التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:19:30 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.06.2013 17:23:55

الإصلاح في موريتانيا إلى أين؟

إدوم ولد عبد الله  idoumou.abdoullah@yahoo.fr

إدوم ولد عبد الله [email protected]

هناك إشكالية كبيرة تعيشها موريتانيا هي التي سببت حسب ما أرى ما نعيشه اليوم من ترد في أوضاعنا الاقتصادية و الاجتماعية ........ الخ

لقد قاومت موريتانيا الاستعمار ثقافيا و كانت مقاومة ناجحة حالت دون ذوبان المجتمع في المستعمر و حفظت الدين و التراث ........ وهذا شيء محمود
و لكن كانت من سلبيات هذه المقاومة أنها أسست لخلق جيلين متناقضين هما الدعامتان اللتان تقوم عليهما هما :

1- النخبة المثقفة أو السياسية

2- و عامة الشعب

إن المتتبع اليوم للوضع السياسي في موريتانيا يرى أن هناك نخبة سياسية تتمثل في كل من : أحزاب الأغلبية + أحزاب المعارضة يتصارعان على الحكم و كل يدعي انه يريد مصلحة الشعب وهو في الحقيقة لا يريد إلا مصلحته الضيقة في إطار حزبه أو فئته أو منظمته أو ........
ولا تستطيع المعارضة الموريتانية مهما ادعت من وجهة نظري أن تأتي بشيء جديد في إطار إصلاح و تنمية البلد أفضل مما جاءت بيه الأحزاب الحاكمة إن صح التعبير لا لشيئ إلا لأنهم خرجوا من مشكاة واحدة و إن كانت هناك استثناءات فمغلوبة على أمرها تحت ظل الموازنات الاجتماعية و حاجة الأحزاب إلى الكوادر و الأطر و ذوي الخبرات و تبقى الطاقات الشابة مهمشة و بعيدة من موقع القرار تحت ظل هذه الحجج و كلما قرر رحالة سياسي تغيير موقعه من حزب لآخر و جد الأبواب مفتوحة، و في الحين ذاته يقوم الحزب المستقبل بإزاحة احد مناضليه القدامى بعدما أفنى شبابه في خدمة الحزب مؤمنا بالمبادئ السامية التي كان يعيش عليها ليحل محله هذا الرحالة الجديد لان هذا زمن الدراهم و المصالح لا المبادئ و لان صاحبنا من ذوي المبادئ السامية ليست لديه خبرة لأنه لم يشغل و ظائف قبل هذا في الدولة و لم تفلس مؤسسات كان هو مسؤولها الأول و عليه ينبغي أن يكون منضبطا و يتذكر أن الألقاب ليست هي الهدف .............الخ

أما الشعب فلا يزال الكثير منه يعيش أيام المقاومة الثقافية مانعا أبناءه من التمدرس و البعض الآخر استفاق أخيرا ووجد أن أولئك الذين تمدرسوا بغض النظر عن الاعتبار الذي تمدرسوا على أساسه هم قادة البلد اليوم و بدا متحسرا يرسل أبناءه إلى المدارس و إذا به يرزح تحت مزدوجة الفقر و فساد التعليم؛ فلا هو قادر على أن يسجل أبناءه في المدارس الحرة التي أصبحت وجهة النخبة من المدرسين، و لا هو قادر على أن يضمن لهم أدنى مستقبل إن هو بعث بهم إلى المدارس النظامية ناهيك عن يوميات الحياة الأخرى، فالأسعار غالية و الحياة الصحية متردية ,, فإذا مرض إلى أين سيذهب ؟
سيذهب إلى حيث يتم استنزاف ما يملك مقابل تشخيص خاطئ و ربما خضع لعملية اودت بحياته...........
فقدره إن يحي فقيرا و يموت مريضا.....؟

لكن ألا يكفيهم أن الرئيس سمي نفسه رئيس الفقراء ؟ و أن هناك ما يسمى بحوانيت التضامن يباع. لهم فيها كلما عسر ترويجه في السوق و يقتطع من ميزانية الدولة و كأن قدر الطبقة الحاكمة و تجارها أن لا يخسروا شيئا فما صعب بيعه تأكله شعبية العزيز.

أو لا يكفي الشعب أيضاً ان لديه معارضة الفقراء ؟ فهي أيضاً لا تريد شيئا إلا للشعب و هاهم نوابها سكتوا سنة أو ما يزيد داخل مؤسسات منتهية الصلاحية لكن ما دام الراتب يصرف فلا داعي للقلق ومنهم من سحبه مسبقا.............!!!!
يحيرني كثيرا ذلك الشبه البين بين المعارضة الموريتانية و المعارضة اليمنية فكلما انتفض الشعب و نظر فإذا بالمعارضة اقرب في الفهم و السلوك إلى النظام منها إلى تطلعات الشعب
هذا حالنا للأسف...................فكيف يكون الاصلاح؟


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!