التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:19:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 07.06.2013 17:15:54

تبا لك يا شيخ غوغل!

أحمد محمدن المنى

أحمد محمدن المنى

كانت حبيبات البرَد تتساقط باستمرار فتقع على سابقاتها في هدوء تام فيزداد سمك الجليد رويدا رويدا في شوارع زوريخ. قلت في نفسي: لماذا لا أحاول رحلة سريعة إلى البلد الحبيب فأرى الأهل والأحباب وأفارق هذا الزمهرير الذي لا نعرف له مثيلا في بلاد السيبة. اقتحمت البرد وعبرت الشارع واندفعت بسرعة داخل مكتب السفريات المقابل.

لما وصلني الدور سألني الموظف: أين تريد؟ قلت: لا عليك. إنك لا تعرفها ولكن رمز المطار NKC. قال ممازحا: لأغوغلنّها!

سكت هنيهة ثم بدأ باستعراض ما توصل إليه متأسفا أنه لم يعثر على رحلة مباشرة. قلت: لا بأس. لسنا متعودين على الخطوط المستقيمة. ثم قال: لكن الأسعار مرتفعة جدا!! بمثل هذه الأسعار يستطيع المرء أن يجوب الأرض. دعني أبحث. دقيقتين من فضلك!

لاحظت قسمات وجهه ممعنا في الشاشة فقرأت فيها قدرا من الاستغراب غير قليل وكأن علامات التعجب والاستفهام تتطاير من وجهه.

قال بعد صمت: وعندكم مطار خاص بكم؟ قلت: إي نعم.
طأطأ رأسه خفيفا ثم كرر:"it is truly The Beast Belly" . تجاهلت تعليقه تاركا له الفرصة ليسترسل: العجيب أن لديكم مطارا خاصا بكم وهذا يدل على نشاط عظيم.. ونحن هنا معزولون لم نسمع شيئا. هل تصدق أن إعلامنا لم يذكركم مرة واحدة؟؟
لم أفهم ما يقصد صاحبي ولكن نبرته اقتربت فيها الحسرة من الغضب على إعلامه فشعرت أن الأولى بي أن أستمع ولا أقاطع فتركته يواصل..

التقط نفسا جديدا ثم قال لي بهدوء: إن لدي اهتماما وعندي في البيت سلالتان: لابرادور والراعي الألماني.
لم أفهم ما يقول الرجل. ما لي ولسلالات الكلاب؟؟
تبين أن صاحبي استفسر الشيخ غوغل عن NKC فكان أول جواب له (وهو الراجح عند الشيخ) أن هذه الحروف اختصار للجمعية القومية لمساكن الكلاب!!!

ألا تعسا لغوغل الذي يجهل مطارنا الدولي الذي يتفوق على مطارات الدنيا بصفات نادرة لم تجتمع في غيره من المطارات ولا ما في حكمها. وأول هذه الصفات وأهمها الصدق والأمانة. فمطارات الدنيا بريق ولمعان وتظاهر برقي زائف في المعنى والمبنى يوهمك أن البلد جنة الله في أرضه. أما عندنا فالمعاملة التي تلقى في المطار صورة صادقة لما ينتظرك خارجه تماما كما أن مبنى المطار أنموذج لمبنى الدولة كلها. فكما لا توجد دورات مياه في مطارنا فإنك لن تجدها في وسط البلد وقس على ذلك.


ألا تعسا لغوغل مرة أخرى!!


يُسأل عن عاصمة بلد المليون شاعر فيرد هذا الجواب!!! ألا تخشى ألسنة الشعراء يا مفتي الزمان؟؟
يا للوقاحة! يُسأل عن عاصمتنا فيرد بمساكن الكلاب! ألا يعلم الشيخ أن الكلاب عندنا سائبة لا مساكن لها تماما مثل البشر والحجر وكل شيء في بلاد الحرية المطلقة أو السيبة (حسب ما يحلو لك)؟؟

"لو غيرك قالها" يا شيخ غوغل! ألا تقدر الإهانة التي ألحقت بنا إذ نفخر بمطارنا الدولي. تنكر بلدا ينمو بنسبة أفضل من بعض البلدان المجاورة؟؟ تعرف مساكن الكلاب وتجهل عاصمة النباح والعويل؟ كنا نتوقع منك أن تعرف بنا العالم فإذا أنت تنكر عاصمتنا!! "فقلت أدعوك للجُلَّى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل".

ولكن باب التوبة مفتوح لك يا شيخ. وتوبتك أن ترفع ذكر عاصمتنا وبلدنا حتى تتزاحم صور دار النعيم وكارفور مدريد ووقفة لحمار، وغيرها من معالم نواكشوط، على الشاشة بمجرد إدخال الحرفين الأولين من اسم العاصمة أو رمز مطارها العظيم. ولا تقولن إن ذلك ليس إليك فإن وكلته إلى الحكومة سحبنا منك عمامة المشيخة وسلطنا عليك ألسنة المليون شاعر. فتُب قبل فوات الأوان!


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!