التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:21:34 غرينتش


تاريخ الإضافة : 22.05.2013 13:13:09

هل أتاك نبأ الطفل محمد ولد عبد العزيز؟!

بقلم: المختار بابتاح – كاتب صحفي

بقلم: المختار بابتاح – كاتب صحفي

إلى السيد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز.. إلى فخامة رئيس ربما لم يسمع عن سميٍ له في أدغال الهند اسمه محمد ولد عبد العزيز..

وبعد..

سيدي الرئيس وبدون مقدمات أبعث إليك بقصة تدمع المقل وتدمي القلوب الرحيمة، راجيا من صاحب البريد أن يحتسب بُعد الشقة وتعب السفر إليكم ليدخلها عليكم ويوصلها براحتكم وأنتم تتربعون على عرشكم، ولتمنحني لحظات قليلة من وقتكم الثمين لقراءة هذا الكتاب، وهذه القصة التي لا تبديل فيها ولا تحريف..

سيدي الرئيس.. أنا الطفل محمد ولد عبد العزيز موريتاني الأصل هندي المولد والمسكن، والدتي من الهند أعيش معها بكثير من الحنين إلى وطني الأصلي موريتانيا، أما والدي فلم تكتحل عيناي به في يوم من الأيام، أجل!! أقسم بالله أنه لم يداعبني ولم يقبلني ولو مرة في الحياة، لا أريد أن أقول إنني يتيم لأني ما زلت أنتظره بعد تدخلكم في حالتي، إنني لم أر من آثاره إلا صورة فوتوغرافية أحاول في كل مرة جاهدا أن أكلمها وأستنطقها ولكن عبثا تأبى الصورة إلا أن تظل في صمتها المطبق..

سيدي الرئيس بل والدي حيث لا والد أستغيث به غيرك... لقد خطف أبي أحمد ولد عبد العزيز ذات يوم من أيام الدنيا المشؤومة، والدي هو أحمد ولد عبد العزيز المعتقل في اغوانتنامو هل تذكرتموه؟ تحدثت لي عنه أمي مرة قائلة: إن أباك من بلاد بعيدة اسمها موريتانيا، وقد شاءت الأقدار أن أرتبط به في العام 2000 لكن أيادي الغدر لم تقبل أن نذوق معا شهر عسل طويل فتخطفته مجموعة من اللصوص إلى باغرام ومنها إلى قاعدة اغوانتنامو فهو في تعذيب وتنكيل مستمر، فلا بلاده الأصلية طالبت به أو تحدثت عنه يوما واحدا..

واستمع إليها إذ تجهش بالبكاء وتتحدث عن الذكريات المريرة "يا بني لقد ارتبطت بأبيك وأحببته كثيرا، ولا أريد أن أقول إنه خدعني حينما قال إن له "دولة" اسمها موريتانيا له "وطن" بعيد سيرعاه ويحتضنه ويتابع يومياته حيثما تولى وترحل، ولكن حديث الأيام الغادرة كان ذا شجون، حيث تحدثت عن أيادي عصابة مجرمين تخطفته وهوت به في مكان سحيق وغابة خصصت لذبح البشرية والقضاء عليها تماما هي غابة اغوانتنامو الأمريكية، وأنا أقاوم آلام الحمل بك أنتظر وجاءني المخاض أنتظر وولدت أنت ورأيت النور وتفتحت عيناك فكان نصيبك من هذه الدنيا أم هندية فقيرة وموريتاني تنهشه كلاب اغوانتنامو، أنت إذن لست محظوظا..."، ودون أن تكمل الجملة أمسكت فمها وقمت أصرخ وأصرخ حتى فقدت الوعي..

سيدي الرئيس ـ والدتي تحمل المسؤولية لأبي الذي لم يخبرها عن هشاشة دولته، أما أنا فأوجه إليك نداء عاجلا إن كان لك قلب رحيم أن تنظر إلى حالتي، لقد تفاقم علي المرض وقد خضعت لعملية جراحية قبل أيام بعيدا عن حنان الأب وعطفه وبعيدا عن الوطن وأحضانه، ويتفاقم مرضي كلما سمعت أن والدي يعذب في "اغوانتنامو"، وأشعر بالغربة والضيق فلا أحد من بلاد الهند يعطف علي إنهم جميعا يقولون هذا موريتاني الأصل ضيعه بلده كما ضيع أباه قبله وسيدفع ثمن تراخي بلاده عنه، اتركوه حتى يواجه مصيره بنفسه..

سيدي الرئيس ـ لقد ظلمتموني أنتم ومن سبقكم من الرؤساء لا أحمل المسؤولية لشذاذ الآفاق من اللصوص فهم قوم قدّت قلوبهم من الفولاذ، وفقدوا الإنسانية وأرادوا أن ينحروها حتى يتم القضاء عليها ولا هم يحزنون، بل أحملكم أنتم مسؤولية هذا الظلم يوم أن سكتم عن هذه القضية وسكنتم في مساكن الذين ظلموني قبلكم وكنتم مثل أسلافكم، فلم تتكلموا عن حالي وحال والدي، أنتم من ظلمني:
(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على "الطفل" من وقع الحسام المهند).

سيدي الرئيس ـ أرجوك حالي لم يعد يقبل التأخير أطالب منك التدخل شخصيا حتى تعيد إلي والدي وتكتحل عيناي به وأقضي ما تبقى من أيام الطفولة مع أبي، أناشدك بقلب يتقطع أسى وجسم يمرض ويرمض كل يوم جراء النسيان والإهمال في هذه البلاد، وأحرك فيك روح الإسلام والوطنية والشجاعة أن تجمع شملنا جميعا وأن أزور تلك البلاد التي جارت علي كثيرا ولكنني مع ما أعيشه من أمراض ومع ما أعانيه من بعد الديار ومع ما جناه علي بلدي من تقصير في حقي فإن خيط نور يبدو في نفق مظلم يبشر وأرجو أن تكونوا أنتم صاحب هذا الخيط وتجمعوني مع والدي تحت سقف واحد.

أخيرا أذكركم بأن التاريخ سيحكم عليكم كما حكم على أسلافكم قد تقولون عن أبي ما تريدون وقد قالها الذين من قبلكم فما أغنى عنهم ما كانوا يقولون، ورموا في مزبلة التاريخ لا يذكرهم ذاكر ولا يزورهم زائر...

سيدي الرئيس أرجو منكم الجواب العاجل العاجل جدا..

الطفل محمد ولد عبد العزيز من نيودلهي عاصمة الهند.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!