التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:21:38 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.05.2013 15:23:23

العمران و التنمية

احمدسالم حمودي    مهندس معماري / خريج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط ahmedarchitecte@yahoo.fr

احمدسالم حمودي مهندس معماري / خريج المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط [email protected]

ما ينكر إنسان عاقل أن الكون بني على النظام ، وأن البشرية لا تتقدم في مجالاتها المختلفة إلا باعتماده منهاجا وأسلوبا وقاعدة لا يزيغ عنها إلا هاوي في ظلمات التخلف والضياع والتيه الحضاري ، وما العلم آداة تطوير الواقع والتغلب على مشاكله والوصول إلى حياة كريمة آمنة إلا نتاجا لقاعدة التنسيق والتنظيم والتخطيط .

هنا يعتبر التخطيط العمراني والمجالي بشكل عام تجسيدا واقعيا لما توصلت إليه الدول والمجتمعات أثناء عملها التنموي وسيرها الدؤوب نحو حياة كريمة آمنة يختفي فيها شبح الفقر والجهل والمرض أو يكاد .
ذلك أن المدينة المعقلنة المدروسة تتسم بخصائص ومميزات لعل ألزمها تموضع وتشكل مناطقها بنسق منتظم يسمح لها القيام بدورها ، والمشاركة في الحياة بشكل فعال ، ويمكن أجزاء الحاضرة إذا من التكامل والاستفادة من المواقع المتميزة لخلق جو من العطاء والإحساس بالأمن والعدالة الاجتماعية .

لقد وعت دول كثيرة - لها من مشاكل التنمية ونقص الموارد آكاما جمة – ما للتخطيط المعماري والعمراني من أهمية فخطت بذلك خطوات جبارة في مجال استغلال الموارد الطبيعية وإبراز وتنمية المقومات السياحية والإقتصادية والثقافية للوطن، ورفعت بذلك من المستوى العقلي والنفسي للمجتمع ، كذا من مستوى آداء العمل والحكم السديد .

إن التخطيط الذكي والدراسة الحقيقية توفر للمدينة كما هائلا من الأراضي الصالحة للسكن ، وتوفر على الدولة والمجتمع مجهودات و نفقات كبيرة على الطاقة والمواصلات وهي بذلك تعبر عن استجابة راقية لمتطلبات الساكنة و لأنشطتها الإجتماعية من عبادة وسكن وعمل وترفيه ، آخذة البعد الإجتماعي والمناخي ( البيئي ) إطارا للإبداع والتميز .

والدراسة في المجال العمراني تعني النظر الإستشرافي للواقع ،التعامل مع التحديات والمصاعب ، ثم إبداع الحلول الذكية الراقية ، إنها بحث في الخريطة العامة للوطن و إعطاء كل مدينة الحجم والطابع المناسبين لتقوم بدورها الأمثل في التكامل الإقتصادي مع باقي المدن والإستفادة القصوى من مواردها الطبيعية .

والتخطيط العمراني لكل مدينة ( Planification Urbaine ) له أدوات لا بد من الأخذ بها أثناء تهيئة مدينة جديدة أو إعادة تأهيلها كليا أو جز ئيا ، ومن الأدوات ما هو تشريعي و آخر تقني وثاني اقتصادي وسياسي ، تندمج في وثائق نذكر منها على سبيل المثال : المخطط ( SDAU ) أي المخطط العام الذي يبين التوزعة الوظيفية إجمالا لمختلف وظائف المدينة ( مناطق السكن وكثافتها ، المناطق الإدارية ، المناطق الخضراء ، المناطق التجارية وخصائصها.. ) ، ثم ( PA) وهو المخطط الأكثر تفصيل حيث يدخل في طبيعة الأنظمة والاشتراطات البنائية ، كعدد الطوابق، ونسبة البناء على القطعة الأرضية ، وعلى سبيل المثال عدد مواقف السيارات لكل مرفق عمومي ، ثم المساحة الدنيى والقصوى الضرورية لكل نشاط اجتماعي ، كما أنه يقدم التوصيات العا مة المتعلقة بالأنماط و اللغة المعمارية المفترضة والمختارة لتعبر عن الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع من أجل تنمية الإحساس بالانتماء لوطن موحد .
حيث يعتبر المعمار هنا تعبيرا صادقا ومتمدن عن مختلف الثقافات الوطنية فيلبي بذلك رغبة صادقة للوحدة واللحمة والافتخار بالوطن.

لكن ذلك لن يكون بالإمكان ما لم تهيئ الخبرات والخلايا المهنية ، الوطنية الصادقة ، التي لاتعرف الكلل ولا الفتور ، لتقوم بتقويم الإنجازات ، وتهيئة المقترحات ، وطرح الإستراتجيات .

ويبقى المشروع المعماري كلبنة جديدة في البناء العام لأي مدينة محطة هامة يجب أن تأخذ بعناية فائقة أثناء
مراحلها المختلفة، من اختيار النموذج التخطيطي، إلى الإنجاز، إلى التقويم بعد فترة من الاستخدام .
أعد بتفاصيل لاحقا


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!