التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:05 غرينتش


تاريخ الإضافة : 11.09.2008 13:38:36

ولد الكبد للأخبار: نحن حكومة شرعية لكننا لا نمتلك وسائل الدولة

قال وزير اللامركزية والاستصلاح الترابي في حكومة سيدي ولد الشيخ عبد الله المطاح بها 6 أغسطس -تعليقا على موقف التكتل الأخير تجاه الأزمة السياسية الحالية- "إنه يعتقد أن تكتل قوى الديمقراطية قد تبين رشده وربما يكون كذلك فهم أنه اصطدم حقيقة بالانقلابيين في التمسك بالسلطة.. "
وأضاف ولد الكبد الذي كان يتحدث في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الأخبار المستقلة أن:" تمسك الانقلابيين بالسلطة ربما يشكل نقطة خلاف مع التكتل الذي يطمح إلى السلطة.. معنى ذلك أنه قد يكون تبين أن مواقفه لم تكن صائبة وقد يكون تيقن من أن نية العسكر نية غير ديمقراطية."
وحول تحركات بعض أعضاء حكومة ولد الوقف الداعمين للجبهة قال ولد كبد" نحن ليست لدينا نفس الإمكانيات التي يمتلكها الانقلابيون، الانقلابيون لديهم إمكانيات الدولة، ويتنقلون على حساب الدولة بدون حدود، ونحن وسائلنا محدودة، ولسنا طليقين بالدرجة التي نريد.. فتحركات الحكومة مقيدة." مضيفا أن وزراء الجبهة يمثلون "حكومة شرعية بمطلق القانون، أما عمليا فلا تتوفر على مقومات حكومة عملية"؛ لأنها لا تمتلك وسائل الدولة ولا إمكانات مادية.
الأخبار: بعد بضع وثلاثين يوما على الإطاحة بالرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله وحكومته..ماهو شعوركم بعد كل هذه الفترة؟
يحي ولد كبد:الوضعية كانت استثنائية بكل المقاييس؛ لأنها إطاحة بأول حكومة منتخبة، ولم تقابل بأي اعتراض من أي كان في تاريخ موريتانيا، ويعتبر هذا حالة خاصة تماما، ومن ناحية أخرى أول انقلاب يحتج عليه بهذا المستوى الكبير، إذن شعورنا عموما هو شعور بالارتياح؛ لأن فعلة العسكريين ووجهت بمقاومة كبيرة على المستوى الداخلي وبمقاومة صارمة على المستوى الخارجي وهذا مبعث للارتياح، بطبيعة الحال تأثيرات هذا الضغط غير منتظرة مباشرة.. لابد من وقت لكي تظهر تأثيراتها.. وفي اعتقادي أنها ستؤتي أكلها.. والمهم فيها أن تعاد الشرعية والمهم كذلك في الأمر ألا تشهد موريتانيا انقلابات في المستقبل، وتعتبر صناديق الاقتراع هي الطريق الوحيد الذي يوصل إلى السلطة.
الأخبار: السيد الوزير قلتم بأن هذه الضغوط والصرامة الخارجية يمكن ألا تؤتي أكلها بسرعة..ألا ترون أنها ربما بدأت تخف خصوصا بعد بيان الاتحاد الأوربي الأخير؟
يحي ولد كبد:أولا الصرامة لم تخف داخليا.. التذمر يتزايد ونحن في شهر رمضان، وبطبيعة الحال الأداء يتأثر بالصوم لكن أنتم تشاهدون بأن الشعب الموريتاني بأكمله غير راض عن الانقلاب وغير مسلم بنتائجه؛ وبالتالي مطالب بإعادة الشرعية ومطالبته تتزايد، أما خارجيا فهناك إجماعات من الفاعلين الدوليين المؤثرين كلهم: الاتحاد الافريقي، الأمم المتحدة، الجامعة العربية، الاتحاد الأوربي، المنظمات الافرنكفونية.. كلها التقت في رفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية، وبيان البرلمان الأوربي لايختلف كثيرا عن هذا التوجه؛ لأنه شمل ما بين الحيثيات والمقررات ثلاث صفحات.. توجد فيها فقرة صغيرة جدا تمت الإشارة فيها إلى أنهم لاحظوا أن الطغمة العسكرية الحاكمة أعطت وعودا وأنها لم تشفعها بجدولة محددة، كما لم تشفعها بضمانات الحياد، وهذه الفقرة اعتبرت نصرا كبيرا وطبلت عليها تطبيلات كبيرة من طرف وسائل الإعلام الرسمية التي هي تحت تصرف الانقلابيين، وفي الواقع أنه بيان –عموما- مندد تنديدا واضحا كليا بالانقلاب.. يدين الانقلاب ويطالب باستعادة الشرعية كاملة بجانبيها التنفيذي والبرلماني؛ بالتالي لاأعتقد أنه يختلف ولا يخرج كثيرا عن هذا التوجه.
الأخبار: وزير الخارجية تم استقباله من طرف وزراء الخارجية العرب ألا يعتبر هذا اعترافا بالحكومة الجديدة؟
يحي ولد كبد: الجامعة العربية منظمة قديمة، وتعد رمزا كبيرا للمحافظة، وتتعامل مع الحكومات أيا كانت وأيا كانت الآلية التي وصلت بها، وقد تكون استقبلت الموفود لكن بيانها كان بيانا مشجعا يطالبه بعودة الشرعية ولا يعترف ضمنيا بهذه الحكومة لأنه طالب بإعادة الشرعية.
الأخبار: على الرغم من أن الولايات المتحدة أكدت بأنها لن تتعامل إلا مع حكومتكم، وأوربا قالت إنها لن تعترف بالحكومة الجديدة.. أين هي تحركاتكم أنتم كحكومة تجاه العودة إلى الشرعية -خارجيا؟
يحي ولد كبد: نحن ليست لدينا نفس الإمكانيات التي يمتلكها الانقلابين، الانقلابيون لديهم إمكانيات الدولة، ويتنقلون على حساب الدولة بدون حدود، ونحن وسائلنا محدودة، ولسنا طليقين بالدرجة التي نريد.. فتحركات الحكومة مقيدة.
الأخبار: هل يعني هذا أن هنالك قيودا على بعض أفراد الحكومة بموجبها تم منعهم من السفر إلى الخارج؟
يحي ولد كبد:أعتقد أن هنالك بعض القيود ليست مطلقة، لكنها تحد من حركية الحكومة، ومع ذلك فنحن في هذا المقام نعول على أن هنالك شرعية دولية، وهنالك مواثيق صادقت عليها موريتانيا، وهذه المواثيق تقتضي تلقائيا اتخاذ بعض الإجراءات إذا ماحدث اختلال مثل ماحدث الآن في موريتانيا ، البرلمان الموريتاني صادق على اتفاقية "كوتونوم" وصادق على الميثاق الافريقي للديمقراطية وصادق على اتفاقية الجزائر كل هذه الاتفاقيات موريتانيا طرف فيها، وفي حالة ما إذا ماحدث فيها وصول غير شرعي للسلطة يواجه بعقوبات تلقائيا، و أعتقد أنه ظهر بعضها وهي مستمرة وسوف تبقى في تصاعد.
الأخبار:الاتحاد الأوربي رفض التعامل مع حكومة ولد محمد الاغظف.. هل هو يتعامل معكم كحومة شرعية؟ وهل أنتم متمسكون بحكومتكم وتنوون إعادة تشكيلها واستمرارية عملها؟
يحي ولد كبد: نحن حكومتنا حكومة شرعية بمطلق القانون، أما عمليا فلا تتوفر على مقومات حكومة عملية؛ لأنها لا تمتلك وسائل الدولة ولا إمكانات مادية.
الأخبار: الاتحاد الأوربي هل يتعامل معكم كحكومة شرعية؟
يحي ولد كبد: لايمكن أن أقول ذلك لكنه سبق وأن صرح إنه لا يعترف إلا بحكومة شرعية وهذه حكومة معطلة الرئيس معطل والوزير الأول معطل.. وبعض أعضاء الحكومة فقط هم الذين أعلنوا أنهم يعارضون هذا الانقلاب، لكن إمكانياتهم للتحرك إمكانيات محدودة جدا؛ لأنهم ماديا لا يتوفرون على إمكانات مادية وحريتهم ليست بتلك الدرجة التي يمكن أن يجروا بها كافة اتصالاتهم.
الأخبار: ميدانيا: الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية يرى البعض بأن ما تقوم به من نشاطات هي نشاطات هزيلة ومستهلكة وروتينة مجرد بيانات و مهرجانات ومؤتمرات صحفية لايمكن أن تقدم حلا للأزمة.. هل تنوون القيام بأنشطة أوخطوات قادمة تكون على مستوى التحدي؟
يحي ولد كبد: الجبهة قامت بنشاطات كبيرة منها مهرجان تلقائي قوبل بمعارضة كبيرة من قبل الحاكمين، ومع ذلك تم حضور حشد كبير وحدثت مهرجانات في الداخل ونظمت مسيرة كانت ضخمة بشهادة الجميع، وفي رمضان تمت صياغة برنامج روتيني يبقي على حد أدنى من الإنعاش ويعتمد اللامركزية فتقوم كل مقاطعة ببعض النشاطات، وفوجئنا بأن كل النشاطات حوصرت من قبل الحاكمين على أيام العطل فقط، فبالتالي الإمكانيات الزمنية لتنظيم مهرجان محدودة، ورمضان فرض أن يكون هناك حد أدنى من الانعاشات.. لكن على المستوى الوطني نشاهد رفضا قاطعا من قبل الجميع وبعد رمضان إن شاء الله سوف تشاهد مزيدا من الأنشطة.
الأخبار: لكن ألا ترى أن هذه الأنشطة والأنشطة المضادة لا تعطي حلولا ناجعة وبالتالي فالجبهة بحاجة إلى اختراع أنشطة نوعية ومفاجئة لعلها أن تحدث انفراجا في الوضع الراهن؟
يحي ولد كبد: نحن الآن مقاومتنا مقاومة سلمية؛ يعني أننا ننتهج كل ما هو متاح قانونيا وكل ما تتيحه السلطات، والآن مايتاح هو بعض المهرجانات المرخصة.. بعض المسيرات المرخصة، وهي تقل يوما بعد يوم من ناحية الترخيص لكن أعتقد أن هنالك مقامة سلمية كبيرة من طرف الموريتانيين وجلهم يظهر بمظهر المعارض لهذا الانقلاب، وهذا في حد ذاته مكسب وأعتقد انه يتزايد.. ونحن مقاومتنا مقامة سملية لانعتبر أنها ينبغي أن تأخذ طابع العنف، لأن العنف ليست فيه مصلحة البلد وبلدنا نحن فيه جميعا ونحرص على استقراره.
الأخبار: البعض يرى أن الجبهة بموقفها هذا تدعو إلى التدخل الخارجي..ألا يعتبر التدخل الخارجي خطا أحمر وخرقا للمصلحة الوطنية التي تقتضي من الجميع مهما اختلفت آراؤهم أن يتمسكوا بها ويبقوا حريصين عليها..ما ردكم؟
يحي ولد كبد: نحن نعتبر أن موريتانيا طرف في بعض الاتفاقيات وماتقتضيه تلك الاتفاقيات التي وافقت عليها موريتانيا سيتخذ، ولا أعتقد أن فيه نية للتدخل العسكري الخارجي، ونحن أيضا لا نركز عليه، نحن نركز على تعبئة الرأي العام الداخلي، وبطبيعة الحال نسعى إلى ماهو متاح عالميا من الضغوط ذات الطابع القانوني.. نعتبر أنها واردة ونعتبر أن المسؤولين عنها هم من أخلوا بتوازن المؤسسات وبالتالي المسؤولون عنها هم الانقلابين.
الأخبار: يعتبر البعض أنكم الآن في حزب عادل أقلية ولاتمثلون الحزب وأن تمسككم بالمقر والاسم والشعار هو فاقد لشرعيته وبالتالي أنتم لاتمثلون حزب عادل ما هو رأيكم؟
يحي ولد كبد: حزب عادل تم تأسيسه موقتا ولم يتم تنصيب أقسامه على مستوى الداخل، بالتالي ليس هناك مؤشر يمكن من خلاله أن تعرف ماهي الأقلية وما هي الأغلبية.. شرعيته ظاهريا ممثلة في الرئيس ونواب الرئيس واللجنة التنفيذية وهي موجودة.. قد تكون هنالك بعض استقالات في الجهاز التنفيذي لكن لاأعتبر أنها مؤثرة لسببين:
- حصول التجاوب الكبير الذي حصل في الداخل تناغما مع دعوات عادل لرفض الانقلاب.
- المهم في الأحزاب هم من يصرون من أعضائها على الاستمرارية، وأعتقد أن عادل الآن من الناحية الكيفية على الأقل يتمتع بعناصر مصرة على المواصلة فيه وهذا مكسب في حد ذاته..، والمهم في الأحزاب ليس الكم الوهمي الهلامي وإنما في الواقع ....
الأخبار: لكن أغلب نواب عادل انسحبوا من الحزب؟
يحي ولد كبد: صحيح نحن نلاحظ أن هنالك أغلبية مصطنعة كانوا قبيل الانقلاب أغلبية إلى جانب الرئيس وبعد الانقلاب تغيرت الأغلبية.. والسبب معروف هو أن البعض في موريتانيا تعود أن يكون مع الحاكم، لكن الملاحظ أن هنالك بونا كبيرا بين هؤلاء النواب والقواعد التي انتخبتهم، وبعد ذلك هم جاؤوا عن طريق شرعية لكنها متقاسمة بينهم ورئيس الجمهورية؛ فالرئيس انتخبه الشعب الموريتاني، وهم انتخبتهم بعض الدائر..يمكن أن نقبل أنهم يمثلون شرعية لكن رئيس الجمهورية يمثل شرعية كبيرة أكبر من شرعيتهم؛ لأنه يمكن أن يحل البرلمان والعكس ليس صحيحا، زد على ذلك أن شرعيتهم تكمن في كونهم مشرعين وتشريعهم الآن ناقص؛ لأن ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة قال إنه هو الذي يشرع فغير الدستور والدستور لايمكن أن يغيره إلا الشعب أو آلية كبيرة كاجتماع في مؤتمر بحضور الغرفتين وبطلب من رئيس الجمهورية وكل هذا لم يحدث، معنى ذلك أنهم صاروا في مكان الشعب ومكان البرلمانيين أنفسهم فسلطات البرلمانيين الآن غير كاملة، و تقول المادة 6 من الميثاق أن الحكومة والوزير الأول مسؤولين أمام مجلس الدولة وليس البرلمان؛ إذن السلطات التشريعية الآن ناقصة ومع ذلك لم يحتجوا...إنما احتجوا على إجراء بسيط وعادي في كل ديمقراطيات العالم هو أنهم طالبوا بإجراء دورة برلمانية غير عادية فقوبلت باعتراض واضح وصريح وكانت هنالك آلية أخرى يمكن أن يلجؤوا إليها عن طريق المجلس الدستوري مثلا تم الحل عن طريق انقلاب، ومع ذك رضوا بالانقلاب ولم يحتجوا عندما صارت الحكومة مسؤولة أمام المجلس العسكري.. معنى ذلك أن الذي يحركهم ليس هو المس من سلطاتهم وإنما حاجات في أنفسهم.
الأخبار: إذن باختصار يمكن القول إن أغلبية نواب عادل في البرلمان هم الآن خارج الحزب وأنتم أقلية تنوون الاستمرارية فيه.؟
يحي ولد كبد: هم أصلا لم يأتوا عن طريق عادل وإنما جاؤوا كمستقلين، وعادل لم يتشكل إلا بعد البرلمان، إذا كان فيهم من تبنى عادل في مرحلة من المراحل والآن تبنى غيره فهذا أمر عادي وليس غريبا، فهم يمثلون جانبا من الشرعية لأنهم الآن يجتمعون في دورة غير عادية وغير شرعية ويجتمعون ليس تحت رئاسة الرئيس..فهذه كلها اخلالات بالقانون تجعل عملهم ليس عنده معنى لأن المشروعية بدون شرعية ليس لها قبول فهم يمتلكون المشروعية الناقصة لأنه ليس بينهم انسجام مع ناخبيهم وليست عندهم شرعية.
الأخبار: يتوقع البعض في هذه الأيام أن يتخذ حزب تكتل القوي الديمقراطية موقفا انفصاليا مع العسكر، ما هي قراءتكم لهذا الاجراء وهل تتوقعون أن يلتحق بكم في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية؟
يحي ولد كبد: كنا نتوقع من التكتل بصفته قوة ديمقراطية كبيرة ألا يقف مع الانقلابيين، فمن الطبيعي أن يرفض الانقلاب ومن الطبيعي أن يتمسك بالشرعية، وما حدث أعتبره غير طبيعي..غير طبيعي في توجه التكتل ومسيرته النضالية، فهو غير طبيعي بالمرة وربما كان نتاجا لمواقف غير مدروسة، والآن وقد بدأ شيئا فشيئا يعود إلى رشده فنحن نرحب بهذه الخطوة، لكننا نطالب بأن يكون التكتل منسجما مع توجهه ومع طرحه وهو الرفض الكلي للانقلابيين وليس التعامل مع وضعيات غير قانونية.
الأخبار: بنظركم ماهي دوافعه لهذا الاجراء هل أنه لامس نيات وتوجهات غير واضحة لدى العسكر أم أنه فقط تبين رشده وأراد أن يصحح مساره؟
يحي ولد كبد: في البداية أعتقد أنه تبين رشده، وربما يكون كذلك فهم أنه اصطدم حقيقة بالانقلابيين في التمسك بالسلطة فهم بعيدون تماما عما كان يعتقد، فهم غير مستعدين للتنازل مهما كانوا فهم جاؤوا ليبقوا.. فهذا ربما يشكل نقطة خلاف مع التكتل الذي يطمح إلى السلطة.. معنى ذلك أنه قد يكون تبين أن مواقفه لم تكن صائبة وقد يكون تيقن من أن نية العسكر نية غير ديمقراطية.
الأخبار: تسربت أنباء عن لقاء رئيس التكتل ببعض قادة الجبهة يعرض عليهم فيه حلا ثالثا ليس فيه سيدي ولد الشيخ عبد الله وليس فيه ولد عبد العزيز..ماهي وجهة نظركم في هذا الحل؟
يحي ولد كبد: يفهم من هذه الطرفية نوع من التوازن وليس هنالك توازن، فطرح الانقلابيين العسكريين على قدم المساواة مع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله هو طرح غير منطقي بالمرة لأن سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس منتخب من طرف الموريتانيين ولم يعترض عليه أي فاعل سياسي بالتالي هو يتمتع بالشرعية والمشروعية.. فهم أخلوا بالنظام وجاؤوا عن طريق العنف وبالتالي ليسوا شرعيين إطلاقا بالتالي ليس من المنطقي وضعهم في نفس المستوى، هذا أولا، ثانيا نحن هذا الموقف نريد منه درء الانقلابات في المستقبل وذلك يمر حتما برفض هذا الانقلاب، فإذا نجح هذا الانقلاب وجاء مسلسل ديمقراطي جديد ففي فترة وجيزة سيأتي آخرون ويفعلون نفس الفعلة وبالتالي لن يتوقف مسلسل الانقلابات العسكرية في موريتانيا.
إذن من يريد الديمقراطية في موريتانيا ويريدنا أن نجعل البلد على الطريق الصحيح القويم فليعلم أن المنطلق هو الدستور والمؤسسات الدستورية وأن أي إخلال بها يعني جعل البلد في فوضى كلية وأننا سنبقى في سلسلة من الانقلابات لانهاية لها..؛ إذا هذا الخط الثالث إذا كان مقترحا فنحن نرفضه بطبيعة الحال.. نحن نتمسك بالشرعية باعتبار أن الحل يمر بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وإذا عاد الرئيس وعادت للبرلمان صلاحياته واكتملت المؤسسات في ذلك الوقت يمكن أن يحدث توافق على حل ما لمواجهة الأزمة التي أعتبرها مصطنعة، ونحن لانتجاهل أن هناك وضعية ينبغي أن يتعامل معها لكن لابد أن تمر بالشرعية فإذا لم تمر بالشرعية يكون من يدعي الديمقراطية ليس بديمقراطي ويكون في النهاية هنالك أمر غير منطقي يساوي الانقلابي بمن جاء عن طريق صناديق الاقتراع.
الأخبار: هل تنتظرون أن يلتحق ولد داداه بالجبهة؟
يحي ولد كبد: نحن نرحب بولد داداه إذا التحق بالجبهة.. نرحب به ترحيبا كبيرا لكن أنا لست ملما بما يحدث داخليا في التكتل، لكن في اعتقادي أنه إذا كان منسجما مع طرحه ومع مسيرته عاجلا أو آجلا قد يلتحق بالجبهة لأن ذلك هو الصواب وهو الذي ينسجم مع توجهه وهو الذي يمكن أن يكون فيه نوع من الحل النهائي على مستوى الحراك السياسي في موريتانيا.
الأخبار: هل من كلمة أخيرة؟
يحي ولد كبد: أشكر وكالة الأخبار المستقلة على اهتمامها بمتابعة الأحداث واهتمامها بصفة خاصة بنشاطات الجبهة، وأنا أرتاح ارتياحا خاصا بالمجتمع الموريتاني الذي بدأ يتغير تغيرا واضحا؛ لأنه رفض بشكل واضح الانقلابات وهو تعود أن يقبلها.. ومرتاح أيضا للمواقف الدولية التي حصلت والتي حتى الآن لاتوجد فيها ثغرة ولا إخلال عكسا لما أشرتم إليه أو أشار إليه مطبلوا النظام.. وأعلن أن هذا المسار يبشر بخير في موريتانيا، والذي أنادي به أنه على القوة الحية كلها أن تلتحق بصف الجبهة باعتباره الصف الذي يوجد فيه المستقبل والصواب.. والذي أأكده أنه لاتراجع وأننا سائرون إلى الأمام، وأريد أن أقول أن المناضلين في هذا الصف مصرون على عودة الشرعية واحترام الديمقراطية وأن أي إخلال به مهما أوتينا من قوة سنحاربه ونصارعه، وبطبيعة الحال وسائلنا الآن وسائل سلمية لأننا لا نتوفر على إمكانيات عسكرية ولأن توجهنا ليس هذا من شأنه أصلا، نحن أصلا حافظنا على الديمقراطية وأردنا المحافظة عليها فمعنى ذلك أننا مع التغيير السلمي والكفاح السلمي.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!