل مع كل عامل مخلص صادق لهذا الوطن ،

فنحن من يصفهم الشاعر أو أمثالهم وهو يخاطب الوطن :

لسوف أظل برغم الصعاب أنا هو أنت وأنــت أنا
أصافح في الدرب كل طموح له عزمة في سبيل البنا
والسلام عليكم ورحمة الله
15\7\2007


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!