التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:00:07 غرينتش


تاريخ الإضافة : 12.09.2008 16:05:10

أعمر ولد رابح: ما يحدث في البلد يدخل في إطار بوادر صراع على السلطة

قال رئيس حركة الديمقراطية المباشرة أعمر ولد رابح إن ما يجري في البلد حاليا يدخل في اطار بوادر صراع على السلطة مستحكم عانت منه البلاد منذ فترة.
وأكد أن ما تشهد موريتانيا منذ سقوط نظام المختار ولد داداه يعتبر في مجمله انقلابات،ودعي كل القوي الحية السياسية منها وغير السياسية إلى رص الصفوف ونكران الذات من أجل موريتانيا التي قال إنها لا تتحمل مثل هذا التجاذب السياسي.


وهذا نص المقابلة:
الأخبار:كيف تنظرون إلى الأزمة المتفاقمة في البلاد وماهو موقفكم منها؟

أعمر ولد رابح: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم في البداية أشكر موقع الأخبار على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن التفاعلات التي يشهدها البلد خاصة في الفترة الأخيرة نحن نري في إطار رؤيتنا التحليلية أن ما يجري في البلد منذ فترة زمنية يدخل في إطار بوادر صراع على السلطة مستحكم ظلت البلاد تعاني منه منذ ما يناهز ثلاثين سنة أو أربعين سنة وهو الذي جعلها دائما في مربع واحد عجزت عن أن تخرج منه وللأسف نخبنا السياسية هي الأخرى لم تقدم بدائل ولم تشارك بشكل فعلي في خلق تغيير يمكن أن يساهم في بناء دولة عصرية دولة كل الموريتانيين دولة تطبعها العدالة والشفافية دولة يشعر المواطن الموريتاني في القرن العشرين أنه أصبح في إطار منظومة تدفع عنه الظلم وتعطيه حقوقه وتكون مثل نظيراتها في المنطقة.
نحن نري أن في ظل هذا الوضع البلد سيظل يشهد حراك وسيظل يشهد تفاعلات مادام موضوع الصراع على السلطة لم يحسم وهذه الإشكالية على الأسف استوردنها أواستوردت لنا نموذج سياسي يحمل في طياته بذور أزمة صراع دائمة وهذا الصراع استغل دائما بين الأجيال وبين الطبقات وبين الأحزاب كل حزب يحاول أن يهيمن وكل طبقة تحاول أن تهيمن وكل مؤسسة تحاول أن تهيمن وهذا هو الذي فتح الباب دائما أمام الانقلابات وفتح الباب أمام الانحرافات وفتح الباب أمام ظهور العوامل التي هي أصلا ضد وجود الدولة ، وأصبحت كل قبيلة تريد أن تحكم البلد وأصبحت كل جهة تريد أن تحكم البلد وأصبح كل الناس لديهم طموح في أن يحكموا البلد وأن يستأثروا منه أصبح لهم طموح في أن يحكموه كذلك نحن نريد وضع حد لهذا ولا يمكن وضع حد له إلى بمراجعة شاملة ورؤية نقدية شاملة وعلى الطبق السياسية أن تقف وأن تحاسب نفسها قبل أن يحاسبها الشعب الموريتاني .

ما يعيشه البلد منذ سقوط نظام المختار ولد داداه هو انقلابات من داخل المؤسسة العسكرية وهذه الانقلابات أصلا أصحابها لم يأتوا ببرامج ولم يأتوا بدافع بناء وطن ولا بإستراتيجيات معينة ، أتوا بدوافع السلطة والسيطرة على السلطة وامتلاك الثروة وامتلاك المال وامتلاك الجاه هذا هو الذي جعل البلد يعيش في هذه الوضعية المأساوية في الفقر في التخلف في العشوائية في كل الأمراض الخطيرة التي في الحقيق لولا أن هذا الشعب شعب عظيم لتفككت الدولة ولوقعة كوارث لا تحمد عقباها

الأخبار:لماذا غابت الديمقراطية المباشرة عن التشكيلة الوزارية الجديدة؟وهل سيدفعكم ذلك لاتخاذ مواقف من قادة الانقلاب؟
أعمر ولد رابح: في الحقيقة نحن يجب أن يفهم الجميع أننا لسنا سعاة سلطة ومواقفنا لا نبنيها على منافع ولا على ارتزاق ولا على ارتجال نحن التشكيلة الوزارية بالنسبة لنا ليست هدف وإنما هي عامل تكليف وليست عامل تشريف إذا رأت حركة الديمقراطية المباشرة أن مشاركتها تخدم الشعب الموريتاني وأنها لا تتناقض مع مواقفها فيمكن أن تشارك وإذا رأت أن المشاركة لا تخدمها ولا تخدم الشعب الموريتاني فهي حر في أن تراجع مواقفها نحن موقفنا المبدئي واضح نحن ضد الوصول للسلطة بالقوة هذا ما قلناه في البيان الأول لكننا تفهمنا ما حدث لأنه ليس أمامنا سوى أن نكون عقلانيين وأن نكون واقعيين، سيدي ولد الشيخ عبد الله جاء به العسكر ورشح من طرف العسكر والعسكر هم الذين سحبوا منه الشرعية وعملوا عليه انقلاب نحن الآن الذي أمامنا لآن هو موريتانيا واستمرارية الدولة الموريتانية ووضع حد لنزيف قد يودي بتقويض الدولة الموريتانية وبانفلات أمني يخلق فوضي وينتهي كل شيء إذا نحن تفهمنا ما حدث لأننا نعتبره انقلاب على شرعية جاء بها العسكر وعملوا عليها انقلاب فهم عملوا انقلابا على أنفسهم إذا نحن ليس أما منا إلى نتفهم ما حدث وان نمد يدنا للجماعة التي وصلت من أجل أن نقذ البلد ومن أجل أن نفتح معها خطوط التواصل والحوار لمصلحة موريتانيا وليس لمصلحة حركة الديمقراطية المباشرة ولا لمصلحة أي شخص آخر ولا أي جماعة.

الأخبار:حلفاؤكم في المعارضة سابقا يصرون على عودة الرئيس المخلوع...هل هذا الطرح واقعي؟ وهل هناك خيار غير عودة واستمرار الجنرال؟
أعمر ولد رابح: نحن نحترم لكل حزب وجهة نظره ورؤيته الخاصة لكن نحن بالنسبة لنا ونقولها بشكل واضح القضية ليست قضية سيدي وليست قضية عزيز وليست قضية أعل ولد محمد فال وليست قضية معاوية القضية قضية موريتانيا هؤلاء عناصر جاءت بهم ظروف معينة وانتهوا في ظروف معينة؛ إذا الباقي هو الشعب الموريتاني والباقي هو أرض موريتانيا، ويجب أن نعمل جميعا على أن تستمر الدولة الموريتانية وأن يستفيد هذا الشعب المحروم المسكين من وطنه ومن بلده، وأن يعيش مكرما عزيزا آمنا غير مضطهد وغير مغبون وغير محروم من ثرواته هذا هو الأساسي، بالنسبة لنا نحن نرى أن القضية ليست موضوع قضية سيدي وليست مطروحة بالنسبة لنا نحن كحزب.. المطروح لنا هو أن ننقذ البلد من الوضع الذي يعيشه.
الأخبار:كيف؟
أعمر ولد رابح: هذا بالنسبة لنا سؤال يحتاج أن نناقش نحن والفرقاء السياسيون وزملاؤنا في الأحزاب التي نتقاطع معها بعض الروي، والتي تتقاطع معنا هموم البلد وأن نخرج بحل يمكن أن يساهم في خلق أمل للمواطن الموريتاني وان يحفظ كيان الدولة وان يستفيد من الأخطاء الماضية وأن يعمل على أن لا تتكرر ...هذا الحل يأتي عبر الحوار وعبر للقاء وعبر تجاوز المصالح الضيقة الحزبية.. وعبر تجاوز الذات. فيجب على كل سياسي نكران ذاته حتى يجلس مع زميله حتى يخلق رؤية مشتركة لصالح موريتانيا، فموريتانيا يجب أن تكون فوق الأحزاب السياسية وقبل القبائل وقبل العسكر.. موريتانيا أهم من كل شيء واستمراريتها هي كل شيء، ونحن يجب أن نحافظ عليها وأن لا نتركها تتيه وتسقط وتكون مصيدة لا قدر الله .

الأخبار: ماهي نظرتكم للمواقف الدولية؟ وهل أنتم مع استمرار الوضع الحالي رغم العقوبات الدولية التي تواجهها البلاد؟.
أعمر ولد رابح: تقصد أي استمرار؟
الأخبار:النهج الحالي رغم العقوبات؟
أعمر ولد رابح: نحن نرى أن هذا النموذج السياسي الذي استورد لنا وفرض علينا.. فرض من طرف مؤسسات دولية، وعندما ترى هذه المؤسسات الدولية أن هذا النموذج بدء يقوض أو بدأت تعمل عليه انقلابات ويتخلي عنه ستهب وتعمل على حمايته ليس حبا للشعب الموريتاني ولا حبا للدولة الموريتانية وليس حبا للمعارضة أو الانقلاب، وإنما من أجل فرض رؤية واستراتيجية عند المؤسسات الدولية التي فرضت هذا النموذج السياسي، نحن نرى أن البلد في حاجة إلى أن يحميه أبناؤه، وفي حاجة إلى أن يعمل أبناؤه على استقراره وتنميته.. ونرى أن الجبهة الداخلية إذا تماسكت وقويت فالمجتمع الدولي سيتعامل معها، أما إذا حدثت مشاكل داخل الجبهة الداخلية فهذا يفتح المجال واسعا أمام المجتمع الدولي وأمام فرض عقوبات وأمام فرض أجندته وأمام مشاكل قد تؤدي إلى عدم استقرار البلد.. كلما أريد أن أقوله إن الشعب الموريتاني لا يتحمل الحصار؛ لأنه شعب ضعيف واقتصاده هش، والضحية هو الشعب الموريتاني نحن ضد فرض الحصار، لكن مع فتح حوارات.. مع ضغوط على الذين لا يريدون أن يرجع البلد إلى وضعه الطبيعي.. حتى تحل الأمور بشكل ودي لا غالب فيه ولا مغلوب .

الأخبار:بشكل واضح وصريح أيهما أفضل لموريتانيا العمل حتى عودة الشرعية؟ أم التعامل مع العسكر؟.
أعمر ولد رابح: أولا الشرعية مفهوم مطاط، الشرعية ليست عند سيدي وليست عند العسكر، الشرعية عند الشعب الموريتاني، وعندما يقرر الشعب الموريتاني موقفه من أن الانتخابات كلها مزورة، وكل الذي روج له هو رغم إرادته وليس مشاركا فيه.... وكل شخص يجلس ويقول أنا أمثل الشعب الموريتاني حتى النواب الآن الذين يتكلمون باسم الشعب الموريتاني من رجع منهم إلى إلى دائرته الانتخابية لن يجد عشرة أصوات..إذا الشرعية هي الشعب، والشعب مغيب وليست له الإرادة الحرة المطلقة في اتخاذ مواقفه؛ ولذلك هذا النموذج السياسي المسمى الديمقراطية التعددية في موريتانيا نموذج في الحقيقة زور إرادات الشعب الموريتاني وعمل على تهميشه وكرس القبلية والأرزقية والجهوية، وكرس كل القيم التي كان الشعب الموريتاني بعيدا منها؛ لذلك الشرعية عند الشعب ويجب أن نعود للشعب وأن يكون الحكم هو الشعب الموريتاني، وليس هذه الآليات التقليدية التي أصبحنا في الحقيقة الآن ندفع ثمن شرعيتها وشرعنتها وندفع ثمن تسييرها للبلد وندفع ثمن قناعتنا نحن بها.

الأخبار:تقصد انتخابات مبكرة تنهي حكم العسكر؟.
أعمر ولد رابح: أنا بالنسبة لي مع الانتخابات المبكرة التي يترك للشعب الموريتاني فيها أن يأخذ موقفه، مع أني بالنسبة لي الانتخابات هذه في الحقيقة لن تقضي على الصراع على السلطة، بالنسبة لي الذي يقضي علي الصراع على السلطة هو تطبيق الديمقراطية المباشرة .

الأخبار:الجماهيرية الليبية والمغرب والسنغال هل يمكن أن تكسب للانقلاب شرعية وهي ثلاثة دول فقط؟
أعمر ولد رابح: بالنسبة لي أنا في الحقيقة شرعية الانقلاب لا يمكن أن تكسب إلا عن طريق الشعب الموريتاني وقواه الحية، هذا هو الذي يكسب شرعية سواء كان انقلابا أو نظاما ملكيا أو نظاما انتخابيا؛ فالشعب الموريتاني هو الذي يمكنه أن يعطي الشرعية لأي شخص أن يحكم موريتانيا، بالنسبة للدولة لها أجندتها ومصالحها وتفكر تفكيرا يخص بها، لكن نحن كموريتانيين أي نظام سيحكم يجب أن تكون شرعيته الشعب الموريتاني ومن خيارات الشعب الموريتاني ومن خيارات قواه الحية .

الأخبار:هل من كلمة أخيرة؟
أعمر ولد رابح: في الحقيقة نتمنى أن يتجاوز البلد هذه المطبات التي يعيشها ونتمنى على القوى الفاعلة في الساحة أن تلتقي وأن تتحاور وان تتجاوز مصالحها الضيقة وأن تعمل على نكران ذاتها، وأن تعرف أن البلد في وضع صعب وأن موريتانيا يجب أن تكون فوق الجميع ومصلحتها فوق الجميع... وأن نعمل على إنقاذها وعلى تطويرها وعلى خلق مشروع دولة صحيح يشعر كل مواطن فيه بحقه الطبيعي في السلطة وفي الثروة، وأن نتجاوز ونستفيد من التجارب التي عشناها منذ ثلاثين سنة.. وأنا واثق من أن كل القوى السياسية الوطنية والشعب الموريتاني قادر على تجاوز هذه المطبات وهذه المحن وشكرا.
الأخبار:شكرا لكم .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!